جرافات الاحتلال الصهيوني

مع بداية كل صيف في الأغوار الشمالية، تزداد حاجة المواطنين للمياه هناك للشرب وري المزروعات والمواشي، وهو ما يجتهد الاحتلال لتقليله عبر تدمير مصادر المياه بحجج مختلفة.

صباح الاثنين، اقتحمت جرافات الاحتلال، ترافقها طواقم ما تسمى بـ"الإدارة المدنية" التابعة للاحتلال، قرية بردلة بالأغوار الشمالية بزعم البحث عن فتحات مياه "غير قانونية" في أنابيب المياه هناك.

وخلال أكثر من ساعتين من الزمن حفرت جرافات الاحتلال في أربع أماكن من خطوط انابيب المياه، للبحث عن الفتحات التي تدعي أنها غير قانونية، حيث استخدمت طواقم الاحتلال هذه المرة "كاميرات" أدخلت بالأنابيب، للكشف عن مياه يسرقها الاحتلال من أهالي بردلة، ويحرمهم منها، ثم يتهمهم بسرقتها.

وخلال احتجاج المواطنين في القرية على عمليات التجريف، أبلغ جنود الاحتلال الأهالي بأن التعليمات الصادرة لهم تعطيهم "الصلاحيات" بتدمير كل شيء قريب من الفتحات، حتى البيوت الاسمنتية.

ويقول عضو مجلس قروي بردلة، ضرار صوافطة: "من المفترض أن تكون كمية المياه في الساعة الواحدة تقريبا 240 كوبا، لم نأخذ حتى نصفها".

ويضيف: "لا مجال للمقارنة هنا، يستنفرون كل مقوماتهم من أجل تعطيشنا، فالهدف من وراء ذلك كله هو تهجيرنا وافراغ الأرض من سكانها، وفي المقابل انظر هناك إلى المستوطنين داخل التجمعات الاستيطانية، المياه لديهم على مدار اليوم ويتوسعون بالزراعة أكثر فأكثر".

وبالقرب من بئر ارتوازية يستخدمها الاحتلال، حيث تحفر إحدى الجرافات للبحث عن الفتحة، يرافقها عشرات جنود الاحتلال، يقف المزارع حسين صوافطة، ويقول: يتهموننا بالسرقة! (...)، أين هي السرقة هذه المياه لنا، وهم من يسرقها، لا بل ويهددوننا أيضا بتدمير كل شيء".

ويضيف حسين وهو مزارع اقتلع الاحتلال مئتي شجرة زيتون من ارضه قبل أشهر، "بدأ الصيف... ونحن ومزارعنا بحاجة لكميات أكثر من المياه، وهم يحاربونا بالمياه".

وتشير الأرقام أن معدل استهلاك المستوطن القاطن في الأغوار الشمالية يبلغ 8 أضعاف ما يستهلكه المواطن الفلسطيني، بحسب دراسة أعدها مركز عبد الله الحوراني بعنوان: "الاغوار الشمالية بين مطرقة الاحتلال وسندان عصابات المستوطنين، تعطيش الاغوار. . جريمة ضد الإنسانية".