القاهرة - فلسطين اليوم
أكد وزير شؤون الإعلام البحريني علي الرميحي، ضرورة تفعيل السياسات والبرامج الإعلامية العربية في التوعية بالقضية الأولى في العالم العربي والإسلامي، وهي القضية الفلسطينية.
وشدد الرميحي في كلمته أمام الجلسة الافتتاحية للدورة الـ47 لمجلس وزراء الإعلام العرب التي انطلقت أعمالها بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية في القاهرة اليوم الأربعاء، على ضرورة حماية القدس والمقدسات الإسلامية، وتأكيد الدعم الكامل لحقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس .
ودعا إلى تفعيل الاستراتيجية الإعلامية العربية لمكافحة الإرهاب وتطوير دور الإعلام في مواجهة هذه الآفة الخطيرة، باعتبارها ظاهرة دولية لا حدود ولا وطن ولادين لها، مشددا على الموقف العربي الراسخ بإدانة الإرهاب بجميع صوره وأشكاله مهما كانت دوافعه ومبرراته والالتزام بنشر القيم الإنسانية والتعاليم الدينية الداعية إلى الوسطية والتسامح والتعايش السلمي ونبذ التطرف والتشدد والغلو وتجريم العنف والإرهاب.
وقال الرميحي إن ما يشهده العالم العربي من فوضى إعلامية ناتجة عن ضعف الانضباط القيمي والأخلاقي أو قصور المساءلة أو إساءة استغلال الأجواء الإعلامية المفتوحة في بث الشائعات أو تهديد الأمن القومي ومخالفات الآداب العامة بحاجة إلى التعاطي معها بأساليب مبتكرة وآليات تشريعية وتنفيذية متكاملة ومتطورة ترتقي بالرسالة الإعلامية العربية في إطار المسؤولية المهنية ورفع قدراتها على التأثير والتنافسية في مواجهة الحملات المضادة .
ونبه إلى التهديدات التي تواجه الأمة العربية، سواء أمنية أو فكرية وذلك التدخلات الإقليمية والدولية في الشؤون الداخلية للدول العربية عبر مخططات عدوانية بوسائل إعلامية وسياسية وأمنية لنشر التطرف والإرهاب وإشاعة الفوضى والكراهية وجر المنطقة إلى حروب طائفية أو إنشاء كيانات فاشلة منقسمة بديلة للدول الوطنية القوية والمتماسكة وبث الشائعات والأكاذيب لعرقلة المسيرة التنموية والديمقراطية العربية .
وطالب بالتصدي للتحديات الراهنة التي تواجه المنطقة عبر استراتيجية إعلامية عربية موحدة لحماية الأمن القومي العربي بجميع أبعاده السياسية والاقتصادية والأمنية والفكرية وبناء إعلام عربي موحد ومتطور يخدم مصالح الدول العربية وشعوبها ويصون وحدتها واستقلالها وسلامة أراضيها ويحمي هويتها الثقافية ويعزز مكتسباتها التنموية والحضارية في مواجهة أعمال العنف والإرهاب والتدخلات الخارجية المعادية.
من جهته، أكد الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية، أن الأمم المتحدة ومنظماتها ذات العلاقة مسؤولة عن حماية الشعب الفلسطيني ومقدراته وأملاكه، بالإضافة إلى دورها في دعم الحق الشرعي للشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة.
وقال العربي: رغم تزايد التحديات التي تواجه الأمة العربية على مدار السنوات الماضية، إلا أن القضية الفلسطينية ستظل دائماً القضية المركزية لنا جميعاً، وسنظل دائماً نؤكد على موقفنا الثابت من ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة منذ العام 1967، وإقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وفقاً للقرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية، وكذلك إيجاد حل عادل وشامل لقضية اللاجئين الفلسطينيين، استناداً إلى قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194 لعام 1948.
وأوضح أنه مع استمرار إسرائيل في ممارساتها غير القانونية لتهويد مدينة القدس الشرقية، وهدم المنازل، وإجراء تغيير ديموغرافي، وتغيير أسماء الشوارع، وتهديد المسجد الأقصى، وتغيير تركيبة المدينة التاريخية والاستيلاء على حضارتها وتراثها الإسلامي والمسيحي، تقع على عاتق الإعلام العربي مسئولية كبيرة ودور شديد الأهمية في دعم القضية الفلسطينية وتحريك الرأي العام العالمي لصالحها، الأمر الذي يستلزم وجود منبر إعلامي عربي موجه للغرب، يهدف إلى تعريف الشعوب الغربية بتاريخ القضية الفلسطينية، وقضايا اللاجئين والأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، وعرض موقف الدول العربية وتأكيد دعمها الكامل للقضية وحقوق الشعب الفلسطيني.
وقال الأمين العام إنه مطلوب من مجلس وزراء الإعلام العرب، تصوير ونقل الصورة الواقعية لمعاناة الشعب الفلسطيني جراء جميع الممارسات والجرائم العنصرية التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلية بصورة يومية بحقه، والتي تتنافى مع مبادئ حقوق الإنسان، وأخيراً، يجب أن يتم من خلال هذا المنبر التأكيد دائماً على الفرق بين الإرهاب وحق الدفاع عن النفس والأرض والوطن.
وأضاف أن أعمال هذه الدورة تأتي في ظل استمرار وازدياد التحديات التي يواجهها الوطن العربي، والتي تتمثل في اضطراب الأوضاع السياسية بصورة غير مسبوقة، واشتداد الصراعات والنزاعات المسلحة في بقاع مختلفة من المنطقة، وهو الواقع الذي يفرض على وسائل الإعلام العربية مسئوليات والتزامات كبيرة للقيام بالدور المنوط بها في تناول هذه التحديات والأزمات والتجاوب مع احتياجات الشعوب العربية.
وأشار العربي إلى أن الأحداث التي تشهدها المنطقة تحتم على وسائل الإعلام العربية التمسك بالمهنية والموضوعية والمصداقية والحيادية التامة، ومراعاة الفرق بين حرية التعبير والمساس بالأديان والمقدسات والتعرض للأمن القومي وسلامة الدول، ففي ظل هذه الأحداث يجب أن تسعى وسائل الإعلام دائماً لإبراز أهمية الحوار والموضوعية في العرض ومراعاة الابتعاد عن العنف وعن الطائفية.
وأضاف أن تفشي ظاهرة الإرهاب في السنوات الماضية، أصبح أحد أبرز التحديات التي تواجه الدول العربية، وتهدد الأمن القومي وسلامة أراضيها وشعوبها.
من جانبه، كرم مجلس وزراء الإعلام العرب، الأمين العام لجامعة الدول العربية لمناسبة انتهاء فترة ولايته، كما كرم مؤسسة الأهرام المصرية باعتبارها مؤسسة رائدة وعريقة، إضافة إلى بعض الشخصيات الإعلامية العربية لمناسبة الاحتفال بيوم الإعلام العربي في دورته الأولى، والتي عقدت تحت شعار" دور الإعلام العربي في مواجهة الإرهاب"، ومن أبرز المكرمين : شهداء العمل الإعلامي في الوطن العربي ومنهم الفلسطيني ماجد أبو شرارة، والمصري الحسيني أبو ضيف، والكاتب الفلسطيني ابراهيم ابراش، وقد تسلم درع التكريم وكيل وزارة الاعلام محمود خليفة.
كما تم تكريم عدد من الاعلاميين والأكاديميين العرب وهم: سميرة بن رجب من البحرين، ونقيب الصحفيين المصريين الأسبق مكرم محمد أحمد، والكاتب الصحفي الجزائري الراحل نذير بن سبع، لإسهاماتهم في بناء العمل الإعلامي العربي المشترك.
وترأس وفد دولة فلسطين في الاجتماع: وكيل وزارة الإعلام محمود خليفة، وضم الوفد مدير عام الشؤون الإدارية والمالية بوزارة الاعلام عبدالجبار عبدالفتاح، والمستشار أول مهند العكلوك، وضحى جرادة، من مندوبية فلسطين بالجامعة العربية.