بيت لحم - فادي العصا
اعتبر المتحدث الرسمي باسم حركة فتح في القدس رأفت عليان، قرار المحكمة الإسرائيلية لصالح المتطرف اليميني "يهودا غليك"، والقاضي بإعادة دخوله المسجد الأقصى، بعد أن كانت منعته شرطة الاحتلال لفترة من الزمن، بمثابة شرعنة اقتحامات المسجد من قبل المتطرفين اليهود وبغطاء قضائي إسرائيلي.
وصرّح عليان، في بيان له وصل "فلسطين اليوم" نسخة منه، أن الاحتلال يكرّس سياسته العنصرية في كافة مناحي الحياة في المدينة المقدّسة، لا سيما إجراءاته القمعية بحق أبناء المدينة وإبعادهم عن المسجد الأقصى، لفترات طويلة، واعتقالهم من داخل باحاته، وفرض عقوبات مالية باهظة بحقهم، يشكّل اعتداءًا سافرًا من قبل الاحتلال على حرية العبادة والمعتقدات الدينية التي كفلتها الشرائع السماوية وأقرتها الشرعية الدولية".
وكانت محكمة الاحتلال في القدس قد أصدرت قرارًا جائرًا لصالح المتطرف اليهودي يهودا غليك، يقضي بالسماح له بتنديس واقتحام المسجد الأقصى، ودفع تعويضات مالية له بلغت نصف مليون شيكل، عن الفترة التي منع منها سابقًا من دخول المسجد الأقصى.
ولفت عليان إلى أن القرار القضائي الصادر من محكمة الاحتلال، إنما هو في إطار تبادل الأدوار والتناغم ما بين المتطرفين اليهود والمؤسسات الإسرائيلية كافة، لتمرير المشروع الاستيطاني الهادف إلى عزل المدينة المقدّسة والسيطرة على كافة المقدّسات فيها الإسلامية والمسيحية.
ودعا المتحدث الرسمي باسم حركة فتح، جماهير الشعب الفلسطيني بشكل عام وأهالي القدس والداخل المحتل بشكل خاص إلى الرد الفوري على مثل هذه المسرحيات، وضرورة شدّ الرحال والرباط في المسجد الأقصى وباحاته.
وتطرق عليان إلى الحديث حول ابرز المشاريع التي قدمت لحكومة الاحتلال وللكنيست حول المسجد الأقصى كان ىخرها ما قدمه وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، "يتسحاك أهرونوفيتش" بحق الرباط في المسجد الأقصى على أنه "تنظيم محظور".
وتبع ذلك سياسة الإبعاد بحق المرابطين والمرابطات من مساطب العلم، واقتيادهم إلى مراكز التحقيق لإجبارهم على دفع غرامات مالية وإبعادهم عن مسجدهم الشريف.
وأكدّ عليان، أن اقتحامات غليك وزمرته من المتطرفين لن تقابل بالورود، ولن يكون طريق المسجد الأقصى مُعبّدًا لهم، مضيفًا أن الاعتداءات الإسرائيلية والاقتحامات المتكررة بحق المسجد الأقصى الشريف تعتبر اعتداءًا سافرًا على مشاعر العرب والمسلمين عامة والفلسطينيين خاصة، وتتعارض مع جميع الأديان والشرائع السماوية.
وكان المتطرف غليك قد نجا من محاولة اغتيال سابقة إثر أعماله الاستفزازية ومنها اقتحاماته للمسجد الأقصى المبارك.
ودعت جماعات يهودية تنضوي في إطار منظمات الهيكل المزعوم أنصارها إلى المشاركة الواسعة في اقتحامات مكثفة ستقودها يومي الأربعاء والخميس المقبلين إلى المسجد الأقصى المبارك، لإقامة احتفالات تقليدية خاصة بعيد المساخر "البوريم" اليهودي.
وكانت هذه المنظمات قد كثفت دعواتها وإعلاناتها عبر مواقعها الإعلامية والتواصل الاجتماعي، حول نيّتها تنظيم برامج واقتحامات للأقصى خلال عيد "البوريم" التلمودي.
وسيتخللها برامج إرشادية واحتفالية بما يتناسب مع هذا العيد، وسيُنفّذ بعض أفراد منظمات الهيكل المزعوم تقاليد هذا العيد اليهودي داخل الأقصى المبارك.
وحسب الاعلانات، سيشارك في هذه الاقتحامات كل من منظمات: "أمناء الهيكل"، و"نساء لأجل الهيكل"، و"مجموعة طلاب لأجل الهيكل"، و"معهد الهيكل الثالث"، وحاخامات مستوطنة كريات أربع في الخليل، وعدد من قادة الأحزاب والجماعات اليهودية.
وتتوقع مصادر محلية، فرض تسهيلات كبيرة للمجموعات اليهودية التي ستقتحم الأقصى خلال عيد المساخر التلمودي لكونها تأتي خلال فترة الاستعداد لانتخابات برلمانية للـ"كنيست".