بيت لحم- فادي العصا
أكدّت وزارة شؤون المرأة الفلسطينية الدكتورة هيفاء الآغا، أنها من اليوم الأول لاستلامها الوزارة وهي ممنوعة من السفر إلى الضفة الغربية، سواء عبر المعابر مع غزة أو عبر معبر رفح، كما أنها ممنوعة من السفر عبر معبر الكرامة.
وأوضحت الدكتور هيفاء الآغا، في حوار خاص لـ"فلسطين اليوم"، أن هذا الأمر منعها من التوجه للمؤتمرات العربية والدولية"، مضيفة أنها لم تستطع السفر لرفع صوت المرأة الفلسطينية والمشاركة في احتفالات العالم في الثامن من آذار/ مارس، يوم المرأة العالمي.
وأضافت أنها من المفترض أن تكون في "نيويورك" لقراءة خطاب المرأة الفلسطينية في الأمم المتحدة، ولكن "أرسل الكتاب إلى وزارة الخارجية الفلسطينية لقراءته نيابة عنا، كوننا لا نستطيع السفر".
وفي سؤال مراسل"فلسطين اليوم" عن عمل الوزارة خلال الفترة الماضية، أجابت الآغا:" أن الانقسام ما زال قائمًا بشكل أو بآخر، فالحكومة لم تتمكن من جميع صلاحياتها في قطاع غزة، فمثلًا من لا يملك المال لا يملك القرار!، لأن العاملين في الوزارات في غزة -إلى هذه اللحظة- هم من الوزارة السابقة، ولم يأخذوا رواتبهم، إلا كل شهر أو شهرين أو ثلاثة، وبمعدل ألف شيكل من الحكومة السابقة".
وتابعت "لذا ما هي سلطتي عليهم؟ إلا بالكلمة وبالمعاملة والإلتزام الأدبي، لأنه ليس لي سلطة قانونية عليهم، وهم يتعاملون معي بكامل الصلاحية ويقدموا طاقتهم بجد واجتهاد، وما يصدر إليهم يتم تنفيذه فورًا، وفي بعض الأحيان بشكل بطيء، ونحن للأسف نعمل بنصف طاقتنا".
وأضافت أن هناك حالة من الإحباط والحزن داخل الوزارة، فنصف الموظفين يمكثون في منازلهم والنصف الآخر يحملون ذات المسميات والرتب في الوزارة.
وأردفت أن "الموظف في الوزارة في غزة كما في الوزرات الأخرى عاجز أمام أبناءه لأنه لا يتقاضى راتبًا ولا يستطيع أن يؤدي واجبه الأسري والمهني، أما في الضفة فأنا أتواصل هاتفيًا مع وكيل الوزارة "بسام الخطيب"، بشكل يومي ومرات كثيرة للإطلاع على عمل الوزارة في الضفة".
وأشارت إلى أن "تعطيل المجلس التشريعي لا يفعّل القوانين الخاصة بالمرأة، لأن منها ما يطبق في الضفة ولا يطبق في غزة، والعكس صحيح، وهذا الأمر ينسحب على القوانين الخاصة بالمرأة والقوانين الأخرى".
وتابعت "أننا اليوم في ضائقة مالية شديدة، والميزانية التشغيلية للوزارات محدودة، لأن تنفيذ الخطط يريد أموالًا للتطبيق على أرض الواقع، ونحن نعمل على حل مشاكلنا، ولن نقف مكتوفي الأيدي، وهناك كثير من الحراك على الأرض لنقدم للمرأة ما يمكن تقديمه، ونحاول أن نساعد المرأة للتخفيف عن كاهلها، وقمنا بالمشاريع التي خففت عليها سواء في غزة أو الضفة".
وردًا عن ما يمكن تنفيذه للمرأة الفلسطينية من قبل الوزارة، قالت الآغا:" إن عمل الوزارة توعوي وتثقيفي وليس كبعض الوزارات الرئيسية الأخرى في تقديم الخدمات، إلا أن الوزارة تحاول أن تقدم خدماتها للمرأة الفلسطينية، فهناك مشروع تحرير الشهادات للطالبات اللواتي تخرجن ولم يستطعن الحصول على شهاداتهن، وقمنا بتحريرها، وقدمنا خططًا لذلك". وأضافت وزيرة شؤون المرأة الفلسطينية، "كما أنني تقدمت لوزير العمل الدكتور مأمون أبوشهلا بخطة لتوظيف 200 امرأة من زوجات الشهداء، و150 امرأة للنساء الفقيرات، والتشغيل سيكون مؤقتًا لمدة 3 أشهر، مضيفة أننا اتفقنا أن يتم ذلك قريبًا بدعم من الحكومة العمانية وخاصة لنساء غزة".
واستطردت "كما أننا التقينا بالمؤسسات الخيرية العاملة على الأرض، لأن هناك مناشدات من قبل المرأة تضاعفت لهذه المؤسسات بعد تضاعف معاناتهن بغياب الزوج، فهناك 308 امرأة شهيدة في غزة، و2150 مصابة ثلثهن بإعاقات دائمة".
يضاف إلى ذلك هدم المنازل وهدم مصادر الرزق، والحصار الإسرائيلي، واحتياجات الأسرة، واليوم المرأة الفلسطيينة للأسف تبحث عن لقمة العيش، رغم أن هناك قرارات من الأمم المتحدة وخاصة قرار 13، الخاص بحماية المرأة في النزاعات المسلحة، وهذا الأمر غير موجود.
وطالبت الدكتور هيفاء الآغا، العالم بحماية النساء الفلسطينيات، مضيفة أنهن يعانين من عدم إنصاف لهن ولأهلهن تحت آخر احتلال في العالم".
وذكرت الوزيرة الفلسطينية، أن المرأة تعاني من هدم بيتها - وخاصة في غزة- "فالبيوت أصبحت كالجثث على الأرض، وهناك 9 آلاف شخص ما زالوا في مراكز الإيواء، وأسر بكاملها تعيش فيها، ولا يوجد لها مأوى علاوة على تأخر إعادة الإعمار".
وتواصل وزيرة المرأة الفلسطينية د. هيفاء الآغا قولها لـ"فلسطين اليوم":"أرسل في يوم المرأة العالمي، بطاقة تقدير للمرأة العربية بشكل عام، إكرامًا لدورها، وإكمالًا لمزيد من الإنجازات للمرأة العربية في جميع أنحاء العالم، وأتقدم للمرأة الفلسطينة، إكبارًا لكل صمودها وتضحياتها، وهي واقفة شامخة في وجه المحتل".
وأضافت "لكنها تتسائل في هذا اليوم العالمي: أين حقي في العيش بكرامة؟، وأين حقي في التحرك والحرية؟، لماذا يهدم بيتي فوق رأسي؟، ولماذا أُسحل في الشوارع؟ وينتزع حجابي في المسجد الأقصى؟، وفي غزة تسأل المرأة الفلسطينية، أين نحن من عيدنا في هذا اليوم؟ ولماذا الاحتفال به إذا العالم لم ينصف المرأة الفلسطينية، ويعطيها حقها كما يجب أن يكون؟، وبالرغم من كل ذلك فالمرأة الفلسطينية هي درة تاج الأمة العربية".
وقالت الآغا: "نحن اليوم لا نريد أن يكون هذا احتفال بعيد المرأة فقط، فهناك الكثير من المطالبات، والتحديات، والآمال، فالمرأة الفلسطينية ترفع صوتها لزيادة "الكوتا" من 20% الى 30 % في الانتخابات. كما تطالب بحقوقها في العمل والتعليم، وحقوقها في الحياة الاقتصادية"، مضيفة "نحن في وزارة شؤون المرأة والمؤسسات العاملة مع المرأة، جميعًا يد واحدة، ومطالبنا واحدة، وهو تمكين المرأة ودمجها في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فهي لا تقل في شيء - إذا تمكنت - عن شقيقها الرجل".