رام الله - فلسطين اليوم
أكدت وزارة الخارجية الفلسطينية أن أقوال نائب رئيس هيئة الأركان الإسرائيلية يائير جولان، في سياق كلمته بمناسبة إحياء ضحايا المحرقة النازية، تشكل اعترافاً صريحاً ورسمياً، وتوصيفاً صائباً لسلوكيات جنود الاحتلال الهمجية ضد الشعب الفلسطيني، ولتعاظم مقومات التدمير الذاتي، والتدهور الأخلاقي والعنصري في المجتمع الإسرائيلي ومؤسساته الرسمية، خاصة في المؤسسة العسكرية، وانعكاساتها الكارثية على الشعب الفلسطيني الرازح تحت الاحتلال، منذ عقود زمنية طويلة.
كما تفضح تصريحاته، بحسب الخارجية، عورة كل من يتغنى بأخلاقيات جيش الاحتلال، أو بالديموقراطية في إسرائيل. وقالت: "لا تستغرب الوزارة من الأصوات التي تعالت داخل الحلبة السياسية في إسرائيل لتوبيخ ومهاجمة الجنرال (جولان )، بسبب حديثه المهم والخطير، لأن هذه الأصوات وعلى رأسها بنيامين نتنياهو وأركان اليمين واليمين المتطرف الحاكم في إسرائيل، تفضل أن تغمض عينيها عن حقيقة ما يجري داخل المجتمع الإسرائيلي من ظواهر، لصالح أيديولوجيتها المتطرفة التي تدعو إلى التمسك بالاحتلال والاستيطان، وتسترزق منه، وتتعاظم شعبيتها كلما ارتفع منسوب التطرف والعنصرية والكراهية في إسرائيل.
وكان نائب رئيس هيئة الأركان في جيش الاحتلال يائير جولان، قد قال: "شيء مفزع أن نرى التطورات التي حدثت في اوروبا في الماضي أمام أعيننا هنا اليوم في إسرائيل في عام 2016 "، مضيفاً "ينبغي علينا أن نجري مناقشة بشأن قدرتنا على اجتثاث بذور التعصب والعنف وتدمير الذات التي تؤدي إلى الانحلال الأخلاقي"، مؤكداً "أن الاستخدام غير السليم للأسلحة وانتهاك حرمة السلاح قد تغلغلت في الجيش الإسرائيلي منذ تأسيسه".
وكانت وزارة الخارجية قد حذرت مراراً وتكراراً من مخاطر وتداعيات استمرار الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين، سواء على الشعب الفلسطيني الذي يدفع من أرضه وحقوقه وحياة أبنائه وممتلكاته ومقدساته أثمانا باهظة بسببه، أو على مستوى المجتمع الإسرائيلي الذي باتت العنصرية والفاشية والكراهية تسوده بوضوح، وتتغلغل في مفاصل الحكم ودوائر صنع القرار فيه، وهو ما يضاعف أيضاً الأثمان التي يدفعها الفلسطينيون جراء وجود الاحتلال واستمراره.