جنازة الفتى ليث أبو نعيم


كانت جنازة الفتى ليث أبو نعيم (16 عاماً) تغادر مستشفى رام الله، الأربعاء، لدفنه في تراب قريته «المغير»، بينما تشق الصمت صرخة طفل جديد يولد في المستشفى نفسه لسيدة من البلدة ذاتها، وتطلق عليه عائلته الاسم نفسه «ليث».

وقالت محافظ رام الله ليلى غنام، التي جاءت للمشاركة في جنازة الفتى الشهيد «هذا قدر شعبنا، نودّع ليث بألم، لكننا نستقبل ليثًا جديدًا بأمل جديد».

وقتل الجيش الإسرائيلي الفتى الصغير، ليث، عندما تصدى هو ومجموعة من أبناء القرية الصغيرة الواقعة إلى الشرق من مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، لمجموعة من الدوريات العسكرية التي اقتحمت القرية مساء الثلاثاء.

وقال فرج النعسان، أحد سكان القرية «اقتحم الجنود القرية في سيارات عسكرية مصفّحة، وكالعادة تصدى لهم الفتية بالحجارة... لم يكن هناك ما يهدد حياة الجنود، لكنهم قتلوا هذا الفتى الصغير بدم بارد». وأضاف «كان في إمكانهم أن يصيبوه أو أن يعتقلوه، لكنهم أرادوا قتله». وفعلاً، تبين أن قناصًا أصاب الفتى بعيار ناري قاتل في الرأس. وليث هو الفلسطيني الثامن عشر الذي يسقط برصاص جيش الاحتلال في المواجهات التي تفجرت في الضفة وغزة، عقب إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب في شأن القدس. وغالبية الشهداء من الفتية الصغار الذين تقل أعمارهم عن الثامنة عشرة، ومن بين الشهداء أربعة سقطوا الشهر الجاري، جميعهم في السادسة عشرة من العمر. واعتبرت غنام أن «الجيل الفلسطيني الجديد ينهض للمقاومة»، مضيفة «جيل يسلم الراية للجيل الذي يليه».

وتداعى أهالي «المغير» للمشاركة في تشييع جثمان ليث، واصطفّوا بالمئات لتقبيل جبينه واحداً تلو الآخر. ويتذكر أهالي القرية الشهيد ليث واحداً من أجمل الفتية وأكثرهم نشاطاً وحيوية. وقال والده هيثم أبو نعيم: «كان يردد دائماً أن القدس أجمل مدن الكون، كان يقول القدس أجمل من باريس».

ويفتح أطفال «المغير» عيونهم على ممارسات الاحتلال القاسية، ما يفسر ربما نزوعهم نحو المواجهة. وتقع القرية بين محافظتي رام الله وسط الضفة، ونابلس شمال الضفة، ويمر من أرضها طريق استيطاني شهير يسمى «الون» ويربط بين عدد من المستوطنات في المنطقة. وكثيراً ما يتداعى شبان القرية وفتيتها لمهاجمة سيارات المستوطنين المارة في هذا الطريق بالحجارة».

واعتبرت السلطة الفلسطينية قتل الفتى ليث بدم بارد «جريمة ضد الطفولة والإنسانية». وقالت في بيان «إن جريمة الإعدام الميداني التي ارتكبتها قوات الاحتلال بحقه تعكس ثقافة القتل الهمجي». وأعلن الناطق باسم الحكومة يوسف المحمود «التوجه قريباً إلى مجلس الأمن لنطالب حماية دولية للشعب تحت الاحتلال».