رام الله - فلسطين اليوم
قال الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني د. أحمد مجدلاني، ان الصين قادرة على اتّخاذ مواقف مستقلّة في القضايا الدولية، وهذا ما نراهن عليه كعرب وفلسطينيين في أن يكون للصين دوراً طليعيا وبارزاً في مواجهة الرأسمالية والجشع الأمريكي والغربي، وان تتبوأ الصين المكانة الحقيقية التي تستحقها كقوة عظمى اقتصادياً وسياسياً أيضاً.
وأضاف د. مجدلاني خلال كلمته أمام الندوة الفكرية في الذكرى 200 للميلاد كارل ماركس التي نظمها الحزب الشيوعي الصيني، بحضور الاحزاب الاشتراكية في العالم، "ننظر لتجربة الصين في انتهاج سياسة (الإصلاح والانفتاح) نظرة احترام وتقدير واستلهام، ونرى انه ومع تحوّل الصين نحو الإصلاح والانفتاح، وبدأت مرحلة جديدة من إعادة البناء والتحوّل إلى اقتصاد السوق الاشتراكية".
وقال انطلاقا من هذه التطورات الاقتصادية فإن العلاقات العربية الصينية تطورت ونمت في الفترة الأخيرة بشكل ملحوظ، ولا سيما بعد تأسيس منتدى التعاون العربي - الصيني في عام 2004، وتضاعف حجم التبادل التجاري عشرات المرات خلال السنوات العشر الماضية، ووصلت العلاقات العربية الصينية إلى المستوى الاستراتيجي منذ عام 2010، وقد أصبح المنتدى منارة للتعاون الجماعي بين الجانبين، والتعاون بينهما، بل إن مرحلة المنتدى ما هي إلا مرحلة وضع العلاقات في أطر مؤسسية واضحة وثابتة وقابلة للتطور في جميع مجالات التعاون بما يخدم مصلحة الجانبين العربي والصيني، وخاصة أن العالم العربي أصبح ضمن أولويات هذه المبادرة الكبيرة.
ونوه د. مجدلاني "ونحن نحيي هذه الذكرى ذكرى ميلاد ماركس مطلوب منا العمل الجاد والتفكير الواعي لإنقاذ أنفسنا من هذا المنحدر الذي وصلنا إليه، أن نبدأ بتفكيك مفاهيمنا ومفرداتتنا من أجل تجديدها لنمتلك زمام عملية الوعي، ولا نعتقد أن ماركس قد رضي بأن تتحول مجمل أفكاره وبحوثه العلمية إلى نصوص مقدسة يحرّم الاقتراب منها أو المساس بها، وأعني هنا تجديدها وتطويرها تماشياً من التطور الهائل الذي يمر به المجتمع البشري".
وقال د. مجدلاني انها فرصة للأحزاب الشيوعية والماركسية واليسارية في البلدان العربية و لتهيئ نفسها لإعادة النظر في تراثها " الماركسي " وتجديد مفاهيمها وتحليلاتها وتخرج لشعوبها بفكر جديد يتواءم مع التطور الطبيعي، وتقود مجتمعاتها نحو الحرية والديمقراطية، وأن تستلهم بعض التجارب كالتجربة الصينية التي أثبتت قدرتها على التجديد وعلى النجاح، وتبلورت كهوية راسخة تشكل عنوان حقيقي للماركسية المتطورة.
وتابع في الذكرى الـ 200 لميلاد كارل ماركس يتطلب تحشيد كل القوى التقدمية واليسارية والماركسية في العالم، على أساس المراجعة النقدية الشاملة ومراكمة التجارب نحو استنهاض وتطوير الحركة اليسارية ودورها السياسي والنضالي والاجتماعي ورسالتها التغيرية.
وشكر مجدلاني دائرة العلاقات الخارجية للحزب الشيوعي الصيني، باسم قيادة وكوادر ومناضلي جبهة النضال الشعبي الفلسطيني على دعوتهم مع الأحزاب اليسارية والشيوعية العالمية، لإحياء الذكرى المئوية الثانية لميلاد كارل ماركس، من اجل استلهام فكر ماركس ومنهجه النقدي الجدلي.
وأضاف ان كقوى ديمقراطية ويسارية عربية بشكل عام وأيضاً في جبهة النضال الشعبي الفلسطيني بشكل خاص ننظر إلى أفكار شي جينبينغ للاشتراكية ذات الخصائص الصينية باعتبارها إجابة منهجية من حيث الدمج بين النظرية والممارسة وبمواكبة التطور مع مستجدات العصر الراهن، وهي دليل العمل لجميع أعضاء الحزب وأبناء الشعب في جمهورية الصين الشعبية في كفاحهم من أجل تحقيق النهضة العظيمة للأمة الصينية، ما يتطلب التمسّك بها وتعميقها وتطويرها لتقدم خطوات ملموسة على طريق بناء مكانة الصين العالمية وخدمتها لعموم البشرية، وتقدم نموذجا للاغناء الفكري ولبناء الاشتراكية.