قوات الاحتلال الإسرائيلي

يجمع المحللون والسياسيون، على أن رفع الحصار الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، وليس تخفيفه فقط هو مطلب وطني لا محل للجدال فيه، بشرط عدم الوقوع في الفخ الإسرائيلي بتكريس واقع الانقسام.

وتأتي هذه التحذيرات، عقب كشف صحيفة 'هآرتس' العبرية، النقاب عن قيام ضباط في الجيش الإسرائيلي بتقديم توصيات لوزير الجيش بفتح المعابر بين غزة ودولة الاحتلال، وتخفيف الحصار عن قطاع غزة، للمساهمة في الحفاظ على الهدوء لفترة زمنية طويلة مع قطاع غزة.

ويقول الأمين العام لحزب الشعب الفلسطيني بسام الصالحي لـ'وفا'، إن فك الحصار الإسرائيلي الظالم على أهلنا في قطاع غزة، وليس مجرد تخفيفه هو محل اجماع الكل الفلسطيني، ولكن ان يقوم الاحتلال بهذا الاجراء بمعزل عن السلطة الوطنية، هو امر دافعه الحقيقي تكريس الانقسام، وخلق واقع سلطتين منفصلتين اولهما بالضفة والثانية في القطاع.

ويضيف الصالحي هذا الأمر يملي علينا جميعا خاصة حركتي فتح وحماس، تنحية الخلافات والانقسامات، ومواجهة خطط الاحتلال لتكريس وتجذير الانقسام، وتفعيل دور حكومة وحدة وطنية جامعة.

ويشير المحلل السياسي أحمد رفيق عوض إلى أن هذا المخطط الاسرائيلي، هو جزء من الرشوة الاقتصادية للقطاع، على نمط الرشوة الاقتصادية للضفة، بدلا من الوصول الى حل سياسي دائم ضامن لكافة الحقوق.

ويرى عوض أن لهذا المخطط أبعادا تكرس الانقسام الداخلي الفلسطيني، وتستبدل الحل السلمي السياسي بالاقتصادي، مضيفا 'ولربما هو جزء من محاولة عبر وسطاء إقليميين للفصل التام والنهائي بين الضفة الغربية وقطاع غزة.

ويعتبر عوض أن هذا الإجراء هو التفاف على المطلب الوطني برفع الحصار بشكل حقيقي، واعادة اعمار ما دمرته الحرب الاسرائيلية في القطاع، ليظهر وكأنه تنازل فيما حقيقة ان كل المطالب الوطنية والسياسية، وغيرها لأهلنا في القطاع هي استحقاق.

بدوره، يقول المحلل السياسي عبد المجيد سويلم ان هذه الصفقة التي تأتي بجهد إقليمي، هي رؤية إسرائيلية لضرب المشروع الوطني الفلسطيني من جهة، ولاتقاء أي حرب او مواجهة مع الجبهة الجنوبية للتفرغ الى جبهات اخرى، وهذه توصية جادة لعقد صفقة وليس مجرد تسريبات او اخبار صحفية.

ويضيف سويلم، عدا ما ذكر من تبعات لهذه الصفقة فإن اسرائيل ستخضع كل ما يدخل للقطاع لرقابة شديدة وستمنع أي تسلح، وهي خطوة لن تعني أي تنمية في القطاع على الصعيد الاقتصادي، انما الخبز فقط، وهي تعني ربح 100% لإسرائيل، فيما خسارتها منها هي صفر.

وحذر سويلم من تغليب الفئوية العقائدية على الانتماء الوطني، والتستر وراء ما هو انساني لتنفيذ ما هو فئوي.