رام الله ـ فلسطين اليوم
أنهى مهندسو المجلس الاقتصادي الفلسطيني للتنمية والاعمار 'بكدار' في غزة، وبالتشارك مع الجهات ذات العلاقة، خطة شاملة لإعادة اعمار قطاع غزة من الدمار الذي سببه العدوان الإسرائيلي الأخير وكل ما سبقه من حروب عاشها القطاع، مستندة الى زيارات ميدانية لحصر الخسائر.
وخلصت الوثيقة التي عرضت في مؤتمر صحفي عقد في مقر المؤسسة في رام الله، اليوم الخميس، بحضور رئيس المجلس محمد اشتية الى أن التكلفة الاجمالية لعملية اعادة اعمار وتنمية غزة تصل لـــ7.8 مليار دولار، بحيث رُصد مبلغ 450 مليون دولار للحاجات الاغاثية العاجلة، وقدرت الخسائر المباشرة وغير المباشرة للعدوان الاخير بــ4.4 مليار دولار، في حين وضعت ميزانية بقيمة 3.02 مليار دولار للحاجات التنموية، بما يشمل الميناء ومحطة تحلية المياه وغيره.
وحرصت الوثيقة على وضع آلية لربط عملية اغاثة سكان القطاع بعملية اعادة الاعمار بعملية التنمية لضمان الاستفادة من الاموال التي ستقدم لتنفيذ مشاريع اعادة الاعمار بما يخلق تنمية مستدامة تعالج مشاكل البطالة والفقر في القطاع.
وأوصت الوثيقة برفع الحصار التام عن القطاع لاستعادة حرية الحركة والتنقل وبالتالي تمكين الاشخاص والبضائع والخدمات من الدخول والخروج من والى القطاع، وثانيا شمولية المشاركة في عملية اعادة الاعمار بحيث يتم تكليف الجهات ذات الاختصاص بتنفيذ العملية كاملة، واخيرا توفير التمويل اللازم بسرعة خاصة لمرحلة الاغاثة.
وقال اشتية إن العدوان على غزة غير مسبوق، فغزة منكوبة وحجم الدمار كبير وهي اليوم تحتاج الى اغاثة عاجلة تشمل توفير المأوى وايصال الكهرباء والمياه الصالحة للشرب وفتح المعابر ورفع الحصار بشكل فوري لتبدأ عملية اعادة الاعمار لتشمل جميع نواحي البنى التحتية بدءا من بيوت المواطنين والمؤسسات العامة ومرافق القطاع الخاص ومنشاته والمرافق العامة، وصولا الى البدء بالتنمية المستدامة لتوفير فرص عمل ونسب نمو مرتكزة الى توسيع القاعدة الانتاجية في القطاع.
وأوضح ان اسرائيل هدفت من عدوانها الاخير الخروج من مأزقها السياسي، وجرنا الى مربع أمني، والعالم ادرك ذلك ولامها على موقفها من وقف المفاوضات والاستيطان.
وبين ان انجاز الاعمار في ظل كل هذه المعطيات يتطلب رفع الحصار عن غزة والسماح للبضائع والخدمات والمواطنين بالحركة وعودة عمل سلطة الوطنية على الارض كذلك توفير التمويل في الوقت المناسب وبرامج خلق فرص عمل، موضحا أن القطاع يحتاج الى ميناء ومطار وتوفير مناطق صناعية ومحطة لتحلية مياه البحر سيما وان الوضع المائي كارثي بكل المقاييس.
وقال : نأمل أن تركز المفاوضات القادمة على الممر بين الضفة وقطاع غزة وانهاء الاحتلال ضمن جدول زمني، فلا نريد الحديث عن ترتيبات امنية والافكار المقدمة من طرفنا تقول انه يجب عدم استمرار الامر الواقع ونحن نريد من المجتمع الدولي مساعدتنا في هذا الاطار .
وشدد اشتية على ضرورة الانتقال من حكومة التوافق الى مرحلة انهاء الانقسام بحيث تتوحد الجهود في مواجهة التحديات فنحن نريد وحدة الجغرافيا والمؤسسة وكرامة شعبنا وانهاء الاحتلال
ولفت الى ان الهجمة الاستيطانية في الضفة تعني ان هجوم الاحتلال هو هجوم على كل الارض الفلسطينية في الضفة والقطاع .
واشار الى أن قطاع غزة يملك الكفاءات القادرة على أن تكون نموذجا تنمويا في حال رفع الحصار، مثمنا صمود اهلنا في القطاع امام آلة الحرب الاسرائيلية.