سفير فلسطين ليلي شهيد

طالبت سفير فلسطين لدى الاتحاد الاوروبي، بلجيكا ولوكسمبورغ، ليلى شهيد، النواب الفيدرالين البلجيكيين، بالتحرك لدفع اسرائيل لاحترام القانون الدولي بما في ذلك قيام دولة فلسطين المستقلة على الاراضي المحتلة في حزيران 1967، طبقا لقرار الشرعية الدولية.

جاء ذلك خلال جلسة رسمية، ظهر اليوم الثلاثاء، في مقر البرلمان الفيدرالي في العاصمة بروكسل بدعوة  من لجنة العلاقات الخارجية.

ورحب رئيس اللجنة النائب الاشتراكي ديرك فان دير مايلان بسفير فلسطين مشيرا إلى أن هذا الاجتماع الأول من نوعه للجنة العلاقات الخارجية، التي تشكلت حديثا بعد الانتخابات التشريعية والاقليمية في بلجيكا  في مايو الماضي، والذي ستتبعه جلسة أخرى مع وزير الخارجية والتجارة الخارجية البلجيكية وأخرى مع السفير الاسرائيلي في بروكسل.

وقالت شهيد، وبلهجة صريحة ومباشرة، إنها مستغربة بشدة للسرعة التي تمت فيها اتخاذ سلسة من العقوبات، بأشكال مختلفة ضد روسيا فيما يتعلق بالوضع الاوكراني، من قبل دول الاتحاد الاوروبي، في الوقت الذي لا تحرك فيه ساكنا هذه الدول، بشكل عملي، ضد إسرائيل لانتهاكاتها المستمرة للقانون الدولي منذ 47 عاما باحتلالها للأرض الفلسطينية وضمها لمدينة القدس وبنائها للمستوطنات والجدار.

ووجهت سفير فلسطين السؤال مباشرة لنواب الشعب البلجيكي إذا ما كان نتنياهو وحكومته المتطرفة، سيعبأان بالبيانات الخجولة التي تصدرها الدول الأوربية وبرلماناتها والمجردة من اي ضغط حقيقي، ازاء الانتهاكات الصارخة التي ترتكبها حكومات الاحتلال الاسرائيلي بحق القانون الدولي وتشريعاته ومواثيقه والتي كان آخرها العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة.

واستعرضت سفير الدبلوماسية الفلسطينية في اوروبا بالتفصيل من خلال جدول تم عرضه على شاشة اليكترونية ن حجم الخسائر بالأرواح والممتلكات الناتجة عن حرب إسرائيل الاخيرة ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، واضعة اياهم في مخطط تنفذه حكومة تل ابيب، لضرب حكومة الوفاق الوطني الفلسطيني أولا ولعزل قطاع غزة عن الضفة الغربية تمهيدا لإجهاض  قيام دولة فلسطين على ارض فلسطين المحتلة عام 1967، بما في ذلك القدس الشرقية، كما بينت في جدول آخر الوجه الآخر للعدوان الاسرائيلي في الضفة الغربية والمتمثل في الاستيطان في القدس الشرقية وبيت لحم، والذي يمنع فعلا أي تواصل جغرافي لقيام دولة فلسطينية ويحول ما تبقى من الاراض الفلسطينية لكنتونات ومعازل شبيهة بنظام الابارتهيد الذي كان سائدا في جنوب افريقيا.

واعتبرت شهيد أن غياب أي تحرك فعلي للمجتمع الدولي وبخاصة من قبل الاتحاد الاوروبي والذي يملك أدوات ضغط حقيقية بوصفه الشريك الاقتصادي الاول لإسرائيل، سيضعف من استراتيجية السلام التي انتجتها منظمة التحرير الفلسطينية وحتى قبل اتفاقية اوسلو بخمس سنوات، عندما  نادت بشكل رسمي في عام 1988 بحل الدولتين، الأمر الذي سيقوي من حجج كل القوي الراديكالية في المنطقة والتي لا ترى إلا في العنف طريقا للتعامل مع الصراع العربي الإسرائيلي، والتي تحاول استغلال تواطؤ المجتمع الدولي مع الاحتلال الإسرائيلي، لتحقيق مآرابها الخاصة، مؤكدة أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي ينذر بأخطار جسيمة ليس على السلام والآمن في منطقة الشرق الاوسط فحسب، بل على العالم أجمع.

كما تناولت جهود الرئيس محمود عباس في تشكيل حكومة الوفاق الوطني وفي سعيه المتواصل، منذ أن كان رئيسا للوزراء للسلطة الوطنية الفلسطينية،  لضم كل القوى السياسية الفلسطينية، بما فيها حركتي حماس والجهاد الاسلامي لمنظمة التحرير الفلسطينية بوصفها الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني وقائدة نضاله نحو الحرية الاستقلال والمستند لقرارات الشرعية الدولية.

وردت سفير فلسطين على كافة الاسئلة والملاحظات التي طرحتها جميع المجموعات السياسية في البرلمان، ودعت كافة المؤسسات السياسية البلجيكية للعمل على وضع آليه تقود إلى رفع الحصار عن قطاع غزة وتقديم المساعدات الطبية والانسانية العاجلة، كما وجهت التحية لممثلي المجتمع المدني وحركات التضامن البلجيكية والذي تواجدوا بكثرة كمراقبين في اجتماع لجنة العلاقات الخارجية والذي استمروا في الحوار مع السفير شهيد، في سابقة  تعتبر الاولى من نوعها في اجتماعات البرلمان البلجيكي.

واعتبرت ان مثل هذه الهيئات الاهلية المتضامنة مع الحق الفلسطيني تمثل الضمير الانساني الاوربي في نصرة حقوق الانسان وقيم العدالة والحرية التي تنادي بها أوروبا.

وفا