غزة - فلسطين اليوم
أكد عدد من شهود العيان والشباب المشاركين في فعالية التاسع والعشرين من نيسان، أمس، أن عناصر من جهاز الأمن الداخلي التابع لحركة حماس، والشرطة في غزة، اعتدوا بالضرب المبرح على العشرات من الشبان المشاركين في «حراك 29 نيسان»، ضد الوضع الصعب في قطاع غزة، والمطالبين بإنهاء فعلي للانقسام، ما أدى إلى إصابة بعضهم بجروح ورضوض، كما اعتقلوا عدداً منهم.
وأضاف شهود العيان ووسائل الإعلام المختلفة، إن عناصر من الأمن الداخلي التابع لـ»حماس» باللباس المدني، هاجموا المشاركين في الحراك الشبابي بمدينة غزة، بالهراوات واعتدوا على عدد منهم، ما أدى إلى وقوع عدد من الإصابات في صفوف الشبان، إضافة إلى اعتقال بعض منظمي الحراك ومصورين صحافيين حاولوا توثيق الاعتداء.
وكان حراك 29 نيسان دعا مساء أول من أمس، في مؤتمر صحافي عقده بمدينة غزة، كافة المواطنين والفصائل للخروج في تظاهرات من مختلف مناطق غزة زحفاً نحو حي الشجاعية المدمر بفعل العدوان الإسرائيلي، رفضاً للواقع الصعب الذي يعيشه سكان قطاع غزة منذ أكثر من ثماني سنوات، وتأكيداً على رفض الانقسام، والمطالبة بسرعة إعادة إعمار ما دمره الاحتلال من مبان ومنشآت صناعية وزراعية.
وكان ناشطو حراك «29 نيسان» تجمعوا منذ ساعات الصباح فوق أنقاض المباني المدمرة بحي الشجاعية وانطلقوا من شرق قطاع غزة باتجاه غرب القطاع، قبل أن يتعرض التجمع الذي ضمهم لهجوم من قبل مدنيين يعتقد بأنهم يتبعون لأمن حركة حماس، حيث قال أحد منظمي الحراك لـ»الأيام»، «إن عناصر (حماس) اشتبكوا بالأيدي مع شباب الحراك، ما أوقع إصابات بينهم».
من جهته، قال الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية بغزة إياد البزم: «إن وزارة الداخلية قدمت كافة التسهيلات اللازمة لنجاح الفعالية الشبابية التي بدأت صباح أمس، في حي الشجاعية شرق مدينة غزة الداعية للعديد من المطالب الحياتية في غزة».
وأشار البزم على صفحته على «الفيسبوك» إلى أن القائمين على الفعالية كانوا تقدموا مسبقا بطلب لوزارة الداخلية، حيث سارت الفعالية على ما يرام حتى انتهاء جميع فقراتها.
وأوضح: «عند انفضاض المشاركين، انقسموا لعدة مجموعات وجرى مشادات
غزة: فض بالقوة
فيما بينهم، ما دفع الشرطة للتدخل خشية تطور الأمر وحفاظاً على حياة المشاركين والنظام العام، وقد ساد الهدوء بعد ذلك».
يُذكر أن العشرات من شباب الحراك الذين تجمعوا وسط حي الشجاعية رفعوا لافتات كتب عليها «#فلسطين- للجميع»، و»خذوا الكراسي وسيبولنا الشعب»، وأخرى تطالب بإنهاء الانقسام، فقابلتها مسيرة أخرى محمولة بحافلة تقل أكثر من خمسين راكبا، يحملون لافتات كتب عليها «أين حكومة التوافق.. أنقذوا موظفي غزة من الجوع والضياع».
وكان أكثر من 400 شاب وشابة تجمعوا وسط حي الشجاعية ورددوا هتافات تدعو إلى إنهاء الانقسام وإعادة إعمار قطاع غزة المدمر بعد الحرب الإسرائيلية الصيف الماضي، إلا أنه وحسب أحد المنظمين «فإن عناصر الأمن الداخلي التابعة لحركة حماس «اعتدوا على عشرات من الشبان المشاركين في الحراك بالهراوات ما أدى إلى وقوع إصابات في صفوف الشبان».
بدورها، كانت قيادة تجمع الشخصيات المستقلة أكدت نزول الشعب الفلسطيني بكافة أطيافه في قطاع غزة للشارع، أمس، 29 نيسان، تحت مظلة علم فلسطين، لتسريع الإعمار ليقول كفى انقساماً، كفى حصاراً، كفى إغلاقاً لمعبر رفح، حان موعد الانتخابات، لابد من الإعمار وتنفيذ المصالحة.
وأضافت اللجان الشبابية التابعة لتجمع الشخصيات المستقلة: لن يتم تجاهل صوت الشعب وتتفرد في حكمه تنظيمات وقيادات بعيدة عن هم المواطن وجراحه، حان الوقت ليقول الشعب دون خوف فلا صمت بعد اليوم، حان الوقت ليسمع العالم أجمع عن غزة، من شباب غزة.
وأكدت ضرورة الإنهاء الفعلي للانقسام وتطبيق ما تم الاتفاق عليه في اتفاق الشاطئ تحديد موعد إجراء الانتخابات الفلسطينية على صعيد الرئاسة والتشريعي والمجلس الوطني والبلديات.
يُذكر أن شباب حراك الـ29 من نيسان دعوا أول من أمس، الجماهير في قطاع غزة للخروج، أمس، طلباً لإنهاء الانقسام وإجراء الانتخابات التشريعية، وتحقيق مطالبهم العادلة في دولة فلسطينية موحدة.
وشدد شباب الحراك الذين جابوا شوارع مدينة غزة الرئيسة انطلاقاً من ساحة الجندي المجهول وصولاً إلى حي الشجاعية المدمر جراء الحرب شرق المدينة، على ضرورة مشاركة كافة المواطنين على اختلاف أطيافهم وتوجهاتهم السياسية في المسيرة والحراك الشعبي اليوم، وعدم حمل أيٍ من الرايات الحزبية والاكتفاء برفع العلم الفلسطيني وشعارات الوحدة.
ورفع شباب الحراك العلم الفلسطيني الذي يصل طوله إلى أكثر من 10 أمتار، وعرضه إلى 6 أمتار، داعين عبر مكبرات الصوت حركتي فتح وحماس لنبذ الخلاف واستعادة الوحدة الوطنية و»الاحتكام للغة العقل والمنطق بعيداً عن الردح الإعلامي الذي يؤجج النفوس ويزيد من حجم الهوة بين الطرفين».