أنفاق حركة حماس

تدحرج الخلاف حول طرق مواجهة أنفاق حركة حماس، والتي باتت تهدد الاسرائيليين في غلاف قطاع غزة، حتى طاولة المجلس الوزاري المصغر في إسرائيل "الكابينت". وخلال المداولات التي عقدت خلال الأسابيع الأخيرة اقترح وزير التربية والتعليم الاسرائيلي نفتالي بينيت القيام بعملية عسكرية استباقية ضد الأنفاق التي تحفرها حركة حماس باتجاه إسرائيل وعدم الانتظار إلى حين وقوع أحداث ستكلف إسرائيل الكثير.

من جانبه عارض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الجيش الاسرائيلي موشيه يعالون ذلك، الأمر الذي من شأنه أن يتسبب بتصدعات جديدة في الحكومة الإسرائيلية.

ويشبه الاقتراح الذي اقترحه بينيت في الغرف المغلقة، اقتراح رئيس المعارضة يتسحاق هرتسوغ وهو يتعارض مع الموقف العلني لوزير الجيش الاسرائيلي موشيه يعالون ورئيس الوزراء الإسرائيلي: وخلال التصريحات العلنية أعرب الاثنان أنه "في هذا الموضوع يجب إبداء المزيد من المسؤولية ودراسة جميع الاعتبارات". وشبه الاثنان ذلك بالهجوم الذي قامت به حركة حزب الله اللبنانية أو منظومة إيران النووية. فيما يمثل موقف بينيت الخلاف المتواصل حول العملية العسكرية المطلوبة ضد حركة حماس.

ورفض مكتب الوزير بينيت التطرق للموضوع. فيما رد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بشدة قائلا: "نحن لا نتطرق لمداولات المجلس الوزاري بالمرة وخاصة كل ما يتعلق بالخطط العسكرية للجيش الإسرائيلي. من المفضل أن يبدي الوزراء مسؤولية وأن لا يحاولوا إصدار أصوات حول قضايا سياسية سطحية، والتي لا تعكس بالمرة المداولات العميقة والمسؤولة في المجلس الوزاري".

وكان مراقب الدولة في اسرائيل، القاضي يوسيف شابيرا قد مرر الأسبوع الماضي لرئيس الوزراء الاسرائيلي ولوزير القضاء ولقائد أركان الجيش الإسرائيلي مسودة حول استعدادات الجهاز الأمني لتهديد الأنفاق. ومررت المسودة للمسؤولين في ظل المخاوف المتزايدة لدى الاسرائيليين في غلاف قطاع غزة من الأنفاق الهجومية التي تقوم حركة حماس بحفرها باتجاه مدن إسرائيل.

وعلى الرغم من عدم اكتمال التقرير، إلا أن القاضي شابيرا أمر بتمرير المسودة في هذه المرحلة لقيادات إسرائيل وذلك "على ضوء الأهمية التي ينطوي عنها موضوع الأنفاق في جميع الجبهات"، وبحسب التقرير الذي وصل إلى مكتب رئيس الوزراء ووزير الجيش وقائد هيئة الأركان فإنه يشير إلى "فجوات وعيوب، بعضها خطيرة، بما يخص استعدادات إسرائيل لتهديد الأنفاق وطرق مواجهتها". ويتناول التقرير السنوات التي سبقت عملية "البنيان المرصوص" والفترة التي رافقت العملية العسكرية التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة.

وخلال الأسبوع الماضي التقى رؤساء البلديات الاسرائيلية ف غلاف قطاع غزة مع قادة كبار في الجيش الإسرائيلي وأوضح قادة الجيش الإسرائيلي لهم أن الجيش ينوي زيادة الجهود في البحث عن أنفاق هجومية. وبحسب الرسالة التي نقلها قادة الجيش لرؤساء البلدات الإسرائيلية: "سنزيد من عدد القوات في المنطقة، أيضا من أجل الكشف عن أنفاق وأيضا من أجل تعزيز الشعور بالأمن".

ونشرت وسائل إعلام إسرائيلية في الفترة الأخيرة أن الجهاز الأمني الاسرائيلي يعمل في الفترة الأخيرة على تطوير منظومة لمواجهة الأنفاق الهجومية التي باتت تشكل تهديدا جديا لإسرائيل. وتصل تكلفة نشر المنظومة التي طورها الجيش الإسرائيلي إلى نحو 2.5 مليار شيكل. وبحسب مصادر في الجيش الإسرائيلي فإن الحديث هو حول منظومة مميزة وخاصة من شأنها أن تلبي احتياجات أمن إسرائيل.

وبحسب مصادر في الجيش الإسرائيلي فإن المنظومة ستدخل إلى حيز العمل بعد عدة أشهر وسيتم نشرها على طول 65 كيلومترا حول قطاع غزة، بموازاة الجدار الأمني مع قطاع غزة. وبحسب مسؤولين كبار في الجيش الإسرائيلي سيتم في المرحلة الأولى نشر المنظومة على طول 20 كيلومترا حول البلدات الإسرائيلية في غلاف قطاع غزة كونها منطقة مأهولة بالسكان، وتصل تكلفة نشر المنظومة في هذا المقطع نحو 900 مليون شيكل.- "i24".