جانب من المؤتمر الخاص بالإعلان عن الاستطلاع

أظهرت نتائج استطلاع للرأي شمل عينة مكونة من 1130 مواطنا، غالبيتهم من الفئة العمرية 15-35 عاما، حول نظام الثانوية العامة 'التوجيهي'، أن 92% من المستطلعة آراؤهم يؤيدون فكرة إجراء تعديلات على 'التوجيهي'، فيما فضّل البقية أن يبقى النظام على ما هو عليه.

وبينت النتائج، التي أجراها منتدى شارك الشبابي الشهر الماضي، وعرضت في مدينة رام الله اليوم الأحد بحضور خبراء ومختصين في قطاع التعليم، أن هناك 44% يرون أن 'التوجيهي' لا يعكس التحصيل العلمي للطلبة، وأن 54% يعتبرونه قادرا إلى حد ما على عكس التحصيل العلمي.

وأشار الاستطلاع الى أن 59% من المستطلعين اعتبروا أن 'التوجيهي' لا يوفر تكافؤ فرص التعليم ما بعد التعليم المدرسي، بعكس 38% الذين اعتبروا أنه يوفر ذلك، فيما اعتبر 66% أن 'التوجيهي' لا يقيّم قدرات الطلبة وفقا لتوجهاتهم بعيدا عن المعدل، كما اعتبر 82% أنه ليس من المعقول أن يكون 'التوجيهي' هو من يقرر مصير الطلبة، واعتبر 64% أن 'التوجيهي' يزيد الضغوطات على الطالب من قبل أسرته، وأن 39% مع تعديل نظام 'التوجيهي تزامنا' مع تعديل مسار التعليمي ككل.

وقالت الأخصائية في مجال التعليم والمرشدة النفسية ريما الكيلاني، خلال النقاش الذي أعقب عرض نتائج الاستطلاع، أن هناك ضرورة لوجود أداة قياس وتقييم للطلبة تساعدهم على الانتقال من مرحلة إلى أخرى، ولمعرفة قدراتهم واتجاهاتهم المستقبلية مهنية وأكاديمية.

وأشارت الكيلاني إلى أن المطلوب هو نظام متكامل وليس المقصود هنا 'التوجيهي' فقط، بل نظام تربوي شامل من إعداد المعلمين إلى نظام القبول في التعليم، إلى كل ما يشمل العملية التعليمية والتربوية، منوهة إلى ضرورة التركيز على التعليم المهني .

بدوره، قال الخبير في مجال التكنولوجيا والتعليم صبري صيدم 'إنه آن الأوان لنظام التوجيهي أن ينقرض، فالفرق شاسع بين ما وصلت إليه الدول المتقدمة وما نحن عليه في مجال التعليم'.

وطالب صيدم بضرورة إعادة النظر في المنهاج الحالي، وتحويله إلى منهاج تفاعلي، وإعطاء الحق للطلبة في اختيار التخصص الذين يرغبون فيه وعدم فرض أولياء الأمور على أبنائهم التخصص الذي يريدونه، ودمج التعليم التقني والمهني في التعليم النظامي، وإعطاء المعلم المساحة المطلوبة للإبداع والابتعاد عن النمط التقليدي، وربط الدخل المادي للمعلم بالإنجازات كنوع من التحفيز لحفظ كرامة المعلم.

وقال مدير مدرسة 'الفرندز' الثانوية محمود عمرة إن لنظام 'التوجيهي' محاسن وكذلك سلبيات، ولكن قبل الحديث عن إلغائه يجب النظر في البديل عنه، وهناك تجارب في دول عربية ألغت هذا النظام ووقعت في مشاكل أكبر في العملية التربوية والتعليمية.

وأشار عمرة إلى أنه ليس التوجيهي وحده ما يجب إعادة النظر فيه، فهناك أيضا على سبيل المثال نظام القبول، مضيفا ليس من المعقول أن يكون تخصص التجارة في الجامعات مطلوب له معدل في الثانوية العامة أعلى من تخصص الفيزياء.

وأكد عمرة ضرورة إعادة النظر في المنظومة التعليمية جميعها، فالمطلوب أن 'نوفر نظاما تعليميا يعتمد على البحث التحليلي النقدي والبحث المختبري، وإعادة النظر في المنهاج ليس بمعنى الكتب المدرسية ولكن في طرق التدريس وتقييم الطلبة'.

بدورها، قالت مدير عام التعليم العام في وزارة التربية والتعليم العالي خلود ناصر، 'إن نتائج الاستطلاع يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار وهي مهمة، ولكن موضوع التوجيهي هو موضوع جدلي فلا أحد يرغب بالخضوع للامتحان، وهذا أمر يجب أن يخضع لقواعد علمية مدروسة، وليس بناء على الرغبة'، مشيرة إلى أن موضوع إلغاء 'التوجيهي' من عدمه يتطلب الخضوع للدراسة من قبل خبراء ومختصين.

وفا