الفواكه الصيفية

قبل موعد نضجها بأسابيع وربما أشهر، بدأت العديد من الفواكه الصيفية تغزو الأسواق الغزية، بعضها تمت زراعته داخل قطاع غزة، وأخرى جرى استيرادها عبر المعابر.

فالبطيخ والشمام والذرة وحتى العنب، بدأت تشاهد في الأسواق، وتباع بأسعار مرتفعة نسبياً، لكن معظم المواطنين يبدون تردد كبيراً في شرائها، بعد سيل من الشائعات تتحدث عن تعرضها لأدوية زراعية وأسمدة ضارة، تعجل في نضجها.

مذاق مختلف
المواطن أحمد شاهين، أكد أنه قرر مقاطعة الفواكه المذكورة، بعد شراء بطيخة صغيرة قبل أسبوع، نزولاً عند رغبة أبنائه الذين أكثروا الإلحاح عليه.

وأوضح أنه وبعد تناوله للبطيخة، لاحظ عدة أمور، أبرزها أن مذاقها مختلف، وكأنه يتناول فاكهة مصنعة غير طبيعية، كما أن حجمها من المفترض أنه حجم بطيخة غير ناضجة، ناهيك عن تسببها بحالات مغص وإسهال لدى بعض أفراد العائلة.

وأشار شاهين، إلى أن البطيخة الصغيرة أوصلته لقناعة بأن الفواكه التي تعرض في السوق قبل أوانها لم تنضج في ظل ظروف طبيعية، وهي ربما كانت عرضة لأدوية ومبيدات زراعية ضارة، وهذا قد يجعلها تشكل خطراً على حياة الناس، مفضلاً عدم شرائها إلى في موعدها، وحين تنخفض أسعارها، لضمان أنها نضجت بشكل طبيعي.

أما المواطن إبراهيم عيسى، فأكد أنه في كل عام وبمجرد عرض الفواكه الصيفية في الأسواق خاصة البطيخ، تبدأ الشائعات تتردد، باحتوائها على سموم ومواد خطرة، وتسارع الجهات المعنية بنفي الشائعات.

وأوضح عيسى أنه شخصياً لا يؤمن بتناول أي فاكهة قبل موعد نضجها الطبيعي، حتى لو كانت أسعارها رخيصة وفي متناول الجميع.
وأشار إلى أنه تجاهل طلبات أبنائه شراء الشمام والبطيخ، ووعدهم بشرائه مطلع شهر حزيران المقبل، حين ترتفع درجات الحرارة، ويصبح أفضل وحجم الثمار أكبر.

إقبال محدود
من جانبه أكد أحد باعة الفواكه في أسواق رفح جنوب قطاع غزة، أن الفواكه التي تعرض قبل موعد نضجها في العادة يكون الإقبال على شرائها ضعيف، كون أسعارها مرتفعة، إضافة إلى اعتقاد سائد لدى المواطنين بأن تناولها غير صحي.

وأشار البائع يحيى نصار، إلى أنه بشكل إجمالي معظم باعة الفواكه، يجلبون كميات محدودة من هذه الأنواع، خوفاً من فسادها على بسطاتهم قبل أن يتمكنوا من بيعها.

وأوضح نصار، أنه ورغم ذلك فهذه الفواكه لها زبائنها، والكثيرون مولعون بتناولها قبل أوانها، ولا يبالون بكل ما يقال.

أما المواطن محمود أبو ماضي، ويعمل مزارع، فأكد أنه ليس شرط احتواء الفواكه التي تعرض حالياً في الأسواق على مواد خطيرة، فالدفيئات الزراعية والتقنيات الحديثة، باتت تمكن المزارعين من إنتاج الكثير من المحاصيل في غير أوانها.

وبين أبو ماضي أن الفلفل الأخضر، والملوخية، والخيار، والطماطم، والباذنجان، وغيرها من الخضروات، هي في مجملها صيفية، لكنها لا تنقطع من الأسواق على مدار العام، وهذا يمكن أن يحدث مع البطيخ والشمام.

وأشار أبو ماضي، إلى أن فاكهتي البطيخ والشمام تحديداً، بحاجة إلى رعاية كبيرة في هذا الوقت من العام، ومعظم المزارعين يسارعون بزراعتها أملاً ببيعها بأسعار عالية قبل نضجها، دون أن ينكر لجوء بعض المزارعين لاستخدام أدوية زراعية تسهم في تسريع عملية النضج.