غزة - فلسطين اليوم
يفتقد أهالي الأسرى في قطاع غزة أبناءهم على موائد الافطار في شهر رمضان الفضيل، بغياهب السجن منذ سنوات مضت ولا يشعرون بطعم لرمضان أو لذة للأكل دونهم.
ويقبع في سجون الاحتلال الإسرائيلي 7 آلاف أسير، بينهم أكثر من 400 أسير من غزة في ظروف إنسانية صعبة، ومنهم مرضى وكبار في السن محكومون مؤبدات مدى الحياة، وفقا لهيئة شؤون الأسرى والمحررين.
والد الأسير طارق خالد طبش من مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، محكوم مؤبد مدى الحياة أمضى 16 عاما داخل سجون الاحتلال، يقبع حاليا في سجن "نفحة" الصحراوي، يصف وضع ابنه الاعتقالي بالصعب ويعاني من أمراض عدة بسبب أساليب التعذيب، التي تعرض لها على يد السجان الإسرائيلي.
يقول خالد (64 عاما): ابني طارق عمره (36 عاما) نفتقده في هذا الشهر الفضيل ولا نشعر بطعم ولذة الأكل، ونحن نفتقده ونستذكره في كل لحظة ونتألم لعدم وجوده معنا على مائدة طعام الافطار.
وأضاف في حديث لـ"وفا": "نحن فطورنا في شهر رمضان ليس له طعم، خاصة ابني الكبير طارق في السجن ووالدته كبيرة في السن ومريضة بالسرطان تتمنى من الله أن يخرج من السجن قبل أن يحصل لها مكروه".
وطالب والد الأسير طارق المجتمع الدولي ومؤسسات حقوق الإنسان بالتدخل لدى الاحتلال للإفراج عن نجله وعن كل الأسرى من سجون الاحتلال، قائلا: "نطالب من الجميع أن يكون بجانب الأسرى وأن نتمكن من الافراج عن أولادنا ونراهم ونحن طيبون قبل ما يجرى لنا مكروه، وأنا في رمضان افتقد ابني منذ 16 عاما، نفتقد لظله، نجلس على الفطور وهو ليس بيننا لا ينقصنا إلا هو.. نبكي ونتحسر ويخيم علينا الحزن، ندعو الله سبحانه وتعالى أن يفرج عنه وعن جميع الأسرى".
رياض البابا (65 عاما) والد الأسير شادي البابا (39 عاما) من مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، أمضى 13 عاما داخل سجون الاحتلال، قال: لن نتخلى عن أسرانا حتى تبييض كافة سجون الاحتلال، ولا سلام ولا استقرار في المنطقة ما دام الأسرى داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وأضاف لـ"وفا"، وهو يحتضن صورة نجله بين ذراعيه "إن جميع الأسرى أولادي لن نتخلى عنهم مهما كان.. والأسرى في عيوننا ولا سلام ولا استقرار إلا بتبييض السجون من الأسرى"، مخاطبا نجله "أنا بقول لشادي ونحن في شهر رمضان عندما نجلس على مائدة الإفطار نفتقدك يا ولدي وانت واحد منا وهذا صعب علينا كثير.. متشوقين لك لا نتهنى على الأكل وصورتك أمامنا موجودة".
وتابع "أنا أتألم وابني غايب عني" ، متسائلا بغضب لماذا لا يفرجوا (الاحتلال) عنه "ليش ما يفرجوا عن كل الأسرى ونتهنى بأبنائنا ونفرح فيهم ونحضنهم ونزوجهم، هذا شيء يؤلمنا" مشددا على المعاناة خلال زيارته لنجله شادي.
وأوضح البابا، أن شهر رمضان الحالي هو الثالث عشر في ظل غياب شادي الذي ماتت أمه بحسرتها ولم تره، وأن خاله وجده وعمه توفوا ولم يرهم، ويتساءل إلى متى هذه المعاناة؟.
من ناحيته، أكد الباحث في شؤون الأسرى، عبد الناصر فروانة، لـ"وفا"، أن 7 آلاف أسير يقبعون في سجون الاحتلال، بينهم 69 أسيرة وأكثر من 400 طفل أقل من 18 عاما، موزعين على 22 سجنا داخل دولة الاحتلال الإسرائيلي.
ولفت فروانة إلى أن أكثر من 1500 أسير مرضى و41 أسيرا مضى على اعتقالهم أكثر من 20 عاما و750 أسيرا رهن الاعتقال الإداري دون تهمة أو محاكمة، ويعانون شتى صنوف التعذيب داخل معتقلات ومراكز توقيف الاحتلال.
من جهتها، الأسيرة المحررة فاطمة الحلبي، رئيسة جمعية الأسيرات المحررات القدامى في غزة، عبرت عن ألمها وحزنها وتضامنها مع ذوي الأسرى، الذين يقبعون في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وقالت الحلبي وهي والدة شهيد وزوجة شهيد وابنة شهيد لـ"وفا": آتي كل أسبوع على مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر تضامنا مع ذوي الأسرى.. وأنا ابني الوحيد شهيد وزوجة شهيد وبنت شهيد، ونحن هنا نتضامن مع الأسرى ونحن أكثر ناس نشعر بألآم الأسرى، عانينا نفس المعاناة وهذا يدفعنا أن نأتي لهذا المكان حتى نتضامن بشكل معنوي مع أسرانا".
وأعربت الحلبي عن ثقتها بالإفراج عن كل الأسرى من سجون الاحتلال، وتقول: "نعرف الطريق التي سيخرج فيها الأسرى وستبيض السجون إن شاء الله، ونحن على يقين بخروجكم واصبروا وثابروا وإن شاء الله الفرج قريب".
ووجهت رسالة إلى الأمة العربية والإسلامية والعالم بأسره بالتحرك للإفراج عن الأسرى من سجون الاحتلال، قائلة: "رسالتنا للأمة العربية أن قضية فلسطين قضية محورية وقضية ونوجه لأوروبا والعالم الغربي كله والعالم الإسلامي تخيلوا أنكم مكاننا.. أنا فقدت ابني الوحيد شهيدا، وأيضا أبناؤنا وذوو الأسرى يتألمون عندما يجلسون على مائدة الطعام ولا يجدون ابناءهم معهم".