شرم الشيخ ـ فلسطين اليوم
أكد رؤساء عرب اليوم أهمية تفعيل آليات العمل العربي المشترك خلال الفترة المقبلة لمواجهة التحديات في المنطقة لاسيما ما يتعلق باخطار "الارهاب".
في هذا الصدد ذكر الرئيس العراقي فؤاد معصوم في كلمة امام القمة العربية في دورتها العادية ال26 أن القمة "تنعقد في مرحلة بالغة الحساسية والخطورة على أمن الدول العربية والمنطقة برمتها وفي ظل استشراء ظاهرة الارهاب".
واشار الى انتشار التنظيمات الارهابية في مختلف دول العالم فضلا عن البلدان العربية موضحا "ان العمليات الاجرامية التي شهدتها كندا وفرنسا واستراليا وتونس لم تكن الا امثلة" على هذا الانتشار.
وقال ان الشعب العراقي يتطلع من الاشقاء العرب الى كل انواع الدعم "لاسيما وان بلادنا تواجه محنة خطيرة اذ يوجد في تسع محافظات عراقية اكثر من مليوني نازح من العراقيين ومئات الالاف من اللاجئين السوريين".
وأضاف أن هذه المحافظات تتحمل وحدها معظم النفقات رغم أنها تعاني من محدودية الامكانات المادية "إذ لا يصلها الدعم الكافي من الاشقاء العرب والمجتمع الدولي" داعيا إلى عقد مؤتمر دولي في العراق يخصص لبحث سبل معالجة مشكلات النازحين وانهاء معاناتهم المريرة.
واشار معصوم الى ارتكاب الارهابيين جرائم بحق الشعب العراقي "ودون استثناء" الى حد ارتكاب اعمال ابادة جماعية ضد مكونات دينية عراقية فيما وصلت جرائم تنظيم (داعش) الى المساجد والكنائس ودور العبادة والممتلكات العامة والنصب الاثرية والتراثية والدينية والمخطوطات.
ولفت في المقابل الى نجاح القوات المسلحة و(البيشمركة) و(متطوعي الحشد الشعبي) و(ابناء العشائر) في تحرير مدن محتلة وفك الطوق عن مدن اخرى محاصرة معربا عن الامل في القضاء على الارهاب في العراق خلال مدة لا تتجاوز سنة.
وأعرب الرئيس العراقي عن مشاعر الامتنان لسمو أمير دولة الكويت الشقيقة الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح على رئاسته القمة خلال الفترة الماضية "والتي كانت فترة استثنائية".
من جانبه طالب الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي بمزيد من تفعيل اليات التنسيق بين الدول العربية لمكافحة الارهاب مشيرا الى أن الارهاب في المنطقة العربية يسعى الى تقويض سلطة الدولة ونشر الفوضى.
ووصف قائد السبسي في كلمة أمام القمة مشروع الجماعات الارهابية في المنطقة العربية بأنه "أشد خطرا وتأثيرا على أمننا واستقرارنا من التهديدات الاخرى" مؤكدا أن "الارهاب يستدعي من دولنا التعبئة العامة واتخاذ كافة التدابير الكفيلة بدحره قبل استفحاله وانتشار اثاره المدمرة".
وحول الأوضاع في اليمن قال الرئيس التونسي "اننا نعبر عن بالغ قلقنا وانشغالنا لما آلت إليه الأوضاع في اليمن مؤكدين دعمنا الكامل للسلطة الشرعية في هذا البلد الشقيق والحفاظ على أمنه واستقراره واستقرار المنطقة".
وعن القضية الفلسطينية ذكر "أن ما تشهده منطقتنا من تحديات ومخاطر لا يمكن أن يشغلنا عن القضية الفلسطينية التي تظل قضيتنا الام وهي تحتاج منا مزيدا من الدعم والمساندة" داعيا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته لوضع حد لمعاناة أبناء الشعب الفلسطيني وإيقاف الاستيطان ومحاولة تهويد مدينة القدس.
وفيما يتعلق بالوضع في ليبيا جدد قائد السبسي تضامن تونس الكامل مع ليبيا حفاظا على سيادتها واستقلالها ووحدة أراضيها داعيا الحكومة وجميع الأطراف السياسية الليبية للاحتكام الى الحوار والالتزام به سبيلا لتجاوز الخلافات.
كما ثمن الرئيس التونسي جهود سمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح خلال رئاسة القمة الماضية مثنيا كذلك على جهود مصر برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسي لانجاح القمة العربية الحالية.
أما الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز فأوضح في كلمة مماثلة ان القمة العربية تنعقد في ظل ظروف وتحديات كبيرة دولية واقليمية وعربية تتطلب من الجميع التنسيق والتعاون مع شركائنا لدحر الفوضى والاجرام والارهاب.
وأشاد في الوقت ذاته بالجهود العربية والدولية الرامية الى القضاء على التنظيمات المتطرفة التي تمثل أكبر تهديد للسلم الدولي مؤكدا وقوف بلاده الى جانب الجهود المبذولة من أجل استعادة الشرعية في اليمن.
وأكد قدرة الامة العربية على مواجهة التحديات الأمنية أو الاقتصادية أو الاجتماعية موضحا أن العمل العربي حقق انجازات عدة في مجالات كثيرة تلبية لتطلعات الشعوب العربية في الأمن والتنمية.
كما أعرب الرئيس الموريتاني عن الشكر لسمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح على جهوده والانجازات التي تحققت خلال الدورة السابقة للقمة العربية مثنيا كذلك على جهود الرئيس المصري لانجاح الدورة الحالية وجهود الأمين العام لجامعة الدول العربية للاعداد لهذه الدورة.
من جهته اكد الرئيس الصومالي حسن شيخ محمد في كلمة مماثلة أن الدول العربية تواجه تحديات كبيرة تتطلب مزيدا من التضامن والتعاون لمواجهتها مشيرا الى أن الصومال ذا امكانيات طبيعية هائلة ومن الممكن أن يصبح سلة الغذاء للوطن العربي.
ودعا الأشقاء العرب الى مساعدة الصومال "من خلال عقد مؤتمر لاعادة الاعمار" مشيرا إلى أن بلاده بعد خروجها من المرحلة الانتقالية خرجت من مرحلة الحرب الاهلية وتخوض حاليا حربا ضد الارهاب ووصف معارك قوات بلاده مع (حركة الشباب المتمردة) بأنها "ناجحة".
وأوضح الرئيس الصومالي ان موقف بلاده من الازمة اليمنية هو تأييد شرعية الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي ورفض عمليات تقويض هذه الشرعية مؤكدا في سياق متصل حق الفلسطينيين في اقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس وشدد على أن القضية الفلسطينية مازالت قضية محورية لامتنا العربية.
وقد أعلن الرئيس السيسي رئيس الدورة ال26 للقمة العربية انتهاء جلسة العمل الأولى للقمة موضحا ان جلسة العمل الثانية للقمة العربية ستكون "مغلقة" وستعقد في السابعة من مساء اليوم بالتوقيت المحلي.