غزة ـ فلسطين اليوم
عمت حالة من الفرحة غير المسبوقة في أرجاء مدينة غزة، عقب إعلان المقاومة الفلسطينية عن الانتصار في معركة "العصف المأكول" ووقف إطلاق النار مساء الثلاثاء، وخرج الآلاف من المواطنين إلى شوارع المدينة للإعراب عن سعادتهم، في حين كانت مآذن المساجد تكبر وتهلل فرحا بهذا الانتصار.
ودعت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أبناء شعبنا الفلسطيني للخروج في كل المناطق إلى الشوارع للاحتفال بالنصر وتحقيق مطالب الشعب الفلسطيني.
وأعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة بدءا من الساعة السابعة.
ومن على شرفات المنازل وعلى الأرصفة تابع أهالي مدينة غزة إعلان الانتصار، بكل فرح وفخر بالمقاومة وانجازاتها، بعدما صمدت في وجه الاحتلال لليوم 51 على التوالي، وأوجعته بعملياتها النوعية.
ونثر الحاج أبو خالد الحسني (56 عاما) من شرفة منزله وسط مدينة غزة الحلوى على المواطنين الذين كانوا يهتفون بهتافات دعما للمقاومة، وسط تكبيرات منه ودعوات لاستكمال المشاورات حتى تحرير القدس.
ويأتي هذا الإعلان عن وقف إطلاق النار بعد 51 يوما من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والذي أسفر عن استشهاد أكثر من 2000 مواطن، وجرح أحد عشر ألفا آخرين.
وهتف العديد من المواطنين الذين كانوا يوزعون الحلويات على المسيرات في شوارع مدينة غزة، بهتافات عديدة منها "الله أكبر الله أكبر"، "خيبر خيبر يا يهود"، و" كلنا مقاومة" و "تحية للكتائب عز الدين".
فيما أبدى الشاب هاني العمري (28 عاما) استعداده للانضمام إلى كتائب القسام، التي رفعت رأس أهل غزة عاليا بانتصارها على أقوى خامس جيش في العالم، مضيفا "حماس وكل فصائل المقاومة رفعت رؤوس كل الفلسطينيين أمام العالم، وصمود الشعب والتفافه حولها أكبر دليل على ذلك".
وقال العمري وعلامات الفرح بدت واضحة على وجهه لـ"صفا" :" ألف مبروك للمقاومة هذا النصر، نحن مع المقاومة وندعمها بكل ما أوتينا من قوة".
ورفع الحاج أبو غسان الغندور راية حركة حماس الخضراء ورفرف بها احتفالا بهذا الانتصار، مضيف "على الرغم من أنني لا أستطيع المشي كثيرا، إلا أن فرحتي بهذا الانتصار أنساني وجعي، وخرجت في هذه المسيرات للاحتفال بهذا النصر المؤزر، ألف مبروك لشعبنا على الانتصار والصمود الأسطوري أمام همجية الاحتلال".
وتابع في حديثه لـ"صفا" على هامش مشاركته في المسيرات "لقد فعلت المقاومة ما لم تفعله الجيوش العربية كافة، لقد انتصرنا لأن الله وعدنا بهذا النصر، مبروك لشعبنا، ولمقاومتنا".
وفي السياق خرجت مسيرات حاشدة بمحافظة رفح ابتهاجًا وفرحًا بانتصار المقاومة.
وتوجهت المسيرات لمنازل الشهداء القادة محمد أبو شمالة، ورائد العطار، ومحمد برهوم، وصلاح أبو حسنين، ودنيال منصور، وعدد أخر من الشهداء، الذين ارتقوا خلال العدوان.
وانطلقت المسيرات العفوية بمشاركة الألاف من مختلف الفصائل من كافة أرجاء رفح، ومن ثم توجهت لميدان العودة وسط المدينة، ومن ثم انطلقت صوب منازل الشهداء، وسط التكبير والتهليل، وتوزيع الحلوى، وإطلاق النار والألعاب النارية.
وحمل المشاركون بالمسيرات الضخمة التي تخرج بهذا الكم لأول مرة منذ سنوات طويلة، صورًا كبيرة للقادة الشهداء، والأعلام الفلسطينية، وأعلام مختلف الفصائل، وتقدم تلك المسيرات قادة الفصائل في المدينة، ورددوا هتافات داعمة للمقاومة الفلسطينية، ومساندة لها.
وعلت أصوات تكبيرات العيد من مساجد رفح ومكبرات الصوت من السيارات المتجولة بمجرد إعلان وقف إطلاق النار، الذي جاء العيد منتصف الحرب، فيما شاركت مئات النسوة وأطفالها في المسيرة، وسيارات الدفاع المدني والإسعاف والشرطة التي حملت عشرات المواطنين.
الشاب عمر منصور 19عامًا ارتدى بلوزة كُتب عليها "انتصرنا يا إبن اليهودية" قال لـ مراسل "صفا" : "خرجنا اليوم فرحًا بانتصار المقاومة، فجهزت هذه البلوزة من أول أسبوع بالحرب، لأنني كنت متيقين أن المقاومة ستنتصر في يوم من الأيام، وبالتالي بقيت أنتظر هذه اللحظات لأخر بها".
وشدد منصور على أنهم سيبقوا مع المقاومة وسندًا لها ولن يتخلوا عنها مهما، وأضاف : "لولا المقاومة لأستباح الكيان الإسرائيلي شعبنا، ودخل القطاع واقتحم بيت بيت، وحي حي، ومدينة مدينة، واعتقل وقتل وجرح من يريد، لكن المقاومة كانت له بالمرصاد، ونفذت عمليات نوعية، وقتلت جنوده على أعتاب غزة، وجرحت العشرات، واعتقلت عدد".
وتابع "نحن اصبنا بغصة في قلوبنا لاستشهاد وإصابة الألاف، وتدمير الكثير من المنازل والأحياء والأبراج، لكن على الرغم من ذلك، نحن اليوم نفرح لانتصار المقاومة، التي انتقمت لدماء الشهداء خاصة القادة، الذي شكل اغتيالهم صدمة لنا، لكن عزائنا أنهم تركوا خلفهم جيوش كبيرة، ستحرر أرضنا".
وشارك منصور رفيقه محمد ياسين "19عامًا" الذي كتب على بلوزة ارتداها "انتصرت غزة، على هذه الأرض ما يستحق الحياة"، فرحته بانتصار المقاومة، وقال : "حق لنا اليوم أن نخرج، ومعنا الجماهير، لنفرح بنصر المقاومة، التي استبسلت ودافعة عنا في وجه الحرب الشعواء التي استهدفت القطاع على مدار 51يومًا".
ولفت إلى أن الجماهير تغرب في أكبر استفتاء على المقاومة، وأكبر تحدٍ للكيان الإسرائيلي، الذي راهن على ضرب المقاومة وبنيتها التحتية، والضغط علينا كي نتخلى عنها، من خلال قصف البيوت وارتكاب المجازر، "لكن خاب ظنه وخرج كافة أبناء الشعب في هذه المسيرات الضخمة".
( صفا )