أبو ظبي - فلسطين اليوم
أشاد حبيب نور محمدوف، أول روسي مسلم يفوز ببطولة الفنون النزالية المختلطة "يو إف سي"، بالاهتمام البالغ من أبو ظبي بالألعاب والفنون النزالية، مؤكدًا أن هذا الاهتمام من شأنه أن يبني جيلًا جديدًا قويًا من الشباب.
وأعرب محمدوف عن سعادته البالغة بزيارته الأولى إلى إمارة أبو ظبي في دولة الإمارات العربية المتحدة، بناء على دعوة من الشيخ ذياب بن زايد آل نهيان، رئيس نادي الوحدة.
وقال محمدوف ، لجريدة "الاتحاد" الإماراتية، وهي المقابلة الأولى له في مطبوعة عربية، إنه كان ينتظر تلك الزيارة منذ فترة طويلة لما سمعه وقرأه عن مدينة أبو ظبي الرائعة، مشيرًا إلى أنه وجدها أجمل وأروع من كل ما سمعه وأنه زار دبي مرة واحدة من قبل، وقضى فيها يومين فقط ولكنه ما زال متعلقًا بها كواحدة من أجمل مدن العالم.
وأضاف محمدوف ، "أحببت أبو ظبي جدًا وأحببت فيها النظام المروري المحكم والطراز المعماري، الذي يجمع بين الأصالة والمعاصرة، ولكن الأهم من كل ذلك شعبها المضياف وأهلها الكرام، أعتبر أن الإمارات تقدم أفضل نموذج للتسامح في العالم، حيث يوجد بها أكثر من 180 جنسية يعيشون في سلام ومحبة، لم أشعر بأي غربة عندما أتناول طعامها الحلال في كل المطاعم وكل البيوت وهو الطعام الذي أحبه كوني مسلمًا، خاصة أنني أعاني في أغلب الحالات عندما أسافر إلى الخارج كي أحصل على مطعم أو مكان يقدم الطعام الحلال، وفي أغلب الأحيان، أقصر طعامي في هذه الأماكن على الأسماك".
وأبدى محمدوف إشادته بدعم أبو ظبي للرياضيات النزالية، من خلال تنظيم أكبر أحداث في العالم لرياضتي الجوجيتسو والجودو، حيث تستضيف حاليًا بطولة "عام زايد جراند سلام للجودو"، كما تنظم سلسلة جولات أبو ظبي "غراند سلام" للجوجيتسو في خمس مدن شهيرة بالعالم وبطولة أبو ظبي العالمية لمحترفي الجوجيتسو، وتستضيف مقر الاتحادين الأسيوي والدولي للعبة.
وأشار محمدوف ، "هذا أمر مهم للغاية خاصة للأجيال الجديدة ، وإذا أردنا أن نبني جيلًا جديدًا قويًا من الرجال فلابد أن نشغل وقتهم تمامًا بمثل هذه البطولات والرياضيات المفيدة، ولا نترك لهم أي وقت للفراغ، عندما عرفت أن هناك برنامجًا مدرسيًا في أبو ظبي يعلم الطلاب الجوجيتسو، وأنه معتمد ضمن المنهج الدراسي وأن الشيخ محمد بن زايد، هو الذي يقف خلف هذا المشروع، قلت إن هذه الدولة تحسن التفكير لأبنائها وتريد أن تصنع جيلًا من الأبطال".
وعن مصارعته مع الدب وهو في التاسعة من عمره ، وما إذا كان هذا الأمر هو الذي كسر الخوف بداخله، قال محمدوف، "أعرف أنه شيء لا يصدق، ولكنه حدث معي وما زال يحدث حتى الآن، أصارع الدببة، لكن بعد أن أتخلص من أنيابها وأظافرها، أسأل نفسي، لماذا لا أصارعهم، البطل المختلف لابد أن يصنع أشياء خارج التوقعات، الطريق نحو المجد مليء بالأشواك، إنه ليس نزهة، كل المصاعب والمتاعب والتحديات والآلام هي التي تصنع البطل فعندما تعاني وتواجه صعوبات ليس لديك إلا طريقين فقط كي تتجاوزها، إما أن تنتصر على هذا التحدي ، وهنا ستكون رجلا قويًا وبطلا، وإما أن تهرب من المواجهة وتلجأ للحلول السهلة، كنت دائمًا أختار المواجهة، والانتصار على المتاعب".
وعن أهم تحد واجهه في حياته وكيف انتصر عليه، قال، "واجهت الكثير من الصعوبات في حياتي فهذا البطل لم تصنعه إلا التحديات والمصاعب، وفي عامي 2014 و2015 ، أجريت 3 جراحات صعبة، كل مرة ، كنت أعود منها أتوقع أنها الأخيرة ، لكني أعود للإصابة مجددًا، أجريت جراحة جديدة، وشعرت ببعض الإحباط واليأس، خاصة عندما أخبرني الأطباء بأنني غير قادر على العودة للحلبة من جديد ولن أخوض نزالات مرة أخرى ، وكلهم قالوا لي إن مسيرتي انتهت"، مضيفًا، "اعتقدت أيضا ذلك ، لكنني تحدثت مع والدي وقال لي ، أنت تحتاج إلى روح قوية الآن، إلى عزيمة كبيرة، لقد حققت 22 نزالا بدون خسارة، يمكنك أن تحقق أكثر من ذلك، عليك أن تعتبر إصابتك مثل واحدة من هذه النزالات القوية التي فزت فيها، عليك أن تنهض كي تصنع مجدًا جديدًا، تتحدث به لأولادك وأحفادك، تصنع به الفرحة لعائلتك، إن هذه الإصابة هي مجرد اختبار من الله، وحقيقة الأمر أن هذه الكلمات هزتني من الداخل، وجعلتني أقف من جديد".
ويترقب العالم في الوقت الراهن، موقعة القرن بين محمدوف والملاكم الأمريكي الشهير فلويد مايويزر، والذي اعتزل اللعبة بعد أن حقق دخلًا ماليًا قياسيًا، خاصة في نزاله الأخير مع الأيرلندي ماكجريجور، والذي استحوذ على الاهتمام العالمي الأكبر في تاريخ النزالات والألعاب القتالية.