جنيف -فلسطين اليوم
قال سفير المملكة العربية السعودية لدى الأمم المتحدة في جنيف فيصل طراد، إن المملكة تهيب بالمجتمع الدولي للتحرك 'لإنقاذ عملية السلام وإيقاف العبث الإسرائيلي في القدس الشريف والمسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين'.
جاء ذلك في كلمة المملكة التي ألقاها أمام المؤتمر الدولي للدول الأطراف السامية المتعاقدة في اتفاقية جنيف الرابعة، مجددا إدانة بلاده لاغتيال السلطات الإسرائيلية للوزير زياد أبو عين، مطالبة المجتمع الدولي 'بتوفير الحماية للشعب الفلسطيني الأعزل'.
وأضاف السفير طراد في كلمته: أن الالتزام بقواعد الشرعية الدولية والوفاء بالتعهدات هو أفضل وسيلة لتحقيق الأمن والاستقرار، وإذا كانت الحكومة الإسرائيلية الحالية جادة في مسعاها لتحقيق السلام مع الجانب الفلسطيني فما عليها سوى تأكيد التزامها بنصوص الاتفاقية المبرمة والشروع في استئناف المفاوضات لاستكمال حل القضايا العالقة.
وقال، 'مضى خمسة أشهر منذ دعمنا قرار مجلس حقوق الإنسان في دورته الاستثنائية الحادية والعشرين الذي دعا إلى عقد اجتماع للدول الأطراف في اتفاقية جنيف الرابعة لإتخاذ خطوات تضمن تطبيق الاتفاقية على الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية، وإتخاذ الإجراءات اللازمة لتشكيل وإيفاد لجنة تحقيق دولية لتقصي الحقائق في الانتهاكات والجرائم التي ارتكبتها وما زالت ترتكبها إسرائيل على الأراضي الفلسطينية'.
وأضاف طراد، 'مع الأسف ما زلنا نرى يوميًا استمرار انتهاكات إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال، وسفكها للأرواح وارتفاع وتيرة التدمير والهدم العشوائي للمنازل دون أي رقيب لمخالفات القانون الدولي وانتهاكات أحكامه، واستمرار تفاقم وخطورة الوضع القائم في قطاع غزة، حيث أصبح القطاع سجنًا كبيرًا بسبب الحصار الجائر الذي تفرضه إسرائيل وما ينجم عنه من عواقب وخيمة'.
وأردف أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل سياسة العقاب الجماعي، 'حيث تبرهن إسرائيل من خلال اعتداءاتها وتجاوزاتها المتكررة أنها دولة فوق القانون، ولا تعير أهمية لقرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي خاصة اتفاقية جنيف لحماية المدنيين ، مستعينة في ذلك بصمت المجتمع الدولي وتقاعسه إزاء ما ترتكبه من جرائم حرب ، وذلك ما ترفضه المملكة العربية السعودية رفضًا باتًا وتدينه بأقصى العبارات'.
وأكد السفير طراد، أن المملكة 'تعد القضية الفلسطينية قضيتها الأولى، فلم ولن تكن المملكة يومًا في موقف المتفرج على ما يجري في فلسطين، بل قدمت عبر قيادتها العديد من المبادرات الجدية لإنهاء الصراع، وهي ملتزمة بدعم السلام الذي يستند رؤية الحل القائم على دولتين، وليس أدل على ذلك من قول خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود : 'ان السلام ينبع من القلوب والعقول وليس من فوهات المدافع أو انفجار الصواريخ''.
وشدد طراد على ضرورة أن تضع إسرائيل ثقتها في السلام بعد أن راهنت طويلاً على الحرب دون نجاح، وأنه عليها وعلى العالم إدراك أن السلام والاستمرار في احتلال الأراضي العربية أمران متعارضان لا يمكن تحقيقهما معا، مضيفا انه 'من هذا المنطلق فإن المملكة تطالب الأطراف السامية المتعاقدة في اتفاقية جنيف بإتخاذ التدابير اللازمة لإنفاذ الاتفاقية في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس وضمان احترام الاتفاقية وفقا لأحكام المادة الأولى التي تنص على أن تتعهد الأطراف المتعاقدة بأن تحترم وتضمن احترام هذه الاتفاقية في جميع الظروف، وبذلك نطالب إسرائيل السلطة القائمة بالاحتلال بإلغاء جميع السياسات والقرارات التي اتخذتها بصورة غير شرعية وغير قانونية، والتوقف الكامل عن أية ممارسات أو تجاوزات في القدس الشريف والأراضي الفلسطينية المحتلة، وقيامها الفوري بتنفيذ الاتفاقية والالتزام بها واحترامها'.
وأكد أن المملكة 'تهيب بالمجتمع الدولي للتحرك لإنقاذ عملية السلام وإيقاف العبث الإسرائيلي في القدس الشريف والمسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، فالالتزام بقواعد الشرعية الدولية والوفاء بالتعهدات هو أفضل وسيلة لتحقيق الأمن والاستقرار وأنه إذا كانت الحكومة الإسرائيلية الحالية جادة في مسعاها لتحقيق السلام مع الجانب الفلسطيني فما عليها سوى تأكيد التزامها بنصوص الاتفاقية المبرمة والشروع في استئناف المفاوضات لاستكمال حل القضايا العالقة'.
نقلا عن وفا