الطفل أحمد دوابشة

هي المرة الأولى التي يزور فيها الطفل أحمد دوابشة مسقط رأسه في قرية دوما، جنوب نابلس، بعد تعرضه وعائلته إلى جريمة حرق نفذها مستوطنون متطرفون، إستشهد على إثرها والده ووالدته وشقيقه، فيما نجا هو بأعجوبة, لستة أشهر متواصلة، لم يزر فيها الطفل الحريق والناجي من المحرقة اليهودية قريته، فهو لا يزال يخضع للعلاج في مستشفى إسرائيلي، وغادره فقط ليقوم بزيارة العاصمة الإسبانية مدريد، ليلتقي بنجمه المحبوب كريستيانو رونالدو وفريق ريال مدريد.

ولا تزال آثار الجريمة اليهودية بادية على جسد الطفل، الذي لم يصل بعد لسنته الخامسة من العمر بعد، وهو سيعود قريباً إلى المستشفى لمتابعة العلاج الطبي، لإزالة الحروق التي لا تزال على جسده ورأسه وعلى وجه التحديد.

المرحلة الثانية للعلاج قد تستغرق لأكثر من 4 أشهر، من بينها إجراء عدة عمليات جراحية ليده اليمنى وقدمه اليسرى، ومن بعدها سيخوص أحمد الصغير مرحلة التجميل لإزالة آثار الحروق والتي ستصل إلى 8 سنوات.

أحمد دوابشة الشاهد على الإرهاب اليهودي، والناجي الوحيد من المحرقة، وصل إلى فلسطين اليوم، قادمًا من إسبانيا، فعقد برفقة عمه وجده مؤتمرًا صحفيًا في مركز وطن الإعلامي، ومن ثم إستقبله الرئيس محمود عباس.

لم يتحدث أحمد كثيرًا، وأجاب ببراءة الطفولة المحرومة من حضن الأم والأب والشقيق، فأشار الطفل الصغير إلى أن كريستيانو رونالدو هو اللاعب الأفضل، وأشار بيديه إلى كيف ودَّعه رونالدو حين غادر إسبانيا, حتى اللحظة، لا يعلم الطفل أحمد ما جرى، ولكنه يعلم تماماً أن والده ووالدته وشقيقه ذهبوا إلى الجنة.