القدس المحتلة – وليد أبوسرحان
يدرس جيش الاحتلال الإسرائيلي إلغاء التجنيد الإلزامي الذي ظل معمولًا به منذ قيام إسرائيل عام 1948 على أنقاض الشعب الفلسطيني، في ظل تراجع المخاطر الاستراتيجية التي تهدد إسرائيل في ظل تفكك الجيوش العربية المعادية وفق الوصف الاسرائيلي وخاصة الجيشين السوري والعراقي.
وأكدت مصادر إسرائيلية الأحد بأن وثيقة داخلية عن مركز دراسات السلوك في الجيش الاسرائيلي توصي الجيش بالاستعداد لتغييرات في نموذج التجنيد وإلغاء التجنيد الإلزامي في إسرائيل، على خلفية البحث الجماهيري المتصاعد في هذا الشأن.
وتقضي الوثيقة بأنه "على الجيش الاسرائيلي أن يستعد لهذا السيناريو استنادًا إلى ما يجري في الجيوش الأخرى. وحتى لو كانت التغييرات في الحالة الإسرائيلية مختلفة عما في دول العالم، من الصعب الافتراض بأن النتائج الموقعة ستتجاوزه تمامًا".
وكان أعد الوثيقة د. يوفال بنزيمان، الباحث في شؤون الجيش والمجتمع الاسرائيلي، بناء على طلب مركز العلوم السلوكية ونشره المركز في كانون الثاني/يناير من هذا العام. وفي أيلول/سبتمبر الماضي، في يوم دراسي عقدته شعبة القوى البشرية في هيئة الاركان بمشاركة كبار رجالات الشعبة، بمناسبة اعتزال رئيسة الشعبة السابقة، اللواء اورنا بربيباي، عقد نقاشًا في بحث د. بنزيمان بعنوان "المرحلة الانتقالية من الجيش الإلزامي الى جيش المتطوعين بالأجر – منظور مقارنة مع جيوش أجنبية".
وأكدت رئيسة مركز الدراسات السلوكية، العقيدة روني تمير، التي عرضت بحث بنزيمان في يوم دراسي، أنه توجد "مؤشرات دالة" على إمكانية إحداث تغيير حقيقي في نموذج التجنيد في إسرائيل وان على الجيش الإسرائيلي أن يستعد لذلك وأن يتعلم من التجربة المتراكمة لدى الجيوش الغربية في هذا المجال.
وعقد رئيس شعبة القوى البشرية الجديد، اللواء حجاي توبولنسكي أخيرًا ورشة عمل استراتيجية للشعبة، بمشاركة خبراء من خارج الجيش الاسرائيلي، للبحث في اتجاهات تطور محتملة. ومع ذلك لا توجد مؤشرات على أن الجيش نفسه سيحاول الدفع في اتجاه تغيير النموذج.