غزة - فلسطين اليوم
كثف مئات من جنود جيش الاحتلال، أمس، عملية بحث واسعة في الضفة الغربية من اجل العثور على منفذي الهجوم الذي ادى الى مقتل مستوطنين الليلة قبل الماضية قرب بلدة بيت فوريك في منطقة نابلس، في حين واصل المستوطنون عربدتهم في مناطق مختلفة في الضفة.
وقال وزير الدفاع الاسرائيلي موشيه يعالون الذي تفقد موقع العملية أمس، انه تم نشر قوات امن "لنقبض على القتلة".
وقالت وزارة الخارجية الاسرائيلية ان مسلحين "اثنين على الاقل" استهدفا السيارة اثناء "مرورهما" لكن ملابسات الحادثة لم تتضح بعد.
وقال المتحدث باسم الجيش ارييه شاليكار ان القوات الاسرائيلية تقوم بعملية "بحث مكثفة".
وشاهد صحافي من وكالة فرانس برس عددا كبيرا من الجنود يدققون في السيارات التي تمر على الطريق المؤدي الى مكان الهجوم.
وتقيم الاسرة في مستوطنة نيريا الواقعة شمال غربي رام الله.
وقالت وزارة الخارجية ان الاسرة كانت عائدة من حفل تخريج في مدرسة يهودية عندما وقع الهجوم حوالي الساعة 9 مساء.
واعلن الجيش الاسرائيلي انه سينشر "اربع كتائب لمنع تصعيد العنف في المنطقة المحاذية لموقع الهجوم".
من جهتها، ادعت المخابرات الاسرائيلية واستخبارت الجيش أن هناك اتجاهات بالتحقيق فيما يتعلق بهوية منفذي عملية اطلاق النار شمال الضفة الليلة قبل الماضية والتي قتل فيها ضابط من هيئة الاركان وزوجته.
وتقول الصحيفة العبرية إن قوات كبيرة ومخابرات عديدة تقوم بمسح المنطقة وجمع البيانات من أجل القاء القبض على المنفذين.
وفي تقرير مفصل نشرته كبرى الصحف العبرية، ذكرت أن قوات كبيرة من لواء الجيش الاسرائيلي في الضفة الغربية ترافقها قوات خاصة وضباط مخابرات يواصلون تمشيط القرى الفلسطينية شمال الضفة بحثنا عن منفذي العملية.
ومبديا قلقه من تصاعد التوتر بين المستوطنين والفلسطينيين قال الجيش انه سينشر "اربع كتائب لمنع تصعيد العنف في المنطقة المحاذية لموقع الهجوم".
وتبقى ملابسات الهجوم غامضة.
ويدعي التقرير أن هناك اتجاهات قد تدلهم على الفاعلين، ويدور الحديث عن خلية فلسطينية منظمة مع بنية تحتية ومعاونيين وليست مجرد عملية ارتجالية.
ولا ينفي التقرير أن المخابرات الاسرائيلية ترمي بثقلها في عملية معقدة وكبيرة بالتعاون مع جميع اذرع الامن الاخرى والقوات العسكرية في الميدان لجمع أي أدلة أو اشارات من أي قرية فلسطينية مجاورة بهدف الوصول الى رأس خيط قد يقود لمعرفة المنفذين.
وامام الفشل الاستخباري حتى الان يؤكد التقرير المنشور أن الجيش الاسرائيلي حاصر عدة قرى وادخل الجيش والجنود فيها للقيام بعمليات تمشيط وبحث، ويعترف ضابط اسرائيلي كبير أن هناك ضغط كبير من القيادة الاسرائيلية من اجل الاسراع وإلقاء القبض على المنفذين.
ويكشف القرير أن الجيش الاسرائيلي دفع بأربعة الوية جديدة من قوات المشاة للانتشار بالضفة الغربية، واسناد القوات الموجودة حاليا خشية من تدهور الاوضاع امنيا سواء من جانب المستوطنين أو من جانب الفلسطينيين، علما أن المستوطنين احرقوا سيارات وقطعوا الطرقات على الفلسطينيين.
وقال التقرير: إن مئات الجنود تم توزيعهم في مناطق الاحتكاك بين اليهود والعرب ومنها منطقة (يتسهار، وغوش عتصيون، بلعين، نعلين وغيرها..).
ويشرف شخصيا على عملية البحث عن المنفذين وزير الدفاع يعالون ورئيس الاركان غادي ايزنكوت ورئيس المخابرات "الشابك" يورام كوهين .
خبراء عسكريون وجنرالات اسرائيليون قدروا أن الامور باتت قريبة من الانفجار وان هناك انتفاضة فعلا بالقدس ومناطق اخرى من خلال رشق السيارات بالحجارة والزجاجات الحارقة دون توقف، ورغم كل ما تفعله اسرائيل الا أن الامور تتجه إلى الازدياد وليس التراجع.
وفي بيان نشر على موقع الكتروني لا يمكن التأكد من صحته، تبنت الهجوم مجموعة تطلق على نفسها اسم "كتائب الشهيد عبد القادر الحسيني" قالت انها مرتبطة بحركة فتح .
من جهتها، اعلنت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) وجناحها العسكري كتائب الشهيد عز الدين القسام انهما "يباركان" الهجوم. وقالت حماس في بيان تلقت فرانس برس نسخة منه انها "تبارك عملية نابلس البطولية (...) وتدعو الى المزيد من العمليات ضد الاحتلال" الاسرائيلي.
ويعزز هذا الهجوم المخاوف من انفجار العنف في اجواء التوتر الشديد في منطقة شهدت في الاسابيع الاخيرة هجمات بالرصاص على سيارتين اسرائيليتين على الاقل.
المستوطنون يصعدون من اعتداءاتهم بحق المواطنين
وواصل المستوطنون، أمس، اعتداءاتهم الإجرامية بحق المواطنين في مختلف محافظات الضفة، ما أدى إلى إصابة العديد من المواطنين بجروح وإلحاق أضرار مادية بمركباتهم وممتلكاتهم، وذلك بحماية قوات الاحتلال التي أطلقت الرصاص باتجاه المواطنين الذين حاولوا التصدي لهذه الاعتداءات.
فقد رشق مستوطنون مركبات المواطنين بالحجارة، واحتشدوا على عدد من المداخل الواصلة إلى مدينة الخليل وبلداتها.
كما تظاهر مستوطنو "عتنائيل" على الطريق الالتفافية الواصلة بين بلدتي السموع والظاهرية ورشقوا مركبات المواطنين بالحجارة، فيما عزز المستوطنون من انتشارهم في خربة قلقس جنوب مدينة الخليل، وتجمع آخرون على طريق فرش الهوى الرابط بين البلدات الغربية بمدينة الخليل.
وأغلق المستوطنون مدخل قرية بيت دجن، شرق نابلس، بالحجارة والسواتر الترابية باستخدام الجرافات.
وأكد رئيس مجلس محلي بيت دجن نصر أبو جيش أن المستوطنين قاموا بإغلاق المدخل بشكل كامل بالستائر الترابية والذين تواجدوا عند مداخل القريبة منذ ساعات الظهيرة.
كما أغلقت قوات الاحتلال حاجز بيت فوريك بشكل كامل أمام حركة المواطنين.
وفي وقت لاحق، نصبت قوات الاحتلال مساء أمس، بيوتاً متنقلة "كرفانات"، وخياما على حاجز بلدة بيت فوريك.
وأضرم مستوطنون النار في أشجار زيتون في قرية بورين، جنوب نابلس.
وقال شهود عيان: إن المستوطنين اضرموا النار في أشجار الزيتون المحاذية لمستوطنيه "يتسهار".
وهاجم مستوطنون رجال الإطفاء وعدداً من المواطنين خلال محاولتهم إخماد النيران.
كما هاجم مستوطنون مركبات المواطنين جنوب مدينة نابلس.
وقال شهود عيان من قرية اللبن الشرقي الواقعة بين مدينتي نابلس ورام الله: ان المستوطنين رشقوا مركبات المواطنين بالحجارة في طريق فرعي جنوب القرية.
واحتشد عشرات المستوطنين على مدخل مستوطنة "مابو دوتان" جنوب غربي جنين.
كما احتشد عشرات المستوطنين على مدخل مستوطنة "عناب" شرق طولكرم، وأعاقوا حركة المواطنين من وإلى مدينتي طولكرم ونابلس.
اعتدى مستوطنون فجر أمس، على مركبات المواطنين المارة بمحاذاة مستوطنة "بيت إيل" المقامة على أراضي شمال محافظة رام الله والبيرة.
وهاجم مستوطنون منزلاً في قرية بيتللو شمال غربي محافظة رام الله والبيرة، واحرقوا سيارة دون ان يؤدي ذلك إلى إصابات، كما صرح رئيس بلدية هذه القرية الواقعة في شمال الضفة الغربية لوكالة فرانس برس غداة مقتل زوجين من المستوطنين في هجوم.
وقال رئيس البلدية هشام بزار: إن "مستوطنين هاجموا منزلا على اطراف القرية وقاموا بإحراق سيارة تابعة لصاحب المنزل وكتبوا شعارات معادية على المنزل غير ان احدا لم يصب بأذى".
وذكر مصور من وكالة فرانس برس ان من الشعارات التي كتبها المستوطنون بالعبرية "الانتقام قادم".
واحتشد عشرات المستوطنين فجر أمس، في محيط بلدتي سنجل وترمسعيا شمال محافظة رام الله والبيرة لمحاولة تنفيذ هجمات واعتداءات على منازل المواطنين.
كما أصيب طاقم طبي من 3 أفراد جراء اعتداء المستوطنين على سيارة إسعاف أقلتهم من مدينة نابلس إلى مدينة سلفيت ظهر أمس.
قال وزير الصحة جواد عواد إن الطواقم الطبية لم تسلم من إرهاب المستوطنين واعتداءاتهم المستمرة بحق أبناء الشعب الفلسطيني.
وأصيب الشاب وليد خالد قوار (35 عاماً)، من مخيم عايدة بشظايا رصاص مستوطن ظهر أمس، اثناء مروره بدوار مفرق مجمع مستوطنات "غوش عتصيون" الى الجنوب من بيت لحم، ما ادى الى اصابته بجروح وصفت بالمتوسطة.
وكان عشرات المستوطنين، تجمعوا عند مفرق "عتصيون" وهاجموا مركبات المواطنين ما أدى إلى تضرر عدد منها.
واعتدت مجموعة من المستوطنين، مساء أمس، على أحد المواطنين من قرية جينصافوط، شرق قلقيلية، بالضرب المبرح، ما تسبب بإصابته بحالة إغماء.
كما حاولوا اختطاف مواطن آخر من القرية ذاتها في حادثين منفصلين.