بنيامين نتنياهو

أدانت وزارة الخارجية في بيان صحفي، اليوم الأحد، التصعيد الإسرائيلي ضد القدس والمسجد الأقصى، وغياب رد الفعل القومي والديني والإنساني.

وأوضحت الوزارة في بيانها، أن حكومة بنيامين نتنياهو المتطرفة تواصل عمليات تهويد القدس الشرقية المحتلة ومحيطها، من خلال خلق معالم يهودية تلمودية بشكل قسري، ليس لها علاقة لا بالتاريخ ولا بالدين، وإنما بالسياسة عبر استخدامها للقوة.

وتابعت، في الوقت الذي تقوم به دولة الاحتلال بعمل هذا الكم الهائل من الحفريات أسفل ومحيط المسجد الاقصى المبارك، وبناء أكثر من 100 كنيس يهودي أسفله وحوله، وفي الوقت الذي تعلن فيه منظمات يهودية متطرفة عن خطط تهدف الى هدم الاقصى وبناء "الهيكل" مكانة خلال ثلاثة أعوام، وفي الوقت الذي تصادر فيه اسرائيل وتسرق مساحات واسعة من الاراضي الخاصة بالمواطنين الفلسطينيين، وتقوم بالاستيلاء على منازلهم وهدمها بالقوة، وبناء أحياء يهودية استيطانية جديدة مكانها، في هذا الوقت يغيب الفعل العربي والإسلامي والدولي، بينما يبقى صوتا تخرج عنه بعض الادانات التي لا تستطيع أن تقف أو تصمد أمام مخططات التهويد الاسرائيلية، وفي الوقت الذي يدفع فيه المواطن الفلسطيني المرابط في القدس، ثمنا باهظا باسم كل العرب والمسلمين، من حياته وممتلكاته ومستقبل أسرته، يغيب أي عمل يرتقي الى مستوى المسؤولية ضمن الاطار القومي أو الديني أو الانساني، كما أن مقاومة الانسان الفلسطيني وصموده، لا تحظى بخطوات جادة وعملية من أصحاب المسؤولية، بما يعززها ويمكنها من مواجهة جبروت الاحتلال واجراءاته وسياساته، ضمن الحد الممكن.

 وأضافت الوزرة في بيانها، تأتي الذكرى الـ47 لإحراق المسجد الاقصى المبارك، وسط كل هذا الغياب، بينما تنتهك حرمة المسجد الاقصى، اولى القبلتين وثالث الحرمين يوميا من قبل غلاة المتطرفين المستوطنين اليهود، وبحماية ورعاية عسكرية وأمنية وسياسية إسرائيلية، بهدف فرض أمر واقع مرتبط برؤيتهم المؤقتة لتقسيم المسجد زمانيا ومكانيا نحو رؤية تهدف في الحقيقة الى هدم المسجد بكامله، فهناك من المستوطنين ومن أركان الحكومة الإسرائيلية المختلفة من يعمل على تسريع استكمال عمليات الحفر أسفل وفي محيط المسجد، بحيث كشفت التقارير الأخيرة عن تنفيذ نحو 50 حفرية تشمل 28 حفرية في الجهة الغربية، و17 في الجهة الجنوبية، و5 في الجهة الشمالية، يتخللها حفر نحو 12 نفقا رئيسيا، يصل مجموع طولها الى نحو 3000 متر، أبرزها النفق الغربي، أسفل الجدار الغربي للمسجد الاقصى، بطول 450 مترا، ونفق سلوان الطولي بطول 700 متر، حيث لم تتوقف سياسة التهويد الاسرائيلية، منذ عام 1967 حتى الان عند ذلك، إنما هدفت أيضا الى تطويق المسجد الاقصى بالكنس والمدارس الدينية، التي وصل عددها الى 102 حتى هذه اللحظة، بينما هناك المزيد من المخططات التي تهدف الى استكمال تطويق المدينة.

وقالت، يبدو أن كل هذا، إضافة إلى هدم المنازل وسحب الهويات والعقوبات الجماعية، ومنع المواطنين من الصلاة في الحرم القدسي، والقتل خارج القانون، ومصادرة الاراضي، وإنزال سماعات الأذان عن مساجد القدس من أجل عدم ازعاج المستوطنين اليهود القاطنين في أرجاء القدس المحتلة، يبدو أن كل هذه الإجراءات والسياسات والخطوات ليست بكافية لتحريك ذلك الضمير الغائب، قوميا أو دينيا أو إنسانيا.