البيرة ـ فلسطين اليوم
كرم أمين عام الرئاسة الطيب عبد الرحيم، اليوم الثلاثاء، في مدينة البيرة، رباعي الحوار التونسي على حصوله على جائزة نوبل للعام 2015.
وشارك في حفل التكريم الذي دعت له جمعية خريجي تونس، إلى جانب عبد الرحيم ممثلا عن الرئيس محمود عباس، سفير الجمهورية التونسية الحبيب بن فرح، ورئيس الجمعية بسام عورتاني، وعدد من أعضاء الجمعية، ونقابيون وحقوقيون وعدد من أبناء الجالية التونسية في فلسطين.
وقدم عبد الرحيم شهادات تقدير للسفير بن فرح نيابة عن الهيئة الوطنية للمحامين في تونس، والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، والاتحاد التونسي للشغل، والاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية، على دورهم في الانتقال الديمقراطي في تونس وتعزيز الأمن والسلام، وحصولهم على جائزة نوبل للعام 2015.
وقال عبد الرحيم، "إن سيادة الرئيس قرّر منح رباعي الحوار شهادات تقدير خاصة لعطائهم الوطني، مؤكدا أن إنجازهم هذا سيمنحهم القدرة على المواجهة والصمود، وسيفتح الطريق أمامهم لتحقيق أحلام شعب تونس الشقيق، بتعزيز وحدته، لمواجهة التحديات الراهنة".
وتابع: "لن ننسى مواقف الشعب التونسي العروبي الكريم، والشجاع، والمعطاء، حيث كانت تونس حامية وحارسة القرار الوطني المستقل، ومقرا لقيادة وكوادر منظمة التحرير الفلسطينية في مرحلة تاريخية هامة، ولم تزل حاضنة لرفات شهدائنا الأبرار من القادة والكوادر".
وأكد "أن من يقف دون حل القضية الفلسطينية بإقامة الدولة الفلسطينية هو أول داعم للإرهاب، ومساندا له مهما تشدق عكس ذلك"، وأشار إلى أن عزيمة الشعب الفلسطيني لن تلين ولن تفتر، مؤكدا تمسك الفلسطينيين بأرضهم حتى تحقيق أهدافهم الوطنية، وتطلعاتهم العادلة والمشروعة بإنهاء الاحتلال.
وثمن عبد الرحيم الجهود العربية كافة التي بذلت لإنهاء الانقسام الداخلي المنبوذ من شعبنا، وفي طليعتها جمهورية مصر العربية الشقيقة، بقوله: نطالب باستمرار تلك الجهود، لعل وعسى، أن يتخلوا عن المصالح الأنانية الضيقة، ويضع جميعنا مصلحتنا الوطنية على رأس أولوياتنا، وفوق كل اعتبار.
ودعا الى ضرورة وقوف الشعوب العربية في المشرق والمغرب امام الإرهاب المجرم، الذي يأخذ أشكالا متعددة ومسميات عديدة، لكنه يحقق لأعداء هذه الأمة أهدافهم بالتقسيم والتفتيت على أساس طائفي أو عرقي.
فيما قال السفير بن فرح، إن تشريف تونس بجائزة نوبل يعتبر شكلا من أشكال التكليف للقوى الوطنية للمضي في إرساء مشروع حضاري لتونس الحبيبة.
وأضاف، إن تكريم تونس اعتراف دولي بأن زهرة الديمقراطية ممكن أن تزرع في تربة عربية وإسلامية، مشيرا الى ان اتخاذ المسار الديمقراطي ليس بالأمر السهل، موضحا ان تونس تتقاسم مع المجتمع الدولي نفس القيم الكونية الرافضة للانغلاق الفكري، الشعب التونسي لم يشعر بذلك الفرح بسبب تزامنه مع الاحداث الارهابية الواقعة في العالم.
ولفت الى ان التكريم لرباعي الحوار التونسي لم يكن غريبا من أبناء فلسطين الأوفياء، والذين اختلطت دماؤهم مع اشقائهم التونسيين على ارض فلسطين بعد الاحتلال، وامتزجت في حمام الشط، واختلطت في الزواج والمصاهرة بين الشعبين التي شكلت قصة نجاح.
واكد عمق العلاقات بين الشعبين وان تونس ستبقى خير سند لفلسطين حتى قيام دولتها المستقلة، وعاصمتها القدس على حدود 1967.
وفي كلمة الجمعية قال عورتاني: إن الجمعية تأسست ايمانا من الخريجين بضرورة الحفاظ على العلاقات، واهمية دور تونس في التغيير الثقافي، وضرورة توثيق الصلات العلمية والاجتماعية بين فلسطين وتونس.
واشار الى ان العالم بأشد الحاجة الى الحوار بين الحضارات ومحاربة التطرف والانغلاق والارهاب.
واضاف، ان تونس كانت وما زالت تقدم 100 منحة في تخصصات الطب والقانون والاعلام حرصا منها على تنمية الكفاءات الفلسطينية، وان خريجي تونس يفتخرون بها وبدورها في تطوير وعيهم، مؤكدا ضرورة تكريس العلاقات للاستفادة المباشرة، داعيا الخبرات الفلسطينية للمبادرة في التشبيك مع المؤسسات التونسية ودعمها.
وتخلل الاحتفال عرضا لفيلم حول العلاقات الثنائية التاريخية بين البلدين، ومداخلات ناقشت اهمية الدستور التونسي الجديد والتجربة التونسية بعد 5 سنوات على الثورة.