نادي الأسير الفلسطيني

أصدر نادي الأسير الفلسطيني، الأحد، تقريرًا توثيقيًا حول أوضاع الأسرى في سجون الاحتلال خلال شهر شباط/ فبراير 2015.

وتعرّض التقرير لعدد المواطنين الذين تعرضوا للاعتقال خلال الشهر الماضي، وعدد الأوامر الإدارية، إضافة إلى أبرز الأحداث داخل السّجون، وتصعيد الاحتلال ضد الأسرى، لافتًا إلى أبرز حالات الأسرى المرضى الذين تفاقمت حالتهم الصحية جرّاء سياسة الإهمال الطبي.

286 معتقلًا في شهر

وأوضح النادي أن الاحتلال اعتقل 286 مواطنًا في الشهر المنصرم، منهم 90 من محافظة الخليل، و45 من رام الله والبيرة، و35 من نابلس، و30 من القدس، و26 من جنين، منهم الطالبة الجامعية يمان عمارنة، و21 مواطنًا من محافظة بيت لحم، و11 من أريحا، و10 معتقلين من قلقيلية، و9 من طولكرم، وستة من طوباس، إضافة إلى ثلاثة معتقلين من محافظة سلفيت.  

الاعتقال الإداري

وأكد نادي الأسير أن المحكمة العسكرية للاحتلال في "عوفر" أصدرت 89 أمرًا إداريًا تعسفيًا في شهر شباط/ فبراير، وأن عدد الأسرى المعتقلين إداريًا وصل إلى أكثر من 450 معتقلًا، دون تهمة محدّدة أو مسوّغ قانوني، وتتذرّع سلطات الاحتلال بوجود ملف سرّي ضدّهم، ولا يُسمح للأسير أو محاميه بالاطّلاع عليه.

وجاء في التقرير أن مصلحة سجون الاحتلال شنّت حملة تنقّلات واسعة، استهدفت قيادات الفصائل في الحركة الأسيرة، للتأثير عليها وتقويض عملها التنظيمي، وشملت التنقّلات عدّة سجون أبرزها "عوفر، وريمون، وإيشل، ومجدو، ونفحه".

وأضاف النّادي أن مصلحة السجون صعّدت إجراءاتها التنكيلية بحقّ أسرى حركة الجهاد الإسلامي في سجن ريمون، عقب شروع الأسرى في خطوات احتجاجية ضد عمليات النقل التعسفيّة، واقتحمت قوات القمع الأقسام، ونقلت عددًا من الأسرى إلى عزل أيلا الجنائي، وعددًا آخر إلى عزل سجن النقب، وفرضت غرامات مالية عالية على كل منهم. وأشار النادي إلى أن العقوبات طالت أيضًا الأسرى المتضامنين من الفصائل الأخرى.

مجندة تعتدي على والدة أسير مقعد داخل المحكمة

ورصد التقرير اعتداء إحدى مجندات الاحتلال على والدة الأسير محمود أبو الكامل من مخيم جنين، وطرحتها أرضًا، بعد أن طلبت الأم الحديث مع نجلها خلال جلسة محاكمته، وموافقة القاضي لها على ذلك، علمًا بأن الأسير أبو الكامل مُقعد ويعاني من وضع صحي صعب، إثر إصابة تعرض لها قبل اعتقاله، وهو معتقل منذ ستة شهور، وحكم عليه بالسجن عامًا، وغرامة مالية قدرها 2000 شيكل.

قانون إعدام الأسرى

وتعهّد زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" اليميني المتطرف، أفيغدور ليبرمان، بأن تكون أولى الخطوات التي سينفذها حزبه حال فوزه في الانتخابات الإسرائيلية، هي إقرار قانون إعدام الأسرى الفلسطينيين.

وردًّا على ذلك، أكد رئيس نادي الأسير قدورة فارس أن تصريحات ليبرمان التي أطلقها ما هي إلا جزء من حسابات انتخابية رخيصة، في ظل التراجع الكبير الذي تعرّض له حزبه العنصري، بسبب التحقيقات التي تجريها الشرطة في جرائم فساد متورط فيها وعدد من قيادات حزبه، مضيفًا أنه وبحكم ما يمثله ليبرمان من توجهات عدوانية وعنصرية وفاشية يفترض أن يكون موقوفًا على ذمة مجموعة كبيرة من القضايا أمام محكمة الجنايات الدولية، كونه مكون أساسي من المؤسسة التي اقترفت جرائم حرب بحق الشعب الفلسطيني.

ثمانية شهور مرت على اعتقال المحررين من صفقة شاليط

وأشار النادي إلى أن ثمانية شهور مرّت على اعتقال أكثر من 60 أسيرًا أعادت سلطات الاحتلال اعتقالهم في الثامن عشر من حزيران/ يونيو العام الماضي، وشكلت لجنة عسكرية خاصة للنظر في ملفاتهم، وحتى اليوم أعادت هذه اللجنة الأحكام لأكثر من 25 أسيرًا، من بينهم أسرى محكوم عليهم بالسجن المؤبد، وكان آخرهم الأسير سامر المحروم من جنين.

الاحتلال يحكم على الطفل خالد الشيخ بالسجن أربعة أشهر وغرامة مالية

حكمت المحكمة العسكرية للاحتلال في "عوفر" على الطفل خالد الشيخ، من قرية بيت عنان شمال غرب القدس، بالسّجن الفعلي لأربعة شهور إضافة إلى 2000 شيكل غرامة مالية، علمًا بأن الطفل يعاني من مرض في الدم، ولا يقدّم له العلاج اللازم، وهو معتقل منذ تاريخ 25 كانون الأول/ ديسمبر الماضي.

وكانت سلطات الاحتلال أفرجت عن الأسيرة الطفلة ملاك الخطيب، من رام الله، بعد قضاء فترة الحكم عليها بالسجن لشهرين وغرامة مالية بقيمة 6000 شيكل.

الأسرى المرضى

ولفت النّادي إلى أن عددًا من الأسرى المرضى تدهورت حالتهم الصحية خلال هذا الشهر، جرّاء سياسة الإهمال الطبي ومماطلة الاحتلال في تقديم العلاج، نذكر منهم الأسير ناهض الأقرع من مخيم الأمعري، والذي خضع لعملية جراحية، بُتر خلالها ما تبقّى من ساقيه، علمًا بأن عملية البتر هذه هي الرابعة التي يتعرّض لها الأسير منذ اعتقاله عام 2007، وأقدمت مصلحة سجون الاحتلال على إعادة الأسير إلى السّجن في نفس اليوم الذي أُخضع فيه للعملية الجراحية، الأمر الذي تسبب له بنزيف في ساقه، ويعتبر من أخطر الحالات المرضية في سجون الاحتلال، ومحكوم عليه بالسجن المؤبد ثلاث مرات.

وتفاقمت حالة الأسير عاهد منصور، من سلفيت، المحكوم عليه بالسجن لـ22 شهرًا، والمعتقل منذ تاريخ 26 أيلول/ سبتمبر 2013، إثر إصابته بانفجار عصبي في الجهة اليسرى من وجهه، إضافة إلى معاناته من ارتفاع في ضغط الدم، وأكد الأسير لمحامي النادي أنه نُقل مرتين إلى مستشفى سوروكا وإلى عيادة سجن الرملة، إلا أنه لا زال يعاني من آلام شديدة.

ويعاني الأسير سعيد البنّا، من مخيم طولكرم، من آثار عملية استئصال لورم في المثانة أُخضع لها قبل أكثر من ثلاثة أشهر، وأوضح الأسير لمحامي النادي خلال زيارته له في سجن إيشل أنه لم يُنقل للفحص الطبي منذ إجراء العملية، علمًا بأنه محكوم عليه بالمؤبد، وهو معتقل منذ العام 2003.

ويكمل التقرير بأن الأسير ماهر الهشلمون، من الخليل، لا يزال يعاني آلامًا في الصدر والبطن ويده اليسرى، ومن رصاصة في صدره لم تتم إزالتها، وأشار خلال زيارة محامي النادي له في سجن عوفر إلى أنه لا يتلقى أية أدوية أو مسكّنات، يذكر أن الأسير الهشلمون، يبلغ من العمر 30 عامًا، واعتقل بتاريخ 10 تشرين الثاني 2014، بعد إصابته من على مفرق عتصيون، ولا يزال موقوفًا.

وبيّن النادي أن 6200 أسير يقبعون في سجون الاحتلال، بينهم 21 أسيرة، و213 قاصرًا منهم ثلاث فتيات، و600 أسير يعانون من أمراض مختلفة، منهم 160 يعانون من أمراض مزمنة ويحتاجون لرعاية صحية دائمة.