القدس – فلسطين اليوم
بحثت لجنة استرداد جثامين الشهداء في مخيم قلنديا ووفد من مؤسسات وفعاليات المخيم، في اجتماعين منفصلين في مدينة رام الله، مع رئيس الهيئة العامة للشؤون المدنية حسين الشيخ، وقائد جهاز الامن الوقائي في الضفة اللواء زياد هب الريح، اليوم الثلاثاء، عددا من القضايا المهمة على رأسها قضية تسليم جثامين الشهداء، بمن فيهم جثامين شهداء منطقة قلنديا المحتجزة من قبل الاحتلال.
وأوضح أهالي المخيم إن الاحتلال ما زال يحتجز جثامين كل من الشهداء: الطفلة هديل عواد، وثائر أبو غزالة، واسحق بدران، ومحمد علي، وأحمد القنيبي.
وشدد وفد المخيم، على ضرورة تكاتف الجهود في تجاه استمرار ومواصلة الضغط على الاحتلال، حتى تسليم جثامين الشهداء وتشييعهم وفق تعاليم ديننا الحنيف.
وجدد المجتمعون رفضهم للتسليم المشروط، حيث جرت العادة ان يقوم الاحتلال بتسليم جثامين الشهداء في ساعات المساء المتأخرة، أو يشترط عددا محددا من المشاركين في التشييع.
وأكد الشيخ ان السلطة الوطنية لن تدخر جهدا في سبيل استرداد جثامين الشهداء من أبناء شعبنا، كونهم قدموا ارواحهم فداء للهدف الاسمى في التحرر والانعتاق من نير الاحتلال.
وتابع الشيخ، أن الجانب الفلسطيني قدم للجانب الاسرائيلي في الخامس والعشرين من الشهر الجاري، رسالة طالب فيها باسترداد جثامين الشهداء دون استثناء.
وأكد هب الريح أن موقف السلطة بمستوياتها السياسية والأمنية يتقاطع مع موقف أبناء شعبنا الرافض لمواصلة احتجاز جثامين الشهداء، مجددا رفضه للاشتراطات الاسرائيلية المتعلقة بتسليم شهدائنا.
وأكد عضو لجنة استرداد جثامين الشهداء في مخيم قلنديا عايد عواد؛ وهو عم الشهيدة الطفلة المحتجز جثمانها هديل عواد، أن الاحتلال أقدم على إعدام ابنة أخيه بدم بارد، وكان بإمكان الشرطي الاحتلالي الذي اطلق النار على ابنة أخيه هديل، السيطرة عليها دون الأقدام على إطلاق النار عليها، خاصة أن الشهيدة لم يصدر منها اذى؛ وهذا ما أثبته تسجيل الفيديو الذي شاهده الجميع.
واستنكر رئيس اللجنة الشعبية في مخيم قلنديا جمال لافي، استمرار الاحتلال في احتجاز جثامين الشهداء، الأمر الذي يزيد من معاناة ابناء شعبنا، مؤكدا أنه ومن منطلق المسؤولية الملقاة على عاتق المسؤولين كل في موقعه، عليهم العمل على استرداد تلك الجثامين، ولإغلاق ذلك الملف رغم كل الضغوطات السياسية التي تمارس على المسؤولين الفلسطينيين.
وأشار مدير مكتب محافظة القدس في مخيم قلنديا زكريا فيالة، الى أنه تم خلال الاسبوع الجاري تشكيل لجنة وطنية لاسترداد جثامين شهداء منطقة قلنديا، ليتم من خلالها التواصل والتنسيق مع كافة الجهات درءا لأي عشوائية في التعامل والتصرفات، مبينًا أن اللجنة هدفها الرئيسي التواصل مع الجهات ذات الاختصاص سواء كانت قانونية أو حقوقية أو دولية لتحقيق الأهداف التي شكلت من أجلها.
وثمن رئيس مركز شباب مخيم قلنديا رائد فايز، دور المؤسسات الوطنية الذي تضطلع به في جميع المراحل التي مر بها أبناء شعبنا وما زال، مطالًبا بالمزيد من التضامن ومؤازرة عائلات الشهداء من أبناء شعبنا، لاسيما المحتجزة جثامينهم، كون هذا الأمر يشكل عبئا آخر يلقى على كاهل تلك العائلات، التي لم يكتف الاحتلال بقتل ابنائها بل وواصل احتجازها ما جعل المأساة تتضاعف.
وشدد عضو لجنة اقليم القدس رائد نمر، على ضرورة التواصل ما بين الارتباط الفلسطيني والجانب الإسرائيلي للإسراع في تسليم جثامين الشهداء، لتشييعهم حسب المعتاد من قبل ابناء شعبنا وبحسب تعاليم ديننا، لعدم تكرار ما جرى في مقابر الارقام، حيث هناك كثير من الجثامين لم تسلم منذ عقود، وحرم الاحتلال ذويهم من وداعهم وتكريمهم بالدفن.
وشدد الشيخ على ضرورة ألا يتخذ المخيم أي خطوات من شأنها الاخلال بمسيرته النضالية، حيث قدم وما زال المئات من أبنائه شهداء وجرحى واسرى.