رام الله - فلسطين اليوم
جلس الطفل محمد عليان (8 أعوام) على عتبة مسجد الجلزون حيث سجي جثمان الشهيد أحمد شراكة للصلاة عليه، محاولا حبس دموعه حزنا على استشهاد صديق عمره الذي قضى أمس برصاصة في عنقه في مواجهات مع الاحتلال على مدخل مدينة البيرة الشمالي .
عليان واحد من مئات الأطفال الذين ألقوا نظرة الوداع على صديقهم وابن مخيمهم الذي تقاسموا معه ذكريات طفولة لا تنسى، وقال:' كنا نلعب دائما على الكمبيوتر وكان دائما مبسوط وما كان يعمل مشاكل معنا، كان كثير منيح'.
وأضاف' كنا في السوق واتصل ابن خالي وأكد ان أحمد قد استشهد وبعدها ذهبنا الى المستشفى، وعندما رأيته واصلت تقبيله دون وعي وأنا أبكي وشعرت بالصدمة وكان أصدقاؤه أيضا كذلك '.
الطفل علي جوده (12 عاما) كانت عيناه تراقب الجميع كأنه يبحث عن شيء ثمين فقده بين آلاف المواطنين الذين احتشدوا لتشييع الشهيد أحمد، يحمل في يديه الصغيرتين علم فلسطين بانتظار موكب التشييع.
اليهود قتلوه وأطلقوا عليه الرصاص بشكل مباشر، لانهم بدهم يقتلوا الناس والأطفال، لذلك أصابوه في عنقه'. قال عليان، وتابع: 'أحمد كان لطيفا وكنا دوما نلتقي في قاعة اللجنة الشعبية ونلعب لكنه كان يحب الخروج في المسيرات من أجل الأقصى، وكان متأثرا بما يقوم به الاحتلال '.
الفتى بسام دويك، كان صديقا مقربا للشهيد وكان على مقربة منه لحظة إصابته، وكانا يقضيان أوقاتا طويلة معا في مخيم الجلزون، أكد أن صديقه أحمد تم استهدافه بنية القتل، وأوضح أن 3 جيبات عسكرية انطلقت مسرعة باتجاه المشاركين في مسيرة نصرة للأقصى، وترجل منها الجنود، وبينما كان الشهيد واقفا، قام جندي من 'حرس الحدود' يرتدي قناعا بتصوب بندقيته نحوه وأصابه بشكل مباشر في عنقه وتم نقله الى المستشفى.
دويك، ذكر ان الشهيد طلب منه يوم السبت ان يعيره حذاء أسودا ليرتديه ليوم واحد لأنه أعجبه ولأنه يتناسق مع ملابسه وسيعيده له يوم غد، فأخذه،
'جاء الى منزلنا صباحا وأيقظني للذهاب معه والمشاركة في المسيرة كالعادة، لأنه كان دائما يحرص على المشاركة في المسيرات الشعبية، وتعرض لعدة إصابات إحداها في ركبته قبل أشهر خلال مواجهات مع قوات الاحتلال' قال الدويك، وأضاف ' أحمد كان عاشقا للقدس وغاضبا مما يجري في الاقصى من اعتداءات على النساء والمسجد، ففي شهر رمضان ذهبنا سوية الى المسجد الاقصى، وعند البوابات قام الجندي بمنعنا من الدخول وقام بتمزيق تصاريحنا ما أثار غضب أحمد يومها لأنه لم يستطع الدخول والصلاة في المسجد'.
استهداف الاحتلال للأطفال بدا واضحا وتعكسه احصائيات وزارة الصحة الفلسطينية التي بينت أن ثلث الشهداء الذين ارتقوا منذ بداية الشهر الجاري هم من الأطفال وعددهم 8 أطفال من أصل 25 شهيدا.