رام الله - فلسطين اليوم
أكدت قيادات فلسطينية وممثلو فصائل العمل الوطني وممثلون عن منظمات المجتمع المدني، ونقابيون وأكاديميون وحقوقيون على أهمية وحدة الجهود الرسمية والشعبية، ووحدة تجمعات الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات، خلال فعاليات إحياء ذكرى مئوية وعد بلفور، بما يكفل أقصى درجات الانسجام والتكامل بين أداء الهيئات المختلفة، ويساهم في تحقيق الأهداف المرجوّة، وفي مقدمتها تحمّل بريطانيا مسؤولياتها التاريخية والسياسية والأخلاقية تجاه ما لحق بالشعب الفلسطيني من نكبات ومظالم، وتمكين الشعب الفلسطيني من تجسيد قيام دولته المستقلة على الأرض وعودة اللاجئين.
جاء ذلك خلال اجتماع دعت له دائرة شؤون المغتربين، وحضره أعضاء اللجنة التنفيذية تيسير خالد وعبد الرحيم ملوح، والنائبان قيس عبد الكريم ( أبو ليلى) وخالدة جرار، وممثلو عدد من القوى السياسية ونقيب المحامين حسين شبانة، ونائب نقيب الصحفيين تحسين الأسطل، وعلي عامر منسق “وطنيون لإنهاء الانقسام”، وممثلو دوائر منظمة التحرير، وعدد من الأكاديميين.
ورحب نهاد أبوغوش مدير عام دائرة شؤون المغتربين بالحضور مشيرا إلى أن هذا اللقاء ليس بديلا لأي جهد وطني رسمي أو شعبي، وإنما هو مسعى لتوحيد الطاقات، وتنسيق الجهود، وتسليح الجاليات الفلسطينية في المهجر، فضلا عن تجمعات شعبنا في بلدان اللجوء برؤية واضحة تمكنها من القيام بدورها في بلدان إقامتها.
وقال تيسير خالد عضو اللجنة التنفيذية ورئيس دائرة شؤون المغتربين أنه سيطرح نتائج هذا اللقاء ومداولاته على اجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، واضاف أن الدائرة وبناء على اتصالات يومية ومكثفة مع الجاليات تستعد لإطلاق حملة واسعة تمتد من 2/11/2016 وحتى 2/11/2017 وتشمل فعاليات متنوعة تستمر على امتداد عام كامل لوضع المجتمع الدولي وخاصة بريطانيا أمام مسؤولياتها التاريخية ودعوتها للتكفير عن الجريمة الكبرى التي ارتكبتها، ورفع الظلم التاريخي الذي لحق بالشعب الفلسطيني.
وقال خالد أن وعد بلفور هو في الجوهر مشروع استعماري ألبس غطاء دينيا وأسطوريا زائفا بهدف تحقيق المطامع الاستعمارية لبريطانيا وربيبتها الحركة الصهيونية، والتي لا تزال حتى الآن من خلال مشروعها الكولونيالي ( دولة إسرائيل) مرتبطة بمصالح الامبريالية وزعيمتها الحالية الولايات المتحدة الأميركية.
وشدد خالد على ضرورة مشاركة كل تجمعات شعبنا وخاصة في المناطق المحتلة عام 1948، والضفة بما فيها القدس وغزة وبلدان اللجوء والشتات والاغتراب، في جهد موحد ومنسق لتذكير العالم بالمآسي التي جرها وعد بلفور، مؤكدا على ضرورة وجود صيغة وطنية موحدة في إطار منظمة التحرير الفلسطينية، بحيث تكون الصيغة مفتوحة للجميع، ودون أن ينتقص ذلك من حق الهيئات الشعبية في المبادرات التي تتلاءم وظروفها.
ودعا خالد جميع القوى السياسية إلى مخاطبة جمهورها وأنصارها لتنسيق جهودها في الخارج مع دائرة شؤون المغتربين، مؤكدا أن أي تباينات في صفوف الجاليات أو صفوف القوى الوطنية لا ينبغي لها أن تؤثر على وحدة العمل في الذكرى المئوية لوعد بلفور.
من جانبه لفت النائب قيس عبد الكريم، إلى ارتباط المناسبة بمرور سبعين عاما على قرار التقسيم، ونصف قرن على عدوان العام 1967 وثلاثين عاما على الانتفاضة الأولى، مما يؤكد الحاجة إلى حملة شاملة على الصعيدين المحلي والدولي من أجل إنهاء الاحتلال، وأن تكون الحملة منسقة على الصعيدين الرسمي والشعبي، كما ركز على ضرورة أن يكون للحملة إطار سياسي وشعاراتي متفق عليه وطنيا من اجل توضيح الرسالة العالم أجمع، من خلال هذا الحراك.
بدورها أكدت النائبة خالدة جرار على ضرورة التنسيق مع المبادرات الشعبية العاملة في هذا المجال وخاصة أنها قطعت شوطا في بلورة خططها وتوجهاتها، وبعضها يعمل منذ سنوات وشهور طويلة.
وقدم كل من نقيب المحامين حسين شبانة، ونائب نقيب الصحفيين تحسين الأسطل، وعلي عامر، ورشيد شاهين، والمحامية نائلة عطية، والمحامي علي أبو هلال، وعلي السنتريسي، وعبد الرسول توم، والأسير المحرر عصمت منصور، والدكتور غسان عبد الله، ومراد حرفوش، حيث تركزت المداخلات على ضرورة الاتصال والتنسيق مع الأجسام الفاعلة في هذا المجال، وبذل جهود خاصة في بريطانيا واسكتلندا، وفتح جبهة قانونية، وتنظيم زيارات لشخصيات دولية فاعلة، والانفتاح على مختلف وسائل الإعلام بمختلف اللغات، وتنظيم مختلف الحملات الجماهيرية من مسيرات واعتصامات ومذكرات وحملات تواقيع، وبناء تحالفات ولجان مناصرة برلمانية وأكاديمية.
واتفق المجتمعون على أن تبادر دائرة شؤون المغتربين بالتعاون والشراكة مع دوائر منظمة التحرير والقوى الوطنية والأطر الشعبية، بمتابعة الاتصالات بهدف بلورة اتجاهات الحملة.