استقبل نواب المجلس التشريعي الفلسطيني بقطاع غزة برئاسة النائب الأول لرئيس المجلس أحمد بحر الأربعاء وفدًا سعوديًا يضم عددًا من رجال الأعمال السعوديين وصلوا للقطاع مؤخرًا. ورحب بحر بالوفد المتضامن في رحاب المجلس التشريعي، مؤكدًا أن لهذا الوفد نكهة خاصة وهو يضيف جمالاً للوفود العربية المتضامنة مع الشعب الفلسطيني على أساس أن المملكة العربية السعودية تعد دولة وازنة ولها ثقلها الاقليمي والاستراتيجي في الوطن العربي والعالم. وتقدم بحر بالشكر إلى السعودية وعلى رأسها الملك عبد الله بالتحية، مشيدًا بدوره في دعم قضية فلسطين والقدس وأهل غزة، وبالتخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني من خلال تقديم مساعدات لأصحاب البيوت التي دمرها الاحتلال خلال حروبه على غزة. وأضاف أن "الأعمال الأخوية والإنسانية التي تقوم بها السعودية لأهل فلسطين تؤكد على قوة الرابط المتين بين الشعوب العربية والاسلامية، والعمق الاستراتيجي للقضية الفلسطينية، وأن أهل فلسطين ليسوا وحدهم في مواجهة الاحتلال". وأشار بحر إلى الانتهاكات التي قام بها الاحتلال بحق المجلس التشريعي خلال مسيرته منذ فوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية عام 2006. وسلط الضوء على قصف طائرات الاحتلال لمقر المجلس في حرب 2008-2009، واستهداف بيوت النواب بالإضافة لاغتيال النائب سعيد صيام و10 من أفراد عائلته، والممارسات التي ينتهجها الاحتلال بالضفة الغربية باعتقال النواب لسنوات، دون محاسبة أو مسائلة من قبل المجتمع الدولي الذي يدعي احترامه للديمقراطية وحقوق الانسان. بدوره، شكر رئيس الوفد السعودي الشيخ محمد عبد العزيز الملاحم نواب المجلس على كرم استضافتهم، وعلى الروح الطيبة التي وجدها الوفد. وقال: "هذا المكان محل اعتزاز وافتخار كل مسلم على وجه المعمورة، فأنتم محل اعجاب وافتخار من كل مسلم في العالم، لأنكم في الأرض المقدسة التي بارك الله فيها ومن حولها، ثم إنكم أهل القضية الأولى للإسلام والسلمين قضية فلسطين، وأنتم من ضرب أروع الأمثلة الإسلامية الشرعية النبوية الصحيحة، الذي أراده الله أن يكون المعجزة الباقية الخالدة لكل من ينظر الى الاسلام بأنه الدين القادم لمن التزم به وتمسك به". وأضاف "قدر أن تكون أرضكم المباركة محتلة من أكثر المجموعات كرها وعقداً على الاسلام، ليوحد قلب الأمة على قضيتكم ويعيد للإسلام مجده وعظمته". وتابع الملاحم "نزور هذا المكان المبارك لنستمد منكم الدروس والفوائد ونتعلم من خطواتكم العملية والعلمية، ومع ذلك نحن لا نمن عليكم بالدعم بل هذا حقكم علينا، وأنتم الثغر الأول للإسلام، والحمد لله على كرمه وعزته لكم بأنكم الفئة القليلة التي غلبت قوة كبيرة". وأضاف قائلا "نسأل الله لكم مزيد من تقديم الشهداء لأنهم أمر أراده الله وهم علامة القوة والنصر والجهاد ذروة سنام الاسلام، وقد جربت الأمة كل الوسائل للتعامل مع هذا العدو ولم تفلح، فنسأل الله لكم النصر والعزة دائماً وأبداً". بدوره، رحب النائب في كتلة التغيير والإصلاح إسماعيل الاشقر بالوفد السعودي، وأكد على أهمية زيارة الإخوة السعوديين لغزة. وحمل أعضاء الوفد رسالة لإيصالها الى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، قال فيها إن القدس الآن تمر بأخطر مراحل التهويد والتهجير الفلسطيني بشكل ممنهج واستيلاء اليهود على المقدسات، وعلى الأمة العربية أن تتحرك بأسرع وقت لنصرة القدس وحمايتها من بطش اليهود بكل الطرق الممكنة". وفي نهاية اللقاء سلم بحر درعاً تذكارياً عبارة عن قبة الصخرة المشرفة للوفد السعودي الزائر تقديراً لجهودهم ودعمهم المتواصل أهل قطاع غزة.