وفد كنسي

ندد وفد كنسي رفيع ترأسه بطاركة ورؤساء الطوائف المسيحية في المدينة المقدسة، بمخططات الاحتلال بحق المسجد الأقصى المبارك، معرباً عن رفضه للانتهاكات الاسرائيلية والاعتداءات المتكررة على حرية العبادات.

واستعرض رئيس مجلس الأوقاف الأعلى الشيخ عبد العظيم سلهب، خلال استقبال الوفد الذي زار المسجد الاقصى المبارك، اليوم الاثنين، حيث عرقل الاحتلال دخوله وأوقفه عند أحد الحواجز لأكثر من ربع ساعة، الانتهاكات السافرة التي يتعرض لها المسجد الاقصى وحرمان المصلين من الوصول اليه والتعدي السافر على حرية العبادات، ما يتطلب تدخلا عاجلا لردع سلطات الاحتلال الإسرائيلية عن انتهاكاتها التي تعدت الخطوط الحمراء.

بدوره، اعتبر مدير عام دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس الشيخ عزام الخطيب، زيارة رؤساء الطوائف المسيحية للمسجد الأقصى المبارك، بالتاريخية ونابعة من العلاقة المميزة التي يعيشها أبناء المدينة المقدسة، موضحا أن الاحتلال في ممارساته لا يفرق بين مسيحي أو مسلم ويستهدف الجميع على حد سواء، لتفريغ القدس من أهلها المرابطين ويسرع من وتيرة تهويده لها، معتقدا أن المقدسات وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك لقمة سائغة.

من جهته، أكد بطريرك اللاتين فؤاد طوال، أن الحفاظ على الهوية الوطنية هو ذاته الحفاظ على المقدسات الإسلامية والمسيحية، معبرا عن سخطه ورفضه لاعتراض الشرطة الإسرائيلية، للمرابطين على أبواب المسجد الأقصى للزيارة التضامنية المسيحية لإخوانهم المسلمين، معتبرا ذلك رسالة مع اقتراب حلول أعياد الميلاد المجيدة.

واعتبر المطران منيب يونان نيابة عن الاتحاد اللوثري العالمي، أن مسيحيي فلسطين جزء لا يتجزأ من أبناء الشعب الفلسطيني، موضحا أن الاعتداء على المسجد الاقصى والمقدسات الاسلامية يعتبر اعتداء على المقدسات المسيحية، وهذا مؤشر لبداية حرب دينية ومحاولة لتغيير 'الستاتيكو' المعمول به منذ العهدة العمرية، مؤكدا مواصلة النضال موحدين للدفاع عن الحرية وفي مقدمتها حرية العبادات، من أجل مدينة القدس مدينة السلام.

بدوره، أعلن الناطق الرسمي باسم الكنيسة الارثوذكسية في القدس، الأب عيسى مصلح، عن رفض كنيسته لأي تغيير في وضع المسجد الاقصى أو محاولات تقسيمه زمانيا او مكانيا، موضحا أنه مكان عبادة للمسلمين وحدهم، وأن كنيسته لا تكف عن دعوة العالم، خاصة أنصار السلام والمحبة لنصرة أبناء الشعب الفلسطيني بمسيحيه ومسلميه، وضرورة توفير الحماية المطلوبة للمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس وفلسطين.

وقال الأب عيسى مصلح: إن 'الاعتداء على المسجد الأقصى المبارك هو اعتداء على كنيسة القيامة'.

من جهته، ثمّن وزير شؤون القدس المحافظ عدنان الحسيني، هذه اللفتة التي تأتي وسط ظروف صعبة يعيشها المسجد الاقصى ومدينة القدس على وجه العموم، وتأكيدا على الحضارة المشتركة والعلاقة المتجذرة في مدينة السلام في ظل إجراءات تعسفية يفتعلها محتل يلهث وراء تفجير العنف بالمنطقة وإشعال حرب دينية في أساسها سياسي.

وأشار إلى أن الأمر وصل الى مرحلة في غاية الخطورة من الهستيريا الإسرائيلية والإمعان بإجراءات تعسفية منافية لكافة الشرائع السماوية والقوانين والأعراف الدولية ومبادئ حقوق الانسان والحريات.

ودعا رجال الدين المسيحي في فلسطين إلى استخدام نفوذهم لدى الرأي العام العالمي، خاصة في أوروبا والولايات المتحدة وأرجاء العالم، وشن حملة لنصرة ابناء شعبنا مسلميه ومسيحيه، لنيل حريته واستقلاله وإقامة دولته وعاصمتها الأبدية مدينة القدس وتجسيد السلام الذي تسعى اليه القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس، وقضى من أجله الرئيس القائد المؤسس الراحل ياسر عرفات.

نقلًا عن"وفا"