الناصرة – هديل إغبارية
شكّلت الميزانية الإسرائيلية وتقسيماتها، العنصر الأكثر تفجيرًا في خلافات الأحزاب المشاركة في ائتلاف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووصلت إلى حدّ التهديد بالطلاق من جانب أكثر من حزب في الحكومة وأكثرها جدية حزب "ييش عتيد"، أي "يوجد مستقبل"، برئاسة وزير المالية، يوسف لبيد.
وبدأ الأخير اتصالات مع عدّة كُتل في المعارضة؛ للتمهيد لانسحاب حزبه من الحكومة، ومحاولة نيّل موافقتها على ترؤسه للمعارضة بدل زعيم حزب العمل يتسحاق هرتسوغ.
والتقى يعكوف بيري من حزب لبيد، مع أعضاء الكنيست العرب مستكشفًا رأيهم في ترؤس لبيد للمعارضة لدى انسحابه من الائتلاف.
واعتبر محللون إسرائيليون هذه الاتصالات المكشوفة ضغطًا على نتنياهو للموافقة على رؤية لبيد للميزانية وتقسيماتها بين مختلف القطاعات؛ حيث أنَّ نتنياهو ولبيد فشلا في التوصل إلى تفاهم بشأن الميزانية، وخاصة حول الأمن؛ حيث يصر لبيد على اقتطاع جزء من ميزانية وزارة الدفاع، في حين يرى نتنياهو أنَّ إسرائيل بحاجة إلى اقتصاد قوي وأمن قوي وهذا يستلزم عدم المسّ بالمخصّصات الدفاعية، التي أثبتت حرب غزة ضرورة تمتينها.
وأكد النواب العرب أنَّ يعكوف بيري التقاهم لحشد تأييد لترؤس زعيمه لبيد للمعارضة، لكنهم لم يخفوا أنَّ ما يفعله ليس سوى مناورة للضغط على رئيس الحكومة لتليين موقفه.
واستبعد هؤلاء النواب خروج لبيد من الحكومة التي توفّر لحزبه عدّة وزارات، تمكّنه من المحافظة على قوة الحزب خلال الانتخابات المُقبلة، في حين أنَّ انضمامه إلى المعارضة يحرمه من هذه الامتيازات ما قد يقود إلى ذوبان حزبه كما حدث في ظواهر مشابهة في الماضي.
ورفض وزير الخارجية الإسرائيلي، الذي يرأس حزب "إسرائيل بيتنا"، أفيغدور ليبرمان، تشكيل ائتلاف حكومي جديد، على أرضية الخلاف حول الميزانية، مؤكدًا: " في عصر الهزّة الأمنية في الشرق الأوسط، فإنَّ إضافة هزّة سياسية أمر غير مسؤول ولن نوافق على أي تغيير".
وتابع الوزير الإسرائيلي المُتشدّد بأنَّه يفضل اللجوء إلى الانتخابات المُبكرة بدلًا من تشكيل ائتلاف جديد في حال فشل الحكومة