غزة - فلسطين اليوم

تحول ميناء الصيادين على شاطئ بحر غزة إلى منتزه ترفيهي وسياحي ومتنفس وحيد للكثير من عائلات غزة والأطفال، خاصة بعد أن تم إنشاء حديقة، وإنارته خلال ساعات الليل وتدعيم طرقه لتسهيل حركة المواطنين.

ميناء غزة أصبح يعج بالكثير من العائلات برفقة أطفالهم الذين كانوا يلعبون ويلهون على الحشائش الخضراء ، فيما كانت أنوار الاضاءة تشع بريقها على اجسادهم الصغيرة وملامحهم البريئة.

متنفس وحيد

الشاب الرامز علي، من سكان معسكر الشاطئ يقول:" انه كثيرا مايرتاد ميناء غزة برفقة اصدقاؤه وأبناء عمه أحيانا، وفي بعض الأحيان يأتي مع أسرته هرباً من الواقع الاليم والقاسي الذي تعيشه غزة بعد الحرب المشئومة والتي لم تدمر غزة بل دمرت البنية النفسية لكل مواطن فلسطيني ".

وأكد الشاب علي أن أبنائه يشعرون بسعادة عندما يأتون إلى الميناء حيث يلعبون ويقضون يوماً ممتعاً في هذا المكان.

بينما تحدثت زوجة عليّ قائلة:" انقطاع الكهرباء المتواصل وحر الشمس الشديد يدفعنا الى الخروج من المنزل في كثير من الأوقات، ونتفق مع عائلة زوجى وأقاربه ونأتي الى ميناء غزة مشيا على الاقدام فالمسافة قريبة ولا تحتاج الى مواصلات".

وأشا إلى انهم يشعرون بالاختناق من كثرة الجلوس في البيت في ظل عدم وجود كهرباء بشكل متواصل ".

وتتابع:" يكفي أن نتنفس هواء نقيا ونرى البسمة والفرح على وجوه اطفالنا الذين يفتقدون الكثير من حقوقهم المشروعة في وطن تحت وطأة الاحتلال ".

مصدر رزق

ميناء غزة لم يعد منتزها للعديد من العائلات فقط ، بل أصبح مكانا ومصدر رزق للكثير من الباعة المتجولين وأصحاب المواهب الشابة.

الشاي مؤيد الغلبان، وهو شاب في العشرينات من العمر قال:" إنه يحضر صباح كل يوم إلى الميناء برفقة إخوته ليبيع على عربة صغيرة بعض المسليات والمكسرات" .

وأوضح انه يكسب كثيراً من المجيء للميناء خاصة في ظل توافد الكثير من العائلات والأهالي والأطفال للاستمتاع بمنظر الطبيعة والبحر الخلاب.

وينتشر في ميناء غزة العشرات من الأطفال الذين يبيعون الألعاب الصغيرة والمسليات والعصائر للمواطنين.

محمد طه طفل لم يتجاوز عمره 15 عاماً يأتي الى الميناء ليبيع الذرة المسلوقة فيما يرافقه اخوه الاصغر منه حاملا معه ثلاجة براد صغيرة في محاولة منهما لمساعدة والدتهما كون والدهم مريض ولا يقدر على العمل .

يقول محمد:" نأتي بعد صلاة الظهر في ظل اشتداد حرارة الشمس حتى نحجز مكانا نضع فيه اغراضنا التي سوف نبيعها ،لأنه بعد صلاة العصر لاتستطيع ان تضع قدمك في المكان كله بسبب اكتظاظ الناس الذين يهربون من ضيق الحياة ".

ولا يتوقف الامر عند هذا الحد فقد أصبح ميناء غزة البحري ملاذا للشباب أصحاب المواهب والمبدعين، وباتوا يجدون في هذا المكان الانطلاقة الأولى لهم نحو التقدم والإبداع في تحقيق أحلامهم.

تطوير وجهود ولكن؟

من جهته، أكد المهندس حسن عكاشة مدير عام سلطة الموانئ بوزارة النقل والمواصلات في غزة حرص وزارته للحفاظ على هذا المتنفس السياحي للمصطافين وبشكل دائم مع مراعاة خصوصية كونه مرفأ للصيادين.

وقال عكاشة في حديث خاص لصحيفة الرأي:" قمنا بإجراءات تطويرية

في اللسان البحري كي يصمد أمام المنخفضات الجوية، من خلال تكليف شركة خاصة للنظافة بداخله ، اضافة الى تأجير قطعة أرض لإقامة كافتيريا ومكانا لجلوس المواطنين .

وأشار إلى أن حكومة التوافق لم تصرف لهم أموالا لإتمام اصلاح وترميم ماتم تدميره خلال الحرب على غزة .

واستنكر عكاشة في حديثه الهجمة الشرسة التي يتعرضون لها من قبل بعض الاعلاميين ، نافياً كافة الاشاعات التي تبين أن وزارة المواصلات بغزة ستفرض رسوما على دخول المواطنين الى ميناء غزة.

ونوه الى ان نشر مثل هذه الاشاعات التي لا وجود لها ، تحبط مايقومون به من تطوير وجهود لخدمة المواطنين .

يذكر أن قطاع غزة يعاني منذ سنوات طويلة من حصار إسرائيلي خانق حولها إلى سجن كبير، إلى جانب معاناة الأهالي من انقطاع شبه دائم للكهرباء في ظل انقسام مابين غزة والضفة.