الخرطوم - عبد القيوم عاشميق
كَشَف رئيس اللجنة الإشرافية المشتركة على منطقة أبيي الخير الفهيم عن أن الاستفتاء الذي نظمته مجموعة من أبناء "دينكا نقوك" في منطقة أبيي المتنازع على تبعيتها بين السودان وجنوب السودان بأنه عمل خطير وسالب، مؤكدًا أن ذلك التصرف جاء لإحراج كل من جوبا والخرطوم، وأوضح الفهيم أن الاستفتاء لاختيار الانضمام إلى السودان أو جنوب السودان عمل مرفوض من الأطراف كافة. وأكَّدَ في لقاء مع "العرب اليوم" أن المجموعة التي تبنت هذا العمل يقودها دينق ألور (وزير سابق في حكومة جنوب السودان)، مجموعة تعمل وفق مخطط تآمري على الدولتين، ورغم أنها تعلم أن الاستفتاء غير قانوني وغير معترف به من قبل المؤسسات الاقليمية والدولية إلا أنها مضت في تنظيمه، موضحًا أن هذه المجموعة تضم دعاة التفكير التآمري على دولتي السودان، وتريد أن تحرج بهذا الاستفتاء الرئيس سلفاكير، كما أنها حاولت أن تُسخِّر الآلة الاعلامية الضخمة، وتوجهها لتضليل المواطنيين، مؤكدا أن مجموعات من قبيلة "دينكا نقوك" لم ُتشارك في الاستفتاء، وأن أعدادا كبيرة منهم شاركت في مسيرة نُظمت، السبت، وسلمت قائد قوات "اليونسفا" مذكرة ترفض هذا الاستفتاء، وتحذر من تبعاته على السلم الاجتماعي في المنطقة. واتهم الفهيم بعض الجهات بأنها قدمت المال والتسهيلات لاكمال العملية، فالمنظمات السرية هي التي قامت بترحيل المواطنيين للمشاركة في الاستفتاء، وهي منظمات تعمل في الخفاء، وهي ذاتها من مولت الحرب بين البلدين، وأشعلتها لنصف قرن من الزمان، وحذر من أنها بدأت تعود من جديد في محاولة لإشعاله مرة ثانية، موضحًا أن دينق الور ومن معه يحاولون وعبر استفتاء غير قانوني اقتلاع أرض المسيرية التي تُقدَّر مساحتها بحوالي 14 الف كيلومتر، وطرد المسيرية من هذه الارض، لكن هذا لن يتم أبدا ولن نسمح به، معلنًا: "على المستوى الرسمي هذا الاستفتاء مرفوض حكوميًا، كما أنه مرفوض من مكونات ابيي السكانية، بما في ذلك "دينكا نقوك"، وتوقع أن يتم تجاوز القضية من خلال الاتصالات بين الرئيسين البشير وسلفاكير، فهذه الاتصالات، بحسب رئيس اللجنة الاشرافية المشتركة على منطقة ابيي، يمكن أن تحقق نتائج جيدة لصالح حل القضية. ووصف الاوضاع في الجزء الشمالي من المنطقة بالمستقرة، لكنها في جنوب المنطقة أقرب الى الفوضى في ظل عملية الاستفتاء الحالية، وعاد الفهيم ليتهم دينق ألور بانه يتصرف انطلاقا من خلفيته السياسية، خاصة أن الرجل مغضوب عليه الان من حكومة الجنوب، ويعتقد أنه بعمل كهذا سيحرج حكومة الجنوب والرئيس سلفاكير ميارديت. وفي سؤال لـ "العرب اليوم" عما إن كانت التحركات الاقليمية ستساعد في حل الازمة أكد "أتوقع ذلك"، واصفًا طلب الحكومة السودانية من وفد مجلس السلم والامن الافريقي تأجيل زيارته التي كانت مقررة الى المنطقة أخيرًا بانه جاء بدافع الحرص على سلامة الوفد، لان المجموعات التي تقوم بالتحرك الآن هناك يمكنها القيام باي عمل تحرج به السودان، مشيرًا في هذا الصدد الى اغتيال ناظر قبيلة "دينكا نقوك" كوال دينق مجوك، الذي قامت به الحركات المسلحة، وتحمل السودان وجنوب السودان تبعاته، وكاد أن يعصف بعلاقاتهما.