بيروت-فلسطين اليوم
أعربت المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان "شاهد"، عن قلقها إزاء الاعتداء الذي شهدته إحدى العيادات الطبية التابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في مخيم البرج الشمالي في مدينة صور اللبنانية، قبل يومين، وذلك على خلفية حالة من الغضب وعدم الرضا تسود في أوساط اللاجئين بسبب تقليص خدمات الوكالة الأممية المقدّمة لهم.
وكان لاجئ فلسطيني قد أقدم أول أمس الخميس، على إضرام النار في العديد من الدواليب المطاطية عند مدخل عيادة لـ "أونروا" في مخيم البرج الشمالي، محاصرا الموظفين داخل المبنى، ومعتديا بالشتم والتهديد على الطاقم الطبي والإداري فيها، فضلا عن محاولة تحطيم محتويات المركز، ممّا سبب حالة من الهلع والرعب في قلوب الموظفين الذين اضطروا لمغادرة المركز في ظل ظروف صعبة للغاية وقرّروا إغلاق المركز الطبي حتى إشعار آخر، وذلك بسبب تأخر الأطباء في منحه تحويلة طبية لإجراء عملية جراحية.
وأرجعت "شاهد" في بيان صحافي اليوم السبت، سبب هذا الاعتداء إلى عدم رضى الكثير من اللاجئين عن خدمات الوكالة الأممية بسبب تقليص خدماتها التدريجية في شتى القطاعات بين الحين والآخر، وبسبب البيروقراطية الإدارية المعتمدة والتي تؤخر إنجاز الخدمات بالسرعة المطلوبة، على الرغم من بدء اعتماد "الأونروا" مجددا لأسلوب اللامركزية الإدارية وإعطاء صلاحيات مناطقية لرؤساء المناطق ورؤساء الأقسام، حيث كان من المفترض أن تُنجز المعاملات الإدارية والطبية وغيرها من الإجراءات بسرعة كي تخفف من معاناة اللاجئين ومن منسوب احتياجاتهم، وتغيير ما يختزنه اللاجئ الفلسطيني في عقله الباطن من عدم ارتياح أو عداء تجاه هذه المؤسسة وموظفيها.
وفي السياق ذاته، أكّدت المؤسسة الحقوقية أن التقصير أو التأخير في أي خدمة لا يبرر بأي حال من الأحوال الاعتداء واستخدام العنف ضد هذه المراكز وموظفيها.
وعدّت أن "أونروا" هي "ضرورة ملحة لعموم اللاجئين سواء على الصعيد الإنساني أو السياسي، وأن الحفاظ على مؤسساتها وموظفيها ودورها هي مسؤولية جماعية، معربةً عن إدانتها لعمليات الاعتداء على مراكز الوكالة الأممية وآلياتها وموظفيها.
وشدّدت على أحقية اللاجئ الفلسطيني في الحصول على الخدمات التي يستحقها، وأن يستخدم التعبير السلمي والقانوني للمطالبة بهذا الحق، مضيفة، "وعلى موظفي "الأونروا" في الوقت ذاته تقديم ردود واضحة لهذا اللاجئ امتصاصا لردة فعله".
وطالبت المؤسسة "أونروا" بتحسين الخدمات وتطويرها لتتماشى مع حاجات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان والنازحين من سورية وظروفهم الصعبة، خصوصاً في لبنان