وزير خارجية العراق الدكتور إبراهيم الجعفري

أكد وزير خارجية العراق الدكتور إبراهيم الجعفري حرص بلاده على دعم الجهود الرامية لإرساء سفينة العلاقات العربية مع دول الجوار العربي تركيا وإيران والأمم الأخرى على أحسن ما يكون لتجنيب المنطقة أي حالة من التوتر والبعد عن شبح الحرب.

وقال الجعفري - في مؤتمر صحفي مشترك عقده مع الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي عقب لقائهما اليوم بمقر الأمانة العامة للجامعة - "إن علاقاتنا مع هذه الأمم لها تاريخ طويل ولسنا مع أي عدوان أو اعتداء، ويجب أن نفرق بين اعتداء أي عناصر من أي دولة، وعدم الحكم على تلك الدولة من خلال تلك العناصر، معربا عن أمله في أن يتمكن الأمين العام للجامعة العربية في الدفع باتجاه تهدئة الأوضاع بما يحقق الخير للأمة العربية".

وأعرب عن أمله في أن يتمكن وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم الطارئ غدا من توحيد مواقفهم لحفظ كرامة الدول العربية وحماية سيادتها وحفظ علاقاتها مع أصدقائنا وإخواننا من دول الجوار الجغرافي.

وحول مبادرة العراق لتهدئة الأوضاع بين الرياض وطهران، قال الجعفري "إن جهود العراق تنطلق في إطار ميثاق الجامعة العربية وسياستها فيما يتعلق بالتعامل مع الأزمات التي تلوح في الأفق سواء كانت في أرض تركيا أو العراق أو دول أخرى، وسنتعامل بنفس المقياس ولا نريد لهذه الأمة أن تتعرض لمزيد من التصدع في علاقاتها مع هذه الدول ولهذا نسعى من أجل طرح مفاهيم تحمي كرامة وسيادة الأمة العربية وتحفظ لها علاقاتها مع بقية الدول".

وأوضح الجعفري، في رده على أسئلة الصحفيين، أن مضمون المبادرة العراقية يقوم على عناصر ومشتركات كثيرة تدركها شعوب المنطقة.

وقال الجعفري"نحن ننطلق من أجل تحقيق مصالح هذه الشعوب التي تدرك أهمية الحفاظ على أمن المنطقة وعلاقات الجوار وعدم الإنخراط في أي توتر من شأنه أن يجعل المنطقة على أعتاب شيء يسمى "حرب أو قريب من الحرب"، لذلك فإننا في العراق وفي ضوء استشرافنا للمستقبل واستحضار التاريخ نعمل على ضرورة الحفاظ على هذه العلاقات مع احترامنا في الوقت ذاته لميثاق الجامعة العربية".

وكشف النقاب عن اتصالات هاتفية قام بها على أعلى مستوى مع الأشقاء في سلطنة عمان ودولة الكويت وغيرها من الدول العربية.. وقال "إن هذه الاتصالات كشفت وجود حرص من قبل هذه الدول على الحفاظ على العلاقة مع دول الجوار الجغرافي، لافتا إلي أن الجوار الجغرافي للعراق يشكل حقيقة لا تتبدل فالجمهورية الإسلامية الإيرانية دولة جوار للعراق وكذلك تركيا".

وأوضح أنه عندما حدث تجاوز من قبل تركيا إزاء العراق رفضنا هذا التجاوز لكن لم نقطع علاقاتنا معها بشرط إزالة أثار هذا التجاوز التركي، مشيرا إلى أن العراق لديها أيضا علاقات متميزة مع الجارة إيران ونريد الحفاظ على هذه العلاقة ليس فقط على مستوى العراق بل دول المنطقة.

وفيما يتعلق بالاتصالات التي أجراها مع الرياض في هذا الإطار، قال الجعفري "إن الرياض ومن خلال الحالة الإجمالية للحديث معهم يؤكدون أنهم ليسوا مع التصعيد والتوتر، ونأمل أن يخطوا خطوة أخرى نحو المساهمة في تخفيف هذه الأزمة وتجاوزها بأقل ما يمكن وبأسرع وقت، مشيرا إلى أن حادث الشيخ نمر النمر لا نريد أن يلتهب ويتحول إلى حالة، لا سمح الله، تورث المنطقة توترات، بل يجب أن تحافظ على حالة السلم والأمن". 

ومن جانبه، رحب الأمين العام للجامعة العربية بلقاء وزير الخارجية العراقي الدكتور إبراهيم الجعفري، لافتا إلى أن اجتماعهما تناول الأوضاع الراهنة في المنطقة والرغبة في استبعاد أي أنواع من الخلافات، مشددا على ضرورة احترام القوانين وعدم السماح بالتدخلات الخارجية في شؤون الدول العربية والحيلولة دون تطور الأمور وأن تؤدي إلى اضطرابات لا داعي لها، منوها بالجهود التي يقوم بها الوزير "الجعفري" دعما للعمل العربي المشترك ومصالح الأمة العربية.

نقلا عن أ.ف.ب