غزة - حنان شبات
أكّد الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل أنَّ المتغيرات الجديدة في الشأن الفلسطيني سواء زيارة رئيس حكومة الوفاق إلى غزة، أو الزيارة المرتقبة لوفد منظمة "التحرير"، سببها الرئيسي نتائج الانتخابات الإسرائيلية التي أغلقت الطريق أمام المفاوضات وأمام أي مبادرات للتوصل لإتفاق سلام يرضي الجانب الفلسطيني.
وصرّح عوكل, إلى "فلسطين اليوم"، بأنَّ عودة نتنياهو إلى سدة الحكم وّفرت مناخًا لتقارب وجهات النظر الفلسطينية، ودفعهم لضرورة ترتيب الصفوف الفلسطينية سياسيًا ومؤسساتيًا، ليتمكنوا من مواجهة التحديات الصعبة المقبلة.
وتوّقع طلال عوكل أنَّ زيارة الحمد الله ستتناول عددًا من الملفات، أهمها الانتقال من مرحلة الاستعصاء من تنفيذ المصالحة، إلى مرحلة التنفيذ الفعلي والتي تحتاج لتهيئة الأجواء السياسية المناسبة قبل أن تحتاج لزيارة لرئيس الحكومة التي تعتبر طبيعية كونه رئيس الحكومة الفلسطينية بغض النظر عن الظرف السياسي العام.
وأشار الكاتب والمحلل السياسي إلى أنَّ الورقة السويسرية ليست جديدة، وأصبحت متوافرة، مبيّنًا أنَّ الرئيس أبو مازن أبدى موافقته عليها في زياراته لسويسرا، ولكن "حماس"كانت تمتلك بعض التحفظات.
ونوْه عوكل، بأنَّ زيارة الوفد السويسري إلى غزة، كانت تهدف لمناقشة تحفظات "حماس"، والتوصل لحلول ترضي الطرفين، لاسيما ما يتعلق بمشكلة رواتب موظفين غزة، وهي القضية الرئيسية التي تحول دون المصالحة.
وقال: "الإنفراج في جميع القضايا المتعقلة بالوضع الجاري في غزة سيحتاج إلى بعض الوقت، ولكن للأسف القوى السياسية صراحة تتلاعب بهموم وحاجات الناس، ابتدءًا من أزمة الكهرباء، وحتى باقي الأزمات الأخرى، وتعطي الأولوية لأفرادها وأنصارها ووزرائها وبرامجها على حساب الهم الوطني".
وتابع: "الانقسام أدى إلى إخضاع الفصائل الفلسطينية لحساب برامجها الخاصة، وهي مشكلة وعقبة رئيسية بجانب مشكلة المتغيرات الإقليمية لاسيما العربية".
وأوضح أنَّ هذه المتغيرات تشجع بعض الأطراف على التصلب تارة، وتدفعها نحو المرونة تجاه المصالحة تارة أخرى، لكن في النهاية البرامج الفصائلية وتجاذباتها السياسية هي التي تحكم الوضع بأن يبقى على حاله لفترة.
وأفاد عوكل بأنَّ إسرائيل لها تأثير كبير على ما يدور على الساحة الفلسطينية، لأنَّها تفرض على الفلسطينيين بأن يكونوا في مواقع ردود الفعل فقط، وتمنعهم من أن يمتلكوا المبادرة.
وأضاف، أنَّ ردة فعل الجانب الفلسطيني واضحة على تصريحات نتنياهو بعدم إقامة دولة فلسطينية، إذ تم اللجوء إلى فتح ملف المصالحة مقابل تجميد ملف المفاوضات.