تصاعد اعتداءات المستوطنين

شهدت الأرض الفلسطينية في الآونة الأخيرة تصاعدا في العمليات الارهابية من قبل المستوطنين؛  من قتل واطلاق نار وخطف واحتجاز فلسطينيين ومتضامين أجانب والتنكيل بهم، إضافة الى إحراق أماكن عبادة اسلامية ومسيحية في الضفة  والقدس وأراضي 48.

جريمة حرق عائلة دوابشة في دوما جنوب نابلس، وخطف الطفل محمد أبو خضر في القدس المحتلة وحرقه حيا عقب ذلك، وشنق السائق الفلسطيني يوسف الرموني في موقف الحافلات بالقدس، أكثر المشاهد قسوة على الإنسانية، والتي كانت الأبرز خلال العامين الماضيين.

غالبية التقارير التي ترصد حقوق الانسان وانتهاكات الاحتلال في الأرض الفلسطينية، أكدت على 'تصاعد جرائم المستوطنين بحق المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم في السنوات الأخيرة.

وحسب تقرير لمعهد الأبحاث التطبيقية في القدس (أريج)، رصد انتهاكات المستوطنين من حزيران 2014 حتى أيلول 2015، فان المستوطنين نفذوا (1018) اعتداء، منها (208) اعتداء على المدنيين والتي يندرج في إطارها الضرب، الاستهداف بآلات حادة ومحاولات خطف، إضافة الى (16) جريمة لما يسمى بـ' تدفيع الثمن'، و(321) اعتداء على الأماكن الدينية والتاريخية ...الخ.

ريف نابلس الجنوبي الذي يعتبر مسرح الجرائم الأكبر لاعتداءات المستوطنين، شهد العديد من الاعتداءات ومحاولات القتل والخطف من قبل المستوطنين، إضافة الى المناطق المحاذية للمستوطنات في الخليل وبيت لحم ورام الله وغيرها.

صباح  اليوم الأحد، حاول مستوطنون اختطاف مواطنين اثنين، على مدخل قرية بورين جنوب نابلس، عقب ملاحقتهم، حسب ما أفاد به مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة الغربية، غسان دغلس.

وأشار الى ان أنها ليست المرة الأولى التي يحاول المستوطنون اختطاف الفلسطينيين، أو احتجازهم لفترات طويلة، لافتا الى ان العام 2012 شهد اختطاف 4 مواطنين قرب مستوطنة 'حومش' المخلاة على الطريق الواصل بين جنين ونابلس،  وتم الافراج عنهم، وثم اختطاف شابين خلال رعيهما الماشية بالقرب من مستوطنة 'حومش' ، عام 2014 ، إضافة الى احتجاز شبان من بلدة عقربا جنوب مدينة نابلس بداية العام 2015.

وحذر دغلس من مغبة ارتكاب جرائم قتل واختطاف من قبل المستوطنين، والإقدام على إحراق دور عبادة في الأرض الفلسطينية.

وقال دغلس: 'إن اعتداءات المستوطنين مستمرة ضد الفلسطينيين، والتي كان آخرها استشهاد الشاب فضل محمد عوض القواسمي (18عاماً)، يوم الجمعة،  بعد أن اطلق مستوطن النار عليه في شارع الشهداء وسط مدينة الخليل، عدا عن القيام بمحاولات خطف واحتجاز لعدد من الفلسطينيين خاصة الذين يتواجدون في مناطق زراعية وقريبة من المستوطنات.

وذكر أن المستوطنين يقومون بجرائم وبنيّة القتل المتعمد كما حدث مع عائلة دوابشة، ومع الطفل ابو خضير في القدس المحتلة واختطافه وحرقه على أيدي المستوطنين العام الماضي، إضافة إلى احتجاز مواطنين وإلصاق التهم بهم واعتقالهم عقب تدخل قوات الاحتلال.

هذه الأوضاع حولت حياة الفلسطينيين الى جحيم لا يطاق، وأصبحت من أولويات المواطن الفلسطيني التعرف قبيل تحركه من مدينة الى أخرى، وحتى بين بعض المناطق في المحافظة ذاتها على تحركات المستوطنين وانتشارهم، وذلك لتحديد الطرق التي سيسلكها للوصول الى مقصده تفاديا لأي اعتداء قد يعرض حياته وحياة أسرته للخطر.