القاهرة - فلسطين اليوم
أكّد الباحث الأكاديمي المصري المتخصص في الشأن الأميركي، محمد الريس، على أن موقف الولايات المتحدة من قضية جمال خاشقجي، رغم كونه يبدو متشددا فإنه في حقيقة الأمر مرتبك تماما.
وأوضح الريس، في تصريحات خاصة لـ"سبوتنيك"، السبت، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب ما زال يمر في تصريحاته بمرحلة المطالبة بالتحقيق في قضية اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي، بينما صحف بلاده تتحدث عن التقاط المخابرات محادثات وتسجيلات تثبت مقتل الرجل.
وأضاف "منذ أيام بدأت الصحف الأميركية، مثل واشنطن بوست ونيويورك تايمز وصحف أخرى في تركيا، تتحدث عن تمكن المخابرات "سي آي إيه" من تسجيل مكالمات، والتقاط مقاطع فيديو وأمور من هذا القبيل، وهذه الأمور إذا كانت صحيحة فالمرحلة المقبلة كانت كشف هذه التسجيلات، لكن ما يحدث يدل على أن أميركا تضغط فقط على السعودية".
وتابع الخبير في الشأن الأميركي "هذا التناقض يؤكد أن الولايات المتحدة الأميركية ليس لديها ما يدين المملكة العربية السعودية، وأن كل ما يحدث يتعلق بمحاولة ابتزاز من جانب الأميركان للسعوديين، وبخاصة بعد السجال الكلامي الذي دار مطلع الشهر الجاري، عندما أعلن ترامب مطالبة السعودية بدفع مقابل أمنها، ورد الأمير محمد بن سلمان برد لاذع، أحرج فيها أكبر مسؤول في البيت الأبيض".
ولفت الأكاديمي المصري إلى أن اشتعال أزمة اختفاء الصحافي السعودي جمال خاشقجي، يجبر الصحافة الأميركية والتركية، حال امتلاكهم معلومات من هذا النوع بالفعل، على تقديم أدلتها كاملة، وهم على قناعة كاملة بأن من يتوصل إلى خيط واحد يشكل دليلا ملموسا، سيحقق مجدا صحافيا يظل عالقا في الأذهان والقلوب، وهذه هي طبيعة العمل الصحافي الباحث عن الانفراد والسبق.
وأكد الدكتور محمد الريس أن الولايات المتحدة لا تملك أي خيوط كما تدعي في ما يتعلق باختفاء خاشقجي، وكل ما يتم نسجه من روايات على لسان مصادر مجهلة، يدعي الجميع أنها مقربة من السلطات الأمنية أو من المخابرات في أميركا وتركيا، ليست سوى تكهنات يتمنى صانعوها أن ترقى لمستوى الحقائق، ولكن الواقع يقول إنه لا أحد يملك أدلة تدين المملكة العربية السعودية.
وشدد على أن تصريحات ترامب المتوالية بشأن رغبة أميركا في معرفة ما حدث في قضية خاشقجي، وإصراره على الحديث عن الأزمة في أكثر من مناسبة، كشف كذب مخابرات بلاده التي تؤكد الصحف الأميركية أنها تملك أدلة على اختطاف الرجل وقتله، موضحا أن هذا الأمر لا يعني تبرئة السعودية من أزمة خاشقجي، لكنه تأكيد على أن الأميركان لا يملكون شيئا ليقدموه.
وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إنه لم يتحدث مع العاهل السعودي الملك سلمان، لكنه سيتصل به قريبا مع تزايد التساؤلات بشأن اختفاء الصحافي السعودي البارز جمال خاشقجي، وفي وقت سابق من الجمعة، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، خلال مكالمة هاتفية له مع برنامج "فوكس أند فريندز"، على قناة "فوكس نيوز" الأميركية إن محققين أميركيين يعملون مع السعوديين والأتراك في قضية اختفاء الصحافي السعودي جمال خاشقجي، وأضاف "نحن جادون للغاية (حيال القضية) ولدينا محققون هناك، ونعمل مع تركيا وكذلك مع السعودية، نحن نريد معرفة ما حدث".
وردا على سؤال عما إذا كانت السعودية مسؤولة عن اختفاء أو قتل خاشقجي، قال ترامب "إنه أمر فظيع، لن أكون سعيدا على الإطلاق، أعتقد بأنه يمكنك القول إنه حتى الآن يبدو إلى حد ما أن الأمر كذلك (ضلوعها في اختفاء خاشقجي)، سوف نرى، نحن نعمل كثيرا على ذلك، بالتأكيد لن يكون شيئا جيدا على الإطلاق".
وما زال خاشقجي مختفيا منذ زيارته إلى القنصلية السعودية في إسطنبول، في 2 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، وبينما تؤكد السلطات السعودية أنه غادر قنصليتها، تنفي السلطات التركية أن يكون قد غادر وسط تقارير إعلامية تنقل عن مصادر تركية أنه قُتل، ولكن لم تتمكن "سبوتنيك" من التحقق بشكل مستقل من صحة تلك التقارير.