تدفئة بديلة وتفاقم معاناة المشردين في غزة

تحلقت أسرة عبد القادر النابلسي حول موقد نار وسط بيته في مخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة ليمنحهم بعض الدفء في ظل الأجواء الباردة التي تسود البلاد.

ويمد أطفال النابلسي أيديهم الصغيرة حول اللهب ليمنحهم قليلا من الدفء في ظل انقطاع التيار الكهربائي عن بيتهم لأكثر من ثماني ساعات يوميا.

يقول فؤاد (14 عاما) إنه في ظل انقطاع التيار الكهربائي وشدة البرد، يشعل والده موقد الحطب ليمنحهم بعض الدفء، فالأجواء شديدة البرودة في بيتهم الذي يغطي نصف سقف "الاسبست".

ويعاني سكان قطاع غزة (1.9 مليون نسمة) من انقطاع التيار الكهربائي منذ أكثر من عشر سنوات ما يفاقم أوضاعهم الحياتية في ظل الحصار الإسرائيلي.

وأشار فؤاد الى أن والده يرسله يوميا مع إخوته الأطفال إلى الشوارع والسوق لجمع قطع الأخشاب والكرتون لاستخدامها للتدفئة.

ودفعت الأجواء الباردة التي تسود قطاع غزة الكثير من الغزيين الى الاعتماد على طرق تدفئة بديلة في ظل انقطاع التيار الكهربائي عن منازلهم لساعات طويلة.

يقول النابلسي (55 عاما) إنه في ظل هذه الأجواء الباردة لا يجد وسيلة سوى موقد النار لتدفئة أسرته المكونة من سبعة أفراد معظمهم أطفال، منوها الى أن انقطاع الكهرباء يزيد من معاناة أسرته الفقيرة أصلاً.

وما فاقم من معاناة سكان الشريط الساحلي هو تواصل أزمة غاز الطهي منذ شهر تقريبا.

وفي هذا الصدد يقول النابلسي: "أنا غير قادر على شراء مدفأة تعمل بالغاز غير المتوفر أصلاً"، مشيرا الى أن زوجته في بعض الأحيان تقوم بإعداد الطعام على نار الحطب.

ويشهد قطاع غزة كباقي محافظات الوطن أحوالا جوية شديدة البرودة، أدت الى تفاقم معاناة سكان المناطق الحدودية المدمرة شمال وشرق القطاع، لا سيما في مناطق خزاعة والشجاعية وبيت حانون.

واشتكى أبو أحمد الكفارنة (45 عاما) من سكان بيت حانون شمال قطاع غزة من أن أسرته تعيش في "ثلاجة"، في إشارة الى البيت المتنقل "الكرفان" الذي يقطنونه منذ أكثر من عام ونصف.

وأضاف الكفارنة وهو رب أسرة من أربعة أفراد: "منذ انتهاء العدوان الإسرائيلي عام 2014 ونحن نعاني من السكن في هذه البيوت، وخاصة في فصل الشتاء حيث تغمرها مياه الأمطار، علاوة على صوت الرياح التي تضرب الصفيح ويكاد يطير من شدتها"، مؤكدا أن ما يزيد هذه المعاناة هو عدم وجود وسائل تدفئة في ظل انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة.

وفي هذا الصدد، قال مدير شبكة المنظمات الأهلية في غزة أمجد الشوا: "لليوم الثالث على التوالي ما زال المنخفض الجوي يضرب المنطقة بما في ذلك قطاع غزة المحاصر والذي يعيش جملة من الأزمات المركبة بسبب تداعيات العدوان الإسرائيلي والحصار المتواصل والانقسام".

وأكد الشوا لـ"وفا"، "أن برودة الطقس والأمطار الغزيرة ضاعفت معاناة الغزيين، وخاصة آلاف الأسر التي شردها العدوان الإسرائيلي الذي دمر منازلها وتعيش في بيوت متنقلة مصنوعة من الصفيح، وأخرى تقطن تحت أجزاء من ركام بيوتها المدمرة".

ودعا الشوا إلى وضع حد لمعاناة المشردين عبر التسريع بإعمار بيوتهم المدمرة، وكذلك ضرورة وفاء المانحين بتعهداتهم التي قطعوها على أنفسهم في مؤتمرهم الأخير بمدينة شرم الشيخ المصرية.

وأدت الرياح الشديدة التي ضربت قطاع غزة إلى تطاير أسقف بعض المنازل في مخيمي النصيرات والمغازي وسط قطاع غزة. كما غمرت المياه الطرق والشوارع والمناطق المنخفضة في جميع محافظات قطاع غزة، الذي أعلنته بلدياته حالة الطوارئ.