نابلس - آيات فرحات
عاش أهالي قرية كفر قدوم ما يزيد عن 3 سنوات من الصراع والمواجهات والاعتقالات مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي، حيث راهنت الأخيرة على إرادة أهالي القرية ومدى صمودهم.
تقع كفر قدوم شرق محافظة قلقيلية، أغلق الاحتلال مداخلها بحجج أمنية واهية، كباقي المدن والقرى الفلسطينية، ومنذ أن انتهت الانتفاضة فتحت معظم الحواجز الإسرائيلية إلا الشارع الرئيسي لهذه البلدة تركته مغلقًا ما دفع أهلها للبدء بمسيراتها الأسبوعية.
منذ البدء بهذه المسيرة عام 2011، حاول الإسرائيليون قمعها بكافة الأشكال والوسائل لديهم من خلال الغاز والرصاص المطاطي والحي، والاعتقالات والمداهمات الليلية، إلا أن الإصرار على الاستمرار بهذه المسيرة كان سلاح الفلسطينيين، والذي أجبر الاحتلال على البدء بطرح حلول لأهالي القرية.
وأشار المنسق الإعلامي لمسيرة كفر قدوم الأسبوعية خلدون أبو خالد إلى أن استمرار المواطنين في التمسك بأرضهم دفع الاحتلال إلى تقديم حلول جزئية كان منها أن يتم إنشاء بديل لهذا للشارع الرئيسي، وقد لاقي هذا الحل رفض الأهالي، فكان الحل الثاني أن يفتح بشكل جزئي، ولاقى رفضًا أيضًا.
وأضاف أبو خالد لــ"فلسطين اليوم" أنه في الآونة الأخيرة وصلنا من الارتباط الفلسطيني، أنه سيفتح الشارع للباصات العمومية وسيارات الإسعاف، وبعض السيارات الخاصة كمرحلة أولى، لفتح الشارع بشكل نهائي مع الأيام المقبلة.
وأكد أبو خالد أن "هذا الحل لاقى استحسان لدينا، لكن قلنا ما لم نرى تطبيق على أرض الواقع، بفتح الشارع لا يمكن أن تقف المسيرة، ورغم هذه الوعود خرجنا الجمعة الماضية وكانت مسيرة سلمية، وأبلغنا من خلال الارتباط استمرار المسيرة حتى فتح الشارع بشكل رسمي".
وعن الخسائر التي تكبدها أهالي القرية أوضح أبو خالد أنها أكثر من 170 معتقل تراوحت مدة اعتقالهم بين 4 شهور وعام كامل، وربع مليون شيكل غرامات على السكان، وشهيد مسن لاستنشاقه الغاز الإسرائيلي، و20 إصابة بالرصاص الحي، عدا عن المداهمات والإغلاقات والتكسير.
وأشار العضو في اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان صلاح خواجا لـ"فلسطين اليوم" أن كفر قدوم نموذج وجزء من نماذج المقاومة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان، فبعد عام 2002 وإعلان حكومة الاحتلال عن بناء الجدار في الضفة والقدس نشطت عدد من المواقع والبلدات الفلسطينية في مقاومة عملية بناء الجدار والاستيطان.
وأضاف خواجا أن البدايات تشكلت من شمال الضفة حتى مناطق الوسط والقدس والجنوب، وظهرت في عدد من المواقع تجارب شعبيه، واستمرت مثل نعلين وبلعين ضد الجدار، والمعصره وبيت آمر ضد الاستيطان، وكفر قدوم ضد الحواجز، وقرية العقبه وفي جيوس وبدرس وبورين وعراق بورين، وغيرها من المناطق.
وقد كانت كفر قدوم واحده من البلدات التي استمرت منذ ثلاثة سنوات بمسيرات أسبوعيه وبمشاركة كافة الفعاليات والقوى ورغم الاعتقالات الجماعية والإغلاق على البلدة وسياسة القمع المستمرة إلى أن كفر قدوم استمرت في احتجاجها على إغلاق الشارع الذي يعتبر متنفسها الرئيسي.
وأوضح خواجا أنه بسبب تواصل الاحتجاج بالمسيرات الأسبوعية بدء الاحتلال بتقديم مقترحات كما استعاد أهالي جيوس مئات الدونمات وتم هدم الجدار في بلعين وتحرير أكثر من ألف دونم وتواصلت المسيرات من أجل رفض سياسة بناء الاستيطان والجدار إضافه لإعادة الجدار لأكثر من 2500 دونم في نعلين وصادروا مثلها.
وباعتباره عضو في لجنة مقاومة الجدار والاستيطان، أضاف خواجا "نحن نعتبر أن نماذج المقاومة تحقق الكثير للشعب الفلسطيني، ومن أهم ما تحققه هو أن تكشف للعالم أن الجدار ليس فصل بين حدود المناطق الفلسطينية المحتلة عامي 48 و67 بل هي سياسة لتوسيع الاستيلاء على الأراضي التي أصبح خلف الجدار أكثر من 19% من أراضي الضفة".