أسلحة حزب الله اللبناني

تواصل الساحة السياسية والأمنية في إسرائيل طرح الكثير من التساؤلات بشأن أسلحة حزب الله اللبناني ومقدرتها على ضرب جميع المواقع في فلسطين التاريخية، لاسيما وأنَّ الأمين العام للحزب، حسن نصر الله، كشف أخيرًا عن امتلاك صواريخ الفاتح الإيرانية.

وكان نصرالله كشف، خلال مقابلة مطولة بثتها قناة "الميادين" اللبنانية، مساء الخمس الماضي، عن امتلاك الحزب صاروخ "الفاتح 110" إيراني الصنع منذ العام 2006 وهو صاروخ قادر على ضرب سلسلة من الأهداف والمنشآت الإسرائيلية الاستراتيجية، الأمر الذي أدى إلى طرح الكثير من الأسئلة الإسرائيلية مثل: ماذا أراد حسن نصر الله أنَّ يقول؟ وهل امتلك حزب الله سلاحًا "سريًا جديدًا" حتى كشف عن هذا الصاروخ؟ أسئلة طرحها المحلل العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت" روني ببن يشاي عبر تحليل مقتضب نشرته الصحيفة، السبت.

وذكر يشاي أنَّ الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية لم تتفاجئ من إعلان حسن نصرالله كونها على علم بهذه الحقيقة منذ زمن.

ويعتبر صاروخ "الفاتح 100" من الصواريخ طويلة المدى وهو من تصميم وإنتاج إيران ومخصص لتلبية الاحتياجات التكتيكية، ويوصف بأنه أحد أكثر النماذج الصاروخية الإيرانية نجاحًا لذلك أنتجت إيران وصممت على الأقل أربعة نماذج من هذا الصاروخ كل نموذج منها أكثر دقة وأشد تدميرًا وأبعد مدى من النموذج الذي سبقه وتحمل النسخة الرابعة من هذا الصاروخ رأسًا متفجرًا يزن 450 كغم من المواد المتفجرة ويصل إلى مسافة 300 كلم ويمكنه إصابة الهدف بدقة لا تتعدى العشرة أمتار عن الهدف وصاروخ من هذا الطراز سيعرض البنية التحتية الإسرائيلية لخطر شديد مثل معامل التكرير في حيفا ومقر القيادة العسكرية "الكرياه" في تل أبيب وكذلك المطارات في الشمال والوسط.

ولهذه الصواريخ أيضًا أفضلية أخرى؛ إذ يمكن وبسبب مداها البعيد إطلاقها من عمق الأراضي اللبنانية الشمالية تلك المنطقة التي سيجد سلاح الجو صعوبة في الوصول إليها بالسرعة المطلوبة، وهناك أيضًا توجد بطاريات صواريخ أرض- جو التي يمتلكها حزب الله والتي حصل عليها من سورية لحماية منصات وأماكن إطلاق هذه الصواريخ، لكن هناك واحد يمكنه أنَّ يهدأ إسرائيل وهو أنه وبسبب ثقل هذه الصواريخ يجب كشفها وإظهار منصاتها حتى يتم إطلاقها ما يكشفها ويعرضها لهجمات الأسلحة فائقة الدقة التي تمتلكها إسرائيل والتي يتم إطلاقها من الجو ومن الأرض.

ويذكر يشاي: "لم يتم تجهيز وملائمة "القبة الحديدية" لاعتراض صواريخ يتم إطلاقها من هذه المسافة البعيدة وذلك بسبب سرعة هبوطها نحو أهدافها الكبيرة، ومع ذلك يمكن لمنظومات الدفاع الصاروخي التي لا زالت قيد التطوير مثل "العصا السحرية " أنَّ تعترض وتسقط بسهولة صاروخ "الفاتح 110" لكن هذه المنظومة لن تنتقل إلى المرحلة العملية وتصبح جزءًا من منظومة الدفاع الإسرائيلية قبل نهاية العام الجاري على الأقل وصاروخ الفاتح 110 لا يمكنه أنَّ يكون السلاح الذي يحسم المعركة لصالح حزب الله لكنه قادر إلى إلحاق أذى كبير بسبب رأسه المتفجر الثقيل ودقته الكبيرة".

وأضاف يشاي: "يبدو أنَّ هدف المقابلة التي منحها نصرالله لقناة "الميادين" هو ردع إسرائيل عن مهاجمة قوافل وإرساليات صواريخ "الفاتح 110" الجديدة التي قد تصل من إيران عبر سورية وتحديدًا إرساليات النسخة الرابعة من هذا الصاروخ التي قد تصل من إيران جوًا إلى سورية ومنها إلى حزب الله، لذلك أراد نصر الله أنَّ يردع إسرائيل ويمنعها من مهاجمة هذه الإرساليات عبر القول بأنه يمتلك صواريخ "الفاتح 110" منذ فترة طويلة والتهديد باستخدام هذا السلاح، ويمكن القول بأن الوضع العام لم يتغير وكلام نصر الله لا يشير كما يبدو إلى نيته تغيُّر هذا الوضع بل على العكس يهدف إلى الحفاظ عليه".

واختتم بن يشاي تحليله قائلاً: "أشكك تمامًا بالتقديرات القائلة أنَّ نصر الله كان يقصد حين تحدث عن السلاح "السري" صواريخ "الفاتح 110" بل يبدو أنه قصد شيئًا آخرًا لم يعط عنه تفاصيل لكن يمكن القول بأنه لا يوجد في إسرائيل حتى الآن تقديرات متفق عليها تتعلق بمقاصد ونوايا الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله".