الرئيس محمود عباس

دعا الرئيس محمود عباس اليوم الاثنين إلى استثمار ما وصفه الفرصة الأخيرة المتبقية لتحقيق الدولتين وجعل "السلام" مع الكيان الإسرائيلي واقعا ملموسا.

وأوضح عباس في مؤتمر باريس للمناخ المنعقد في العاصمة الفرنسية باريس "إن أيدينا لا زالت ممدودة للسلام مع جيراننا، السلام العادل والقائم على الحق، وطبقا للقانون الدولي".

وأضاف "سنواصل بناء دولتنا على أسس عصرية وديمقراطية، وأن شعبنا لن يقبل باستمرار الوضع الحالي والعيش في ظل الاحتلال والاستيطان".

واعتبر عباس أنه "لم يعد أمامنا الكثير من الوقت لإضاعته، ولا أبالغ إن قلت لكم أنها تكاد تكون الفرصة الأخيرة المتبقية لتحقيق حل الدولتين وجعل السلام واقعاً ملموساً، تجني ثماره الأجيال القادمة في منطقتنا والعالم".

وأشار إلى تزامن انعقاد مؤتمر باريس للمناخ مع مرور 68 عاما على صدور قرار الأمم المتحدة 181، القاضي بتقسيم فلسطين التاريخية " لنذكركم بمسؤولياتكم لتنفيذ هذا القرار، وتمكين الشعب الفلسطيني من نيل حريته واستقلاله في دولته الخاصة به".

وذكر عن ذلك "إن المجتمع الدولي بأسره مطالب اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، بتوسيع المشاركة الدولية لتحقيق السلام، وفق ما جاء في المبادرة الفرنسية، وتوفير نظام حماية دولية لشعبنا، وعبر قرار من مجلس الأمن وضمن سقف زمني محدد، ونؤكد بأننا لن نقبل بحلول مؤقتة أو جزئية".

وأضاف "أود هنا أن أعبر عن تثميننا العالي للدول التي اعترفت بدولة فلسطين، وإننا ندعو الدول التي تؤيد حل الدولتين في بلادنا، ولم تعترف بعد بدولة فلسطين، أن تقوم بذلك".

وشدد عباس على أن مسألة التغير المناخي "أصبحت تحدياً وطنيا لكل دول العالم، وإن دولة فلسطين التي هي عضو كامل في العديد من الهيئات والمعاهدات الدولية ستواصل تحضيراتها للانضمام للاتفاقية الإطارية لتغير المناخ، متطلعين في ذات الوقت للمساهمة الإيجابية، وتحمل المسؤولية كدولة عضو في المستقبل القريب".

ولفت إلى أن فلسطين اتخذت خطوات عملية وجدية لمكافحة تغير المناخ وحماية البيئة، وقد حققت تقدما كبيرا باعتماد القوانين والاستراتيجيات اللازمة لعملها.

وبين إن "استمرار الاحتلال الإسرائيلي في انتهاك القوانين الدولية المتعلقة بالحفاظ على البيئة، يمثل تحديا رئيساً لجهودنا، وذلك بالاستيلاء على مواردنا الطبيعية، وتدمير محاصيلنا الزراعية واقتلاع أشجارنا وعدم تمكيننا من استكمال البنية التحتية الحيوية لدولتنا، وإلقاء النفايات بأنواعها في أراضينا، وتلويث مياهنا الجوفية، في إطار نظام تمييز عنصري مخالف للقانون الدولي".

وأضاف "أن فلسطين لا زالت تعيش تحت حراب الاحتلال الإسرائيلي، وجرائم مستوطنيه البشعة، وانتهاك لمقدساتنا المسيحية والإسلامية في القدس، التي تمر جميعها، هذه المخالفات دون عقاب".

واعتبر عباس أنه "لم يعد من المفيد تضييع الوقت، في مفاوضات من أجل المفاوضات، خاصة بعد أن أفشلت حكومات إسرائيل المتعاقبة كل فرص السلام"، مؤكدا مجددا أنه "لا يمكننا الاستمرار في الالتزام بتنفيذ الاتفاقيات وحدنا".