العماد ميشال عون

توالت المواقف وردود الفعل المشيدة بالتصويت الأكثري الساحق بغالبية 128 دولة، بما فيها لبنان، في الجمعية العامة للأمم المتحدة الخميس، لمصلحة قرار يدعو الولايات المتحدة إلى إلغاء اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل ووصف رئيس الجمهورية اللبناني ميشال عون القرار بأنه "انتصار للحق وشهادة لقضية القدس ورفض عارم لأي تغيير يطاول طابع المدينة أو وضعها أو تركيبتها الديموغرافية التي ميّزتها عبر التاريخ، كمهد وملتقى للديانات السماوية الثلاث".

ورأى عون أن "الدول الـ35 التي امتنعت عن التصويت لمصلحة القرار المذكور لم تناصر الباطل في ما اتخذه وتوعّد بتطبيقه، إلا أنها خذلت الحق وسيبقى التاريخ شاهدا على ذلك، بينما لم تعترض على التصويت إلا الولايات المتحدة وإسرائيل وإلى جانبهما سبع دول غير ذات تأثير جيوسياسي في مسار هذا الانتصار الذي تحقق" وأعاد عون تأكيد "ضرورة التَّمسك بقرارات الشرعية الدولية، وعدم لجوء أي دولة إلى اتخاذ أي إجراءات أحادية الجانب تتعارض معها".

وشدّد الرئيس ​ميشال سليمان​ على أنّ "​القدس​ عربية، ويجب احترام موقف 128 دولة، لتبقى للأمم المتحدة مكانة" وقال الرئيس السابق للحكومة نجيب ميقاتي في تغريدة له عبر "تويتر" إن "قرار الجمعية العمومية يؤكد مجدداً بقناعة دولية أن الحق يعلو ولا يعلى عليه، وأن القدس عربية ولا يمكن أي قرار أحادي أن يقفز فوق هذه الحقيقة"، ورأى أن "هذا الموقف ينبغي أن يكون حافزاً للثبات على الحق والعودة إلى مفاوضات السلام على أساس القرارات الدولية".

واعتبر رئيس "كتلة المستقبل" النيابية الرئيس فؤاد السنيورة أن "العالم انتصر لفلسطين وللشعب الفلسطيني في نضاله وللحق العربي في فلسطين في مواجهة الموقف الصهيوني المجحف"، وأكد على أن "غالبية دول العالم وقفت في وجه الرئيس الأميركي (دونالد ترامب) لتقول لا للقرار الظالم الذي يتعارض مع قرارات مجلس الأمن، فضلا عن أنه يهدد الاستقرار والسلم الدولي في منطقة الشرق الأوسط وفي العالم"، مشيرا إلى أن "هذا يدل على أن القرار الذي اتخذه الرئيس الأميركي هو قرار جائر ينتهك القوانين الدولية ويتعارض مع احترام الحقوق الإنسانية المشروعة والوطنية للشعب الفلسطيني، ويتسبب في المزيد من التحول نحو التعصب والتطرف في أكثر من منطقة في العالم".

وأمل بأن "يكون هذا الموقف الدولي كافيا لتقف الولايات المتحدة عند رأي غالبية الدول"، متمنيا أن "يشكل هذا القرار حافزاً قوياً لتكوين موقف فلسطيني وعربي قوي ومبادر لتوسيع هذا التأييد الدولي والحفاظ على ديمومته والانطلاق منه إلى مواقف تعزز الجهود الدولية نحو التوصل إلى الحل العادل والدائم للقضية الفلسطينية".

كان رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع غرّد عبر "تويتر" مساء أول من أمس قائلا: "القرار يُظهر أن الحق ما زال في هذه الدنيا، وسيبقى يتمتع بأكثرية"وأثنى وزير الدولة لشؤون مكافحة الفساد نقولا تويني على قرار "رفض صهينة القدس، وتسليمها إلى من ليس لهم فيها إلا الأوهام من نسج الخيال الاستيطاني المؤسس لدولة عنصرية تعتمد على العرق والدين واغتصاب حقوق الشعب الفلسطيني".