الرئيس الفلسطيني محمود عباس

وصف الرئيس محمود عباس الخميس عمليات "انتفاضة القدس" المستمرة منذ مطلع الشهر الماضي وينفذها شبان فلسطينيون بأنها "ردود أفعال سببها اليأس والإحباط".

وأوضح عباس خلال مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء اليوناني أليكسيس تسيبراس عقب لقائهما في مقر الرئاسة في رام الله "إن ما يعيشه شعبنا من ظروف بالغة الصعوبة والخطورة جراء استمرار الاحتلال الإسرائيلي، وممارسات مستوطنيه الإجرامي، وعمليات التنكيل والاعتقالات والإعدامات الميدانية لشبابنا والحصار الاقتصادي الخانق لشعبنا، وغياب الأفق السياسي كلها أسباب ولدت اليأس والإحباط وانعدام الأمل بالمستقبل".

وأضاف أن هذه الحالة "أوصلت شبابنا إلى ما تشهده بلادنا من ردود أفعال".

وذكر عباس أن الحكومة الإسرائيلية الحالية "أفشلت كل فرص تحقيق السلام، ودمرت الأسس التي بنيت عليها الاتفاقات السياسية والاقتصادية والأمنية معنا، الأمر الذي يجعلنا غير قادرين وحدنا على تطبيق الاتفاقيات الموقعة بين الجانبين".

ودعا إلى دور أوروبي أكبر في إيجاد حل سياسي ينهي الاحتلال الإسرائيلي، لأرض دولة فلسطين، وفق حل الدولتين، وعلى أساس حدود العام 1967، وقرارات الشرعية الدولية، وضمن سقف زمني محدد.

وأوضح "إننا لا نريد مفاوضات من أجل المفاوضات، ولن نقبل بحلول انتقالية أو جزئية، وسنواصل انضمامنا إلى المعاهدات والاتفاقيات الدولية لصون حقوق شعبنا وترسيخ أسس دولتنا الديمقراطية القادمة".

وأكد عباس على ضرورة أن يستجيب المجتمع الدولي لمطلبنا بتوفير نظام حماية دولية لشعبنا، إلى أن ينال حريته واستقلاله.

وثمن مواقف الاتحاد الأوروبي، خاصة مواقفه تجاه الاستيطان ومنتجاته، وتوصيات البرلمانات الأوروبية لحكوماتها للاعتراف بدولة فلسطين، داعيا الدول التي لم تعترف بعد بدولة فلسطين وتؤمن بحل الدولتين إلى أن تعترف بالدولتين وليس بدولة واحدة.

وحول ما تعيشه منطقتنا والعالم من أحداث، قال عباس "ندين التطرف بكافة أشكاله، ونعبر عن تضامننا مع الدول الشقيقة والصديقة، التي تتعرض لإرهاب مجموعات متطرفة تتخذ الدين ذريعة لأعمالها الإجرامية".

وذكر رئيس وزراء اليونان إنه بحث مع عباس تطورات الوضع وكيفية تعزيز العلاقات الفلسطينية اليونانية.

وأضاف "زيارتي لفلسطين جاءت في أوقات عصيبة يسودها توتر كبير وعنف يمارس ضد المدنيين، وينتابنا القلق حيال ذلك، كما أننا قلقون حيال توسيع سياسة الاستيطان على حساب حقوق الشعب الفلسطيني".

وأكد على أهمية حماية واحترام الوضع التاريخي لجميع المقدسات الموجودة في مدينة القدس، بما فيها المسجد الأقصى.

وأوضح تسيبراس " يقلقنا انعدام العملية السياسية وغياب فرص التقدم الواضع فيها لبث الأمل المنشود في الشعب الفلسطيني الذي يستحق أن يكون لديه أمل بالحرية، بالتزامن مع تزايد الصراعات، وإن جرح القضية الفلسطينية النازف هو أحد أسباب زيادة حدة التوترات في المنطقة".

وأضاف أنه "حانت اللحظة لاتخاذ خطوات شجاعة تجاه القضية الفلسطينية ودعم أي مبادرة دولية في هذا الاتجاه، وستواصل اليونان دعم القيادة الفلسطينية في المحافل الدولية، وهي تدعم الحاجة لحل الدولتين لقيام دولة فلسطينية فعلية، ذات سيادة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".