أشاد نائب رئيس الوزراء المصري للشؤون الاقتصادية والتعاون الدولي الدكتور زياد بهاء الدين، بالدور الذي لعبته السعودية في دعم الحكومة والشعب المصري، وقال في حديث صحافي نشر اليوم الأحد: إن "الاتصالات مستمرة في الحصول على احتياجاتنا في عام 2014 بعد أن حصلنا على ما نحتاجه في 2013". ووصف خلال زيارته إلى مؤسسات الاتحاد الأوروبي للتوقيع على اتفاقية للتعاون المشترك، في بروكسل، "الدور الخليجي الذي قال إنه محل تقدير من كل المصريين، وتناول أيضا في تصريحاته ملفات أخرى متعددة". وحول الاتفاقيات التي وقعت مع الاتحاد الأوروبي، قال إنها "اتفاقية كمنحة من الاتحاد الأوروبي بقيمة 90 مليون يورو وهي موجهة لثلاثة مجالات، هناك 60 مليونا لاستكمال برنامج التغذية المدرسية لهذا العام، وهو برنامج كان موجودا ولكن موارده غير كافية بعد أن قلصت الحكومة الماضية مخصصاته في الموازنة المصرية من 800 مليون إلى 400 مليون، وهذا الشق سيجري استكماله مع مكتب منظمة الغذاء العالمية التي تدعم التلاميذ في المدارس الأكثر فقرا، وثانيا هناك 20 مليون يورو ستخصص لبرنامج تطوير العشوائيات، وثالثا هناك 10 ملايين يورو لجمعيات أهلية تعمل في مجال التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المناطق الأكثر فقرا، وبالتالي ترتفع قيمة الاتفاقيات التي وقعناها مع الاتحاد الأوروبي في ظرف أسبوع إلى أكثر من 329 مليون يورو بعد التوقيع على اتفاقية بقيمة 209 ملايين يورو بين مصر وعدد من الدول الأعضاء ومنها فرنسا وسويسرا وألمانيا لتطوير شبكات الصرف الصحي في ثماني محافظات مصرية نصفها في الوجه البحري والآخر في الوجه القبلي، بالإضافة إلى اتفاق قيمته 30 مليون يورو خاص بالصناعات الصغيرة والمتوسطة في المجال الزراعي وتحديدا لإنتاج الألبان والأسماك". ونوه الوزير بهاء الدين بتقدير المصريين جميعا بالمساعدات الخليجية، وقال إن "الاتفاق حتى مع هذه الأطراف هو على ضرورة أن نقف على أقدامنا ونستقل، فيجب أن يكون الهدف هو الاقتصاد المصري وألا يصبح في حاجة إلى مساعدة، وهذا ليس اليوم ولا غدا ولا بعد سنة، ولكن يكون هذا في خطتنا. من ناحية أخرى، يجب أن نستمر في التفاوض مع كل الأطراف لأن التنوع مطلوب، وليس المطلوب أن تنعزل مصر عن أي اتجاه ما دام هذا لا يؤثر على سيادة البلد واتخاذ القرار، ونحن نتعامل مع البنك الدولي وصندوق النقد، وأرسلوا أخيرا بعثة فنية لإبداء الرأي في مسألة الضرائب على سبيل المثال، كما أننا نتعامل مع الاتحاد الأوروبي وغيره، إذن لا يجب أن نقول إن هذا على حساب آخر، والمعيار يكون هو أنه لا يوجد من يتدخل في الإرادة المصرية، ونحن نحترم هذا في الجانب الخليجي ونتعامل بنفس الأسلوب مع باقي الأطراف". وقال إن "المملكة العربية السعودية وقفت معنا منذ اليوم الأول وبعد 30 يونيو قدمت أشياء كثيرة والأهم من هذا أن هناك اتصالات دائمة مع الجانب السعودي، وهناك اهتمام حقيقي وهناك رغبة في أن نبدأ في النظر باحتياجات عام 2014، والحمد لله أخذنا بالفعل احتياجات 2013 من بترول ودعم الاحتياطي وبعض المشروعات، ونحن الآن نتحدث مع الأطراف الخليجية كلها على احتياجاتنا في 2014 وليس لدي شك في استمرار المساندة السعودية بشكل خاص والخليجية بشكل عام في هذا الصدد". وعن الوضع الاقتصادي وما قدمته الحكومة الحالية، قال إن "الحكومة عليها الاجتهاد وبذل كل ما لديها، فالناس عانت كثيرا وتوقعت الكثير ولكن مواردنا وظروفنا لا تسمح بأكثر من ذلك، ولكن هناك خطة لزيادة الاستثمار في البنية التحتية سيظهر آثارها في عام 2014 ومنها خلق فرص عمل وتقديم خدمات حقيقية للناس من غاز طبيعي وصرف صحي وكهرباء ورصف طرق، وهذا في تقديري أهم شيء تركز عليه الحكومة حاليا، بالإضافة إلى ذلك نبذل جهدا في مسألة إعادة هيكلة الموازنة المصرية حتى لا نترك للحكومة المقبلة نفس الوضع المزري الذي وجدناه عندما وصلنا للحكم". وحول موضوع قانون التظاهر أوضح أن الاتحاد الأوروبي  لم ينتقده فقط بل أيضا منظمات دولية أخرى عبرت عن قلقها البالغ بسبب هذا القانون وتطبيقه، وهي مسألة مهمة وأرجو أن يكون هناك مجال للتوافق بشأنها بين الحكومة والقوى السياسية التي تعترض على هذا القانون. وقال "أنا شخصيا لم أكن راضيا عنه منذ البداية وما زال لدي تحفظات على هذا القانون وعلى أسلوب طرحه ومناقشته وتوقيت صدوره، ولكن ما يهمني هو مصلحة البلد وكلنا نضع مصلحة البلد في المقام الأول والمهم ألا نخرج من هذا الموضوع بمنطق أن هناك طرفا لا بد أن يكسب الطرف الآخر، فكلنا في مركب واحد، والبلد في مأزق وعلينا العمل من أجل الخروج منه، فهناك حكومة وقوى سياسية ومعارضة وكل منها له دور أساسي ومحترم، كل في موقعه، وعلينا جميعا البحث عن طريقة للخروج من هذا الوضع". وأكد أن "هناك ضرورة للتوافق، وليس عيبا أن ننظر مرة أخرى في القانون الذي أثار هذا الاحتجاج، وهذا ليس عيبا ونرى ماذا يجب أن نفعل من أجل إعادة بناء هذا التوافق". وبشأن استمرار الاتصالات بين الاتحاد الأوروبي والإخوان المسلمين في مصر، قال إنه "في البداية كان معروفا أن الاتحاد الأوروبي يقوم بمحاولات للوساطة وخاصة عقب 30 يونيو /حزيران)، ولكن في أكثر من مناسبة، أكد الاتحاد الأوروبي أنه يتابع خارطة الطريق وأنه لا يقوم بأي وساطة بين الحكومة وأي أطراف سياسية وأن هذه مسألة متروكة للشأن الداخلي المصري، وهذا الموقف نقدره جدا، والاتحاد الأوروبي أكد أنه يساند الجهود المصرية لاستكمال خارطة الطريق، وهذا أمر مهم جدا". وبالنسبة إلى جماعة "الإخوان" والحوار مع حزبهم وقرار محكمة مصرية بحظرهم، قال "الحكومة من البداية كانت واضحة وقالت إنها ترفض الإقصاء، وهذا معناه ترك المجال السياسي مفتوحا لكل الأطراف والأحزاب والقوى السياسية والفكرية الموجودة في المجتمع، ولكن مثل المجتمعات الأخرى دخول الحلبة السياسية له شروط معقولة والشروط التي أعلنتها الحكومة هي نبذ العنف والالتزام بالسلمية واحترام القانون وخارطة الطريق وعدم التمييز بين المواطنين، وهذه المبادئ إذا انطبقت على أي أحد فهو مدعو ومرحب به في الساحة السياسية، وهذه مسألة لا علاقة لها على الإطلاق أن يكون هناك ناس صادرة عليهم أحكام أو رهن تحقيق أو محاكمة، فهذا موضوع آخر اسمه قانون جنائي، أما كفكر سياسي طبعا مرحب بكل المدارس والقوى السياسية ما دامت ملتزمة بهذه الشروط". وبالنسبة إلى الحكومة المقبلة قال إنها ستكون مختلفة تماما، حكومة مبنية على اختيار شعب، والدستور لم يصدر حتى الآن ولكن حسب المتاح منه، سيكون اختيار الحكومة بناء على قرار يشترك فيه البرلمان بالتشاور مع رئيس الجمهورية ويعبر عن الأغلبية، "وهذا يعني أننا لن نختار حكومة انتقالية تعبر عن توافق واسع إنما حكومة لها برنامج، وبناء عليه اختارها الناس، ومهم جدا أن يكون هذا الاختيار مبنيا ليس على أفراد وإنما على برامج وخطط معلنة، وبالتالي تلزم الحكومة بتنفيذ ما تعهدت به". وحول طرد السفير التركي، قال إن "الخارجية المصرية رصدت جيدا التصريحات التي صدرت في تركيا وماهيتها وعمن صدرت، فالأمر يختلف كثيرا، وعندما تقول صدرت تصريحات عن تركيا، فمن المقصود.. صحيفة أم تلفزيون أم وزير أم رئيس حكومة، وهذه رسالة غاية في الأهمية.. لأن الخارجية المصرية أخذت في اعتبارها عند اتخاذ قرارها مستوى القيادة السياسية التي صدر عنها التصريحات، وكان لا بد من اتخاذ موقف".