أعلن رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، الثلاثاء، تأجيل الجلسة النيابية العامة، للمرة الرابعة على التوالي، إلى 23 أيلول/ سبتمبر المقبل، بعدما تعطلت الجلسة التي وجه الدعوة إليها بري منذ الجلسة السابقة، بسبب فقدان النصاب في 4 آب/ أغسطس الجاري. وأدى غياب نواب "المستقبل" و"التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية"، للمرة الرابعة على التوالي، إلى فقدان النصاب القانوني، وما زاد هذه المرة غياب رئيس المجلس شخصيًا عن مقر المجلس في ساحة النجمة، وهو الذي كان على قناعة ثابتة باستحالة عقد الجلسة، التي أصر على جدول أعمالها الواسع منذ البداية، رغم اعتراض الأكثرية النيابية التي لم يكترث لها. ويسود جدل نيابي في لبنان بشأن جدول أعمال الجلسة، عندما قرر بري ضم قرابة 45 بندًا، فاعترضت كتل نيابية عدة على وضع بند خاص بالتمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي من دون المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي، فرفض نواب "المستقبل" الأمر، كما رفض نواب "التيار الوطني الحر" لمعارضتهم التمديد لقهوجي شخصيًا، وسط إصرار ميشال عون على تعيين صهره العميد شامل روكز، وكذلك بالنسبة إلى مشاريع قوانين أخرى في ظل حكومة تصريف أعمال "منقوصة الدور"، وهو أمر أدى إلى تضامن رئيس الحكومة المستقيلة نجيب ميقاتي مع المعترضين على الجلسة. وقد عاد بري، الإثنين، من إجازة خارجية أمضاها في إيطاليا، رغم ما جرى في لبنان من عمليات تفجير وأحداث أمنية، أكبرها وأخطرها انفجار الرويس، الذي جاء في وقت حجب فيه الأضواء عن خطف قائد الطائرة التركية ومساعده على طريق المطار وتداعياته الكبيرة، وأكد رئيس البرلمان "أنا نازل إلى المجلس، وإذا توافر النصاب تُعقد الجلسة، وإذا لم يتوافر سأدعو إلى تأجيلها"، لكنه لم ينزل إلى ساحة النجمة، ولم يحضر رئيس الحكومة المستقيلة نجيب ميقاتي، مما أدى إلى تعطيلها، بمجرد بلوغ العاشرة والنصف صباح الثلاثاء، موعد انعقاد الجلسة ولم يتوافر النصاب. وعن موضوع الملف الحكومي، قال رئيس البرلمان، "إن مولداته لا تزال مفرملة"، فيما نفى ما تردّد في غيابه عن أنه توافق مع رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" النائب وليد جنبلاط على فرملة الجهود لتأليف الحكومة الجديدة، وأضاف "هذا الأمر لم يحصل، ولم يجرِ اتصال بيني وبين الأستاذ وليد في هذا الموضوع، وحسب معلوماتي، فإن كل شيء على حاله، وأتخوف من أن يكون التفجير الثاني في الضاحية أكثر من رسالة، والمطلوب من كل القوى الأمنية والسياسية فتح الأعين لمواجهة المشروع الإرهابي، لأنه يضرب الجميع ولا يضرب جهة واحدة".