غزة – حنان شبات
كشف المحلل السياسي طلال عوكل، أنَّ تخوفات الفصائل الفلسطينية من تصريحات قادة في حركة "حماس" بموافقتها على هدنة لمدة خمسة أعوام مقابل أن يسمح الاحتلال الإسرائيلي بإنشاء مطار وميناء ورفع الحصار وفتح المعابر، يمكن أن يؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية في قطاع غزة بمعزل عن الضفة الغربية.
وأكد عوكل في تصريح إلى "فلسطين اليوم" أنَّ تصريحات حركة "فتح" بشأن قلقلها على حياة الرئيس أبو مازن جاءت بعد تصريحات نتنياهو بأنَّ "إسرائيل" لن تسمح بإقامة دولة فلسطينية، مشيرًا إلى أنَّ الاحتلال يسعى إلى تنفيذ مخطط مصادرة الضفة الغربية وأطماعها التوراتية.
وأضاف "إسرائيل تعمل على خطة فصل الضفة الغربية عن قطاع غزة والتخلص من الوجود الفلسطيني في الضفة الغربية، وهذا ينطوي على سلوك تسعى إسرائيل من خلاله إلى التخفيف عن قطاع غزة، وفي المقابل تمارس ضغطًا شديدًا على الضفة الغربية".
وأوضح "السلطة ليس أمامها خيارات سوى تنفيذ قرارات وقف التنسيق الأمني، وتغيير وظيفة السلطة في الشأن الاقتصادي والذهاب إلى محكمة الجنائيات الدولية، مشيرًا إلى أنَّ هذا من شأنه أن يدفع الاحتلال الإسرائيلي إلى ارتكاب عمليات شبيهة بالسور الواقي عام 2002.
وأبرز عوكل أنَّ مستقبل قطاع غزة مرهون بالسياسة الإسرائيلية التي ستٌحمل القطاع أعباء كبيرة وتفرض عليه تحديات صعبة، متوقعًا أنَّ القطاع يتجه نحو انفراجة في حال تمت المصالحة الحقيقية.
ولفت إلى أنَّ تحقيق المصالحة سيؤدي إلى استنفار لدى الاحتلال الإسرائيلي، وأضاف "إذا لم تتم المصالحة واستمر التعقيد، فمن الأرجح أن تتوجه حماس إلى الموافقة على العرض المقدم حول هدنة خمسة أعوام".
وشدَّد على أنَّ الحصار والانقسام المستمر منذ أكثر من ثمانية أعوام وما تبعه من حروب طاحنة دفعت الشعب في قطاع غزة إلى الاهتمام أكثر بحاجاته وهمومه الحياتية على حساب القضايا الوطنية".
واستدرك عوكل "هذا بحد ذاته يشكل محل إدانة للقوى السياسية الفلسطينية التي سمحت للأمور بأن تصل إلى هذا المستوى؛ ولكن في كل الحالات مستقبل الناس في قطاع غزة قد ينفرج على نحو أفضل؛ ولكن هذا لا يعني أنَّ غدا سيتم حل هذه المشاكل كلها سواء فيما يتعلق بإعادة الإعمار أو بالكهرباء أو بأزمة المياه".