القدس ـ فلسطين اليوم
في خطوة وُصفت بالمُفاجئة، ونتيجة ضغط أردني ودولي، بدأت اليوم الأربعاء (3/9) عملية تفكيك الجسر الخشبي الذي بُني على مدخل باب المغاربة المسجد الأقصى عبر بوابة المغاربة، وذلك بعد أسبوعين من بنائه.
وذكر موقع صحيفة 'هآرتس' اليوم الأربعاء، أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، أصدر تعليمات تقضي بتفكيك الجسر، وذلك في أعقاب ضغوط شديدة من الأردن.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول 'إسرائيلي' قوله إن الجسر قد أقيم بناء على قرار جهات محلية غير مخولة، وبدون إطلاع المستوى السياسي على ذلك وبدون مصادقته.
وأضاف المسؤول نفسه-حسب الصحيفة- أن مكتب رئيس الحكومة ناقش قضية الجسر مع بلدية الاحتلال في القدس، ومع جهات في إدارة ما أسماه 'حائط المبكى'. كما أشار إلى أن رئيس الحكومة علم بالقضية في أعقاب احتجاج الحكومة الأردنية والقصر الملكي في الأردن.
وقال أيضا إن الأردن بعثت بعدة رسائل عن طريق قنوات دبلوماسية، وعن طريق وزارة الخارجية وقنوات أخرى، اعتبرت فيه أن إقامة الجسر المؤقت يخلق حساسيات كثيرة في المملكة، وقد يمس باستقرارها، خاصة وأن هناك جهات في الأردن تسعى لاستغلال الحدث للادعاء بأن 'إسرائيل' تحاول إجراء تغييرات في ساحة المسجد الأقصى. على حد قول المسؤول نفسه.
وجاء أنه في ظل التوجهات الأردنية، وفي ظل حقيقة أن هناك شكوكا بشأن ضرورة إقامة الجسر المؤقت، ومع الأخذ بعين الاعتبار أن إقامته تمت بدون تنسيق أو مصادقة رئيس الحكومة، فقد تقرر تفكيك الجسر.
وقال المسؤول 'الإسرائيلي' أيضا إن 'كل منطقة 'حائط المبكى' تقع تحت مسؤولية رئيس الحكومة بسبب حساسية الموقع، وأن 'إسرائيل' تتجنب وضع تتهم فيه 'إسرائيل' بإشعال الشرق الأوسط'.
تجدر الإشارة إلى أن قضية جسر باب المغاربة بدأت في العام 2004، وذلك بعد انهيار الطريق القديمة، لعدة أسباب بينها الهزة الأرضية والأحوال الجوية والحفريات المتواصلة من الاحتلال.
وفي أعقاب ذلك سارع الاحتلال إلى إقامة جسر خشبي مؤقت يستند إلى أعمدة حديدية يمكن استخدامها مستقبلا لبناء جسر ثابت من الحجارة يستخدم للوصول إلى ساحة المسجد الاقصى، سواء من قبل المستوطنين أو من قبل قوات الاحتلال في حال وقوع مواجهات في ساحات الاقصى.
وفي حينه أثار المخطط انتقادات دولية حادة، بادعاء أن 'إسرائيل' تقوم بتغيير الوضع الراهن في ساحة المسجد الأقصى، وأن هدف الخطة هو السيطرة على ساحة الأقصى والمس بالمساجد، ولوحت الأردن ودول أخرى بأزمة سياسية.
في حينه، قرر مهندس بلدية الاحتلال في القدس أن الجسر غير آمن ويجب تفكيكه. وفي نهاية المطاف قررت حكومة الاحتلال، في أعقاب الضغوط الدولية والتخوف من اندلاع المواجهات، حفظ خطة إقامة الجسر الدائم الجديد، والاكتفاء بترميم وتقوية الجسر المؤقت، علما أن سلطة آثار الاحتلال تقوم بإجراء حفريات تحت الجسر.
وقبل أسبوعين كشفت صحيفة 'هآرتس' أنه تم بناء جسر خشبي آخر تحت الجسر الدائم، وذلك بهدف استبدال القائم إلى حين يسمح الوضع السياسي والأمني بإقامة الجسر الثابت. وقد أقيم الجسر من قبل ما يسمى بـ'الصندوق لتراث حائط المبكى'، ونفذت العمل سلطة آثار الاحتلال.