بيت حانون ـ فلسطين اليوم
لا تزال والدة الرضيع جاد الكفارنة الذي توفي حرقا في أحد مراكز الإيواء في بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة مساء أمس الاثنين، في حالة غيبوبة من شدة الصدمة التي تعرضت لها.
المئات من سكان البلدة الحدودية شيعوا اليوم الثلاثاء، جثمان الرضيع المتفحم (9 شهور) إلى مثواه الأخير في مقبرة الشهداء شرق بيت حانون، وسط حالة من السخط والغضب.
وقال أحد أقرباء الضحية: 'إن والدة الرضيع لا تزال ترقد في إحدى مستشفيات الشمال، وهي في حالة غيبوبة عندما شاهدت جثة ابنها المتفحمة'.
وكان الرضيع الكفارنة قضى حرقا في مركز الإيواء في 'مدرسة الشوا الإعدادية' التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين 'الأونروا'، نتيجة تماس كهربائي حدث أثناء انقطاع التيار الكهربائي.
وقالت إحصائية صدرت حديثا عن المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان 'إن 26 مواطنا بينهم 21 طفلاً، توفوا منذ أزمة الكهرباء في قطاع غزة'.
وساد الحزن والغضب بلدة بيت حانون المنكوبة بفعل الدمار الهائل الذي خلفته قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال عدوانها الأخير الذي استمر خمسين يوما.
وحمّل عز الدين الكفارنة (40 عاماً) والد الضحية وكالة 'الأونروا' والمجتمع الدولي المسؤولية عن وفاة طفله، مشيرا إلى أنه يقطن في مركز الإيواء منذ العدوان الإسرائيلي بعد تدمير منزله بالكامل، وأن الوكالة لم توفر له منزلا بالإيجار، على حد قوله.
بدوره، قال حمزة المصري أحد سكان 'مركز الإيواء'، إنه حاول إنقاذ الرضيع دون جدوى بسبب ألسنة اللهب وكثافة الدخان المنبعث من المكان، مشيرا إلى أن الحادثة وقعت بينما كان الطفل نائما في أحد الفصول الدراسية المخصص كغرفة نوم لأسرته، بينما كان أفراد الأسرة متواجدين في فناء المدرسة.
وأضاف لـ'وفا': حاولنا استخدام أنابيب الإطفاء المتوفرة في المدرسة لإخماد الحريق، لكنها كانت غير صالحة ومعطلة، حسب قوله.
بدورهم، طالب أصحاب البيوت المدمرة في بيت حانون خلال اعتصام احتجاجي، وكالة الغوث، بالتراجع عن قرارها القاضي بوقف تقديم الدعم و المساعدات و تأخير عملية الإعمار.
من جهتها:' عقبت 'الأونروا' على الحادث قائلة: 'اكتشف فريقها اندلاع دخان من غرفة مغلقة في إحدى مدارس إيواء المتضررين في بلدة بيت حانون، فقامت 'الأونروا' على عجل بالاتصال بالدفاع المدني والتحقيق في أسباب نشوب الحريق، حيث أظهرت التقارير الأولية وفاة طفل رضيع وإصابة اثنين آخرين كنتيجة لذلك'.
وتابعت في بيان تلقت 'وفا' نسخة عنه:، 'قامت 'الأونروا' على الفور بتوفير مستشار نفسي في مركز الإيواء للمساعدة'.
وأضافت في بيانها 'بالنسبة للأونروا، فإن أمن وسلامة النازحين في مراكز الإيواء التي تديرها أمر بالغ الأهمية، وقد قامت الوكالة مؤخرا بإعطاء تدريب عن إجراءات السلامة شملت أيضا موظفي مراكز الإيواء في بلدة بيت حانون، وكذلك تم فحص شبكات الكهرباء في مراكز الإيواء لتعزيز السلامة داخلها'.
وكانت 'الأونروا' أعلنت مؤخرا، عن وقف تقديم المساعدات المالية للمدمرة بيوتهم في قطاع غزة أو بدل إيجارات بسبب نقص التمويل.