بيت لحم ـ وفا
تبخرت أحلام الفتى كريم أمين نوفل من بيت حانون في قطاع غزة، بأن يصبح نجما في عالم كرة القدم بعدما أصابته شظايا صاروخ إسرائيلي أثناء العدوان على قطاع غزة في قدمه وبترته.
وقال الفتى نوفل (15 عاما) والذي يتلقى العلاج في مستشفى الجمعية العربية في بيت جالا لــ'وفا'، 'كنت أحلم كبقية من يعشقون المستديرة ويداعبونها أن أصل إلى النجومية كما هم النجوم أحمد كشكش وحسام وادي واللاعب المعتزل صائب جندية والشهيد عاهد زقوت وغيرهم من المبدعين، لكن الاحتلال حرمني من ذلك بعدما أصابتني شظايا صاروخ أطلقته طائرة إسرائيلية على منزلي، ما أدى إلى بتر قدمي اليسرى'.
وأضاف: نوفل ابن الصف العاشر: 'كان تعلقي بالكرة منذ أن بلغت من العمر ثمانية أعوام، حيث حرصت على الالتحاق بنادي الاتحاد الرياضي ومقره في مشروع بيت لاهيا، وتدربت وكنت متعلقا بالكرة كثيرا ، وكل من أشرف على تدريبي كان يشحذ الهمم لدي ويشجعني ويحفزني كثيرا بالقول 'بأن مستقبلا كرويا ينتظرني'.
بدأ سيناريو إصابة الفتى نوفل عندما كان يرافق والده في الذهاب إلى منزلهم الذي تركوه بفعل قوة القصف على المنطقة هربا من الموت المحدق من أجل إحضار طعام الإفطار الرمضاني .
والد الفتى المرافق له في رحلة العلاج قال لــ'وفا'، إن قوة القصف أجبرتهم مع الأيام الأولى للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لترك شقتهم الواقعة في أبراج 'العودة' واللجوء الى شقة تعود لأحد اصدقائه بعيدة نوعا ما عن أجواء القصف .
وتابع الأب: 'في أحد الأيام وقبل ساعات من موعد الإفطار ذهبت ورافقني ابني كريم إلى الشقة القديمة، من أجل جلب بعض الأغراض من الثلاجة للإعداد للإفطار فباغتنا الاحتلال بصاروخ ارتطم بالبناية وتحديدا قرب الصالون فاحدث حالة من الهلع قبل ان يطلق الصاروخ الثاني الذي دخل من شباك الصالون وأصاب ابني كريم وأحدث قطعا في قدمه اليسرى ونقل الى مستشفى كمال عدوان ثم الشفاء وبعد 6 أيام بترت قدمه قبل أن يتم نقله إلى مستشفيات القدس ثم الجمعية العربية.
وقصة الفتى كريم نوفل واحدة من آلاف الأحلام للأطفال والفتية ممن كانوا يعولون على المستقبل ليحمل لهم تحقيق كل أحلامهم، إلا أن الاحتلال أفسد مرة أخرى أمنياتهم وأحلامهم في محاولة منه لقتل الطفولة الفلسطينية.
وقرب سرير كريم يتواجد الشاب سائد احسان حمودة (30عاما) من جباليا البلد والمصاب بشظايا استقرت في صدره ورجليه، وأحدثت له ضعفا في الكلام.
وبصعوبة بالغة لا يقدر على الكلام أبى سائد الا أن يتكلم، وتحدث ببطء ليروي ما جرى معه قائلا: 'أعمل موظفا في وزارة الصحة ومسعفا لإنقاذ المصابين، في يوم إصابتي أطلق الاحتلال صاروخا على منزل هرعت من أجل اسعاف المصابين، إلا أن المحتل باغتنا بصاروخ ثان أصبت من خلاله بشظايا عدة في صدري وبقي قسم آخر عدا الإصابة في الرجلين وفقدت الوعي ولم أجد نفسي إلّا في المستشفى'.